Salah Hossam HassanGoal Ar Only GFX

"التامنة ممكن تيجي" .. دعوا العميد يعمل وصلاح ينتقم حتى تفوز مصر بكأس إفريقيا 2025!

وسط سنوات من الإحباط وفقدان الشغف للجماهير المصرية خاصة فئة الشباب تجاه أي شخص بلادهم، بدأت الأغلبية تهرب نحو الانتماء بشكل أكبر على الأندية الأوروبية، لتترك خلفها نسخة رديئة من اللعبة لا تشبع رغباتها.

كرة قدم أفضل، مباريات ممتعة، أجواء جماهيرية صاخبة ومواهب استثنائية متجددة، وفي المقابل تجد مباريات محلية مملة، مدرجات خاوية، مسابقات تضربها التأجيلات ونجوم مبالغ في تقديرهم بمبالغ خيالية.

العقل والمنطق يسيران في طريق العزلة ولو بشكل نسبي عن تلك الأجواء، ولكن مع قدوم كأس إفريقيا 2025، تكون المقاومة في غاية الصعوبة، النوستالجيا تطاردك في كل مكان وتجبرك على الاهتمام بما سيفعله الفراعنة.

تجارب لا يمكن نسيانها أو محوها من الذاكرة، كتيبة الجوهري التي اكتسحت الجميع في بوركينا فاسو، لقطة "سونج وزيدان" وهدف أبو تريكة الحاسم في شباك الكاميرون، تألق الحضري في النهائي أمام كوت ديفوار 2006 في ركلات الترجيح، وظهور جدو "من اللاشيء" للمساهمة في جلب اللقب مع حسن شحاتة في 2010.

أمام كل هذه الذكريات، يتشكل هذا الصراع، العقل يخبرك بألا تحلم .. كل المؤشرات تؤكد أن مصر بعيدة كل البعد عن اللقب، ولكن هناك جانب آخر رومانسي يُجبرك على التمسك بلحظات من استعادة الشغف المفقود، وإليكم نبذة عن هذا الصراع..

  • FBL-WC-2026-AFRICA-QUALIFIERS-DJI-EGYAFP

    العقل يقول .. لا تحلم وانظر على فريقك

    - نعم، أغلبه من اللاعبين المحليين، وحتى عندما نقول إن فريق حسن شحاته الحاصل على 3 ألقاب متتالية كانت لديه نفس الصفة، علينا مراعاة أسماء مثل عصام الحضري ومحمد أبو تريكة وحسني عبد ربه ومحمد بركات وغيرهم مقارنة بالجيل الحالي.

    ولكن مصر لديها ميزة لا يمكن إنكارها، محمد صلاح، الذي يعاني من أزمة في ليفربول وقد يرحل عن النادي الإنجليزي بسبب أزمته مع المدرب أرني سلوت رغم الاعتذار الأخير، وهذه النسخة من الكان ستكون مختلفة تمامًا لنجم الريدز.

    صلاح الذي يظل أحد أهم النجوم في الكرة الحديثة يتعرض لحمة عنيفة من الهجوم في إنجلترا، جيمي كاراجر وديمتار هامان وغيرهما، وجدا أخيرًا الفرصة للانقضاض عليه، ولكن صاحب الـ33 سنة طريقته واضحة دائمًا بغض النظر عن تصريحاته الأخيرة .. الرد يكون في الملعب ولا توجد فرصة أقوى من أمم إفريقيا.

    دافع الانتقام كان مفيدًا لصلاح عند انتقاده بعد فشله في تشيلسي، لينفجر بعدها في فيورنتينا، وما يحدث الآن أقوى بكثير مما مر به اللاعب مع البلوز، وهو الأمر الذي سيكون على حسام حسن الاستفادة منه وتوظيفه بأفضل صورة ممكنة.

    ولا ننسى أيضًا أن صلاح عليه مصالحة الجماهير المصرية، وقد حان الوقت لتعود المياه إلى مجاريها، بعدما أغضب عشاق الفراعنة في البطولة الماضية لمغادرة المعسكر مبكرًا من أجل العلاج في ليفربول.

    عمر مرموش كذلك، مُهمش، يدخل في الدقائق الأخيرة مع مانشستر سيتي، والكان فرصة لإثبات نفسه،سواء لجوارديولا أو لأي نادي آخر يرغب في الاستفادة من وضعه الحالي، ووجوده بجوار صلاح يمنح مصر ثقلًا هائلًا أمام أي منافس مهما كان حجمه، بجوار مصطفى محمد الذي وصفه حسام حسن بـ"الربع محترف".

  • إعلان
  • FBL-WC-2026-AFRICA-QUALIFIERS-DJI-EGYAFP

    توقف هنا .. حدثني أكثر عن مدربك، بلا تاريخ وتصريحاته فوضوية وعصبي لأقصى درجة

    - يمكن انتقاد العميد حسام حسن في الكثير من النقاط، طريقته في التصريحات، تبريراته الغريبة واختلاقه الأعذار ومعايرة الجميع بأن راتبه ليس كبيرًا، كما أنه لم يحقق أي نجاحات تذكر كمدرب.

    ولكن العميد وشقيقه إبراهيم يعرفان قارة إفريقيا جيدًا، ربما أكثر من أغلبية المشاركين في البطولة، حسام لديه 3 ألقاب كلاعب "1986 و1998 و2006"، وعكس الكثيرين منا، يمتلك الشغف والرغبة في النجاح وتحقيق شيئًا ما للرد على الانتقادات الموجهة له ولأسلوبه باستمرار "وهي صحيحة على كل حال".

    حسام حسن "معجون كرة قدم" باللهجة المصرية، لا يقبل الخسارة ويبذل أقصى ما عنده للنجاح، ولا تستهين بكل ذلك .. أحيانًا الحياة تكافىء هؤلاء حتى ولو لم تبهرك إمكانياتهم.. لأن ببساطة شخص عادي مجتهد أفضل من مميز وكسول ولا يخلص لعمله.

    قارة إفريقيا لديها آفة ظهرت في السنوات الأخيرة، أغلب المنتخبات تأتي الكان "تقضية واجب"، المحترفون لا يريدون التعرض للإصابة حتى لا يفقدون فرصهم مع أنديتهم الأوروبية، والبعض يرفض القدوم من الأساس ويتحجج بكافة الأعذار الممكنة، بل وحدثت مشاكل أخرى تخص المكافآت والامتناع عن السفر لحين الحصول على المستحقات، وهو أمر لا يحدث في مصر أو دول شمال إفريقيا والمغرب العربي.

    بطولات الكان في السنوات الأخيرة سيطرت عليها حالة من الملل والرتابة، وذلك له عدة أسباب، العشوائية واستخدام بعض المدربين الأجانب تجاربهم في المسابقة كمجرد "سبوبة" لا أكثر، باستثناء بعض النماذج بكل تأكيد التي تقاتل وتأخذ الأمور بجدية هائلة.

    وأما عن التاريخ، إليك بعض الأسماء التي فشلت مع الأندية ونجحت في المنتخبات، وعلى رأسها ديدييه ديشان حامل لقب كأس العالم 2018 ووصيف 2022، كارلوس كيروش صاحب التجارب الضعيفة مع ريال مدريد وسبورتينج لشبونة "حصل على بطولات كأس فقط"، ووجد نفسه بصورة أفضل مع المنتخبات.

    لدينا أيضًا يواكيم لوف، فشل مع أغلب الأندية ونجح في ألمانيا وظل مدربًا لها منذ 2006 وحتى 2021، والآن هو عاطل عن العمل، تمامًا مثل فرناندو سانتوش مدرب البرتغال الحاصل على يورو 2016 رغم تجاربه المتوسطة في الأندية.

    لماذا نذهب بعيدًا، حسن شحاته نفسه لم يمتلك سوى لقبين كأس مصر وسوبر محلي مع المقاولون العرب، وذهب لتحقيق أحد أهم الإنجازات في تاريخ إفريقيا بحصد لقب الكان 3 مرات متتالية، وذلك أمام فرق أفضل "على الورق" مثل كوت ديفوار التي امتلكت الشقيقين يايا وكولو توريه ويدييه دروجبا، والكاميرون مع صامويل إيتو ورفاقه، وكتيبة غانا المكونة من مايكل إيسيان وأسامواه جيان وغيرهما.

    إذن .. كل شيء ممكن، الرغبة والشغف والنجاح وبعض الإمكانيات الفنية "حتى ولو كانت منقوصة" فهي عوامل موجودة قد ترجح كافة مصر في بعض الاختبارات.

  • SOCCER-FR98-ZAMBIA-EGYPTAFP

    ولكن مصر ليست مرشحًا من الأساس

    من المعروف أن المغرب بكل ما تملكه حاليًا من إنجازات على كافة الأصعدة هي المرشح الأول للفوز بأمم إفريقيا، قدرات فنية هائلة وعدد مميز من المحترفين يتقدمهم أشرف حكيمي هم على الورق الأقرب بمسافة عن الآخرين.

    لحظة .. منذ متى ويتم الاحتكام إلى "الورقة والقلم" في كرة القدم؟ اللعبة ليس امتحانًا دراسيًا، لو أخطأت بعدد معين في الأسئلة سترسب، بل هي عالم آخر له جوانب ذهنية وفنية وحسابات مختلفة تمامًا، وقد تجد نفسك فائزًا فيه لو كانت أخطائك أقل من أخطاء خصمك.

    وقد تنتصر على منافسك الأقوى لو كنت أفضل منه جماعيًا أو أكثر رغبة منه، وصدقني، لا يوجد شخص يريد الفوز بأمم إفريقيا في هذه البطولة أكثر من حسام حسن، ولو تشك في ذلك فعليك مراجعة مسيرته كلاعب جيدًا.

    حملات التشكيك على السوشيال ميديا خاصة بسبب الأداء الهزيل في تصفيات كأس العالم رغم التألق، والهزيمة الودية من أذربيجان، كلها مفهومة ومنطقية، ولكن السقوط في فخ الانهزامية ليس حلًا.

    مصر في 1998 لم تكن من المرشحين بسبب نتائجها السلبية قبل البطولة، وخروجها من ربع النهائي في النسخة السابقة التي أقيمت في جنوب إفريقيا، ومع ذلك فاجأنا الجوهري بلقب تاريخي له مذاق خاص.

    كل السطور السابقة غلبتها الرومانسية والحنين إلى الماضي على حسابات العقل، وهو سبب خاطىء للتفاؤل، وبها أيضًا بعض المنطق فيما يتعلق بصلاح وشخصية حسام حسن وقدراته التحفيزية، وهذا سبب يحمل الكثير من الصواب بأن الأمور ليست محسومة بالفشل.

    شعار "التامنة هتيجي" الذي يتردد مؤخرًا في كل مكان يجعل البعض يميل إلى السخرية وعدم الاهتمام كثيرًا، لأن أغلب المعطيات تؤكد أن مصر ليست قريبة من تحقيق لقب الكان الثامن في تاريخها.

    دعونا فقط نرى ما ستسفر عنه مباريات مصر أمام زيمبابوي وجنوب إفريقيا وأنجولا في دور المجموعات من البطولة التي تفتتح غدًا، الأحد، على الأراضي المغربية، وبعدها نرى من سينتصر .. الرومانسية والقصص الإعجازية أم المنطق و"الورقة والقلم"!

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0