- يمكن انتقاد العميد حسام حسن في الكثير من النقاط، طريقته في التصريحات، تبريراته الغريبة واختلاقه الأعذار ومعايرة الجميع بأن راتبه ليس كبيرًا، كما أنه لم يحقق أي نجاحات تذكر كمدرب.
ولكن العميد وشقيقه إبراهيم يعرفان قارة إفريقيا جيدًا، ربما أكثر من أغلبية المشاركين في البطولة، حسام لديه 3 ألقاب كلاعب "1986 و1998 و2006"، وعكس الكثيرين منا، يمتلك الشغف والرغبة في النجاح وتحقيق شيئًا ما للرد على الانتقادات الموجهة له ولأسلوبه باستمرار "وهي صحيحة على كل حال".
حسام حسن "معجون كرة قدم" باللهجة المصرية، لا يقبل الخسارة ويبذل أقصى ما عنده للنجاح، ولا تستهين بكل ذلك .. أحيانًا الحياة تكافىء هؤلاء حتى ولو لم تبهرك إمكانياتهم.. لأن ببساطة شخص عادي مجتهد أفضل من مميز وكسول ولا يخلص لعمله.
قارة إفريقيا لديها آفة ظهرت في السنوات الأخيرة، أغلب المنتخبات تأتي الكان "تقضية واجب"، المحترفون لا يريدون التعرض للإصابة حتى لا يفقدون فرصهم مع أنديتهم الأوروبية، والبعض يرفض القدوم من الأساس ويتحجج بكافة الأعذار الممكنة، بل وحدثت مشاكل أخرى تخص المكافآت والامتناع عن السفر لحين الحصول على المستحقات، وهو أمر لا يحدث في مصر أو دول شمال إفريقيا والمغرب العربي.
بطولات الكان في السنوات الأخيرة سيطرت عليها حالة من الملل والرتابة، وذلك له عدة أسباب، العشوائية واستخدام بعض المدربين الأجانب تجاربهم في المسابقة كمجرد "سبوبة" لا أكثر، باستثناء بعض النماذج بكل تأكيد التي تقاتل وتأخذ الأمور بجدية هائلة.
وأما عن التاريخ، إليك بعض الأسماء التي فشلت مع الأندية ونجحت في المنتخبات، وعلى رأسها ديدييه ديشان حامل لقب كأس العالم 2018 ووصيف 2022، كارلوس كيروش صاحب التجارب الضعيفة مع ريال مدريد وسبورتينج لشبونة "حصل على بطولات كأس فقط"، ووجد نفسه بصورة أفضل مع المنتخبات.
لدينا أيضًا يواكيم لوف، فشل مع أغلب الأندية ونجح في ألمانيا وظل مدربًا لها منذ 2006 وحتى 2021، والآن هو عاطل عن العمل، تمامًا مثل فرناندو سانتوش مدرب البرتغال الحاصل على يورو 2016 رغم تجاربه المتوسطة في الأندية.
لماذا نذهب بعيدًا، حسن شحاته نفسه لم يمتلك سوى لقبين كأس مصر وسوبر محلي مع المقاولون العرب، وذهب لتحقيق أحد أهم الإنجازات في تاريخ إفريقيا بحصد لقب الكان 3 مرات متتالية، وذلك أمام فرق أفضل "على الورق" مثل كوت ديفوار التي امتلكت الشقيقين يايا وكولو توريه ويدييه دروجبا، والكاميرون مع صامويل إيتو ورفاقه، وكتيبة غانا المكونة من مايكل إيسيان وأسامواه جيان وغيرهما.
إذن .. كل شيء ممكن، الرغبة والشغف والنجاح وبعض الإمكانيات الفنية "حتى ولو كانت منقوصة" فهي عوامل موجودة قد ترجح كافة مصر في بعض الاختبارات.