رغم موافقة الاتحاد الدولي على خوض اللقاء، ولكن الاتحاد السوفييتي رفض اللعب ولم يسافر لحضور المباراة، ورغم ذلك، أصر فيفا على لعبها، ونزل فريق واحد إلى أرضية الملعب وهو المضيف تشيلي، بل وقام بركلة البداية وتسجيل هدف في شباك خالية، وعندما لم يجد الحكم خصمًا لإعادة إطلاق اللقاء، أطلق صافرته معلنًا نهايتها بانسحاب الضيوف "الوهميين" وانتصار أصحاب الأرض وتأهل تشيلي للمونديال، وكتابة صفحة قاتمة وفاضحة في تاريخ كرة القدم واتحادها!
اختلفت الأقاويل بخصوص انسحاب الاتحاد السوفييتي، هناك من يقول إنه كان موقف سياسي وإنساني اتجاه النظام الحاكم في تشيلي وما يحدث في الملعب من انتهاكات، والبعض الآخر ذهب لأسباب رياضية بأن البلاد تخوفت من فضيحة الخسارة أمام فريق أقل فنيًا، وبلد تمر بأزمة سياسية، ما قد يؤثر على صورة الاتحاد السوفييتي الذي كان يعيش وقتها أجواء حرب باردة مع الغرب والولايات المتحدة.
المؤرخ الكروي الشهير إدواردوا جاليانو كان حاضرًا في المدرجات لمشاهدة تلك المهزلة الكروية، والتي وصفها وقتها بأنها "أكثر مباراة كرة قدم مثيرة للشفقة في التاريخ"، بينما لاعب تشيلي كارلوس كزيلي الذي شارك في المسرحية في منتخب بلاده في وقت كانت والدته يقال إنها محتجزة في معتقل الملعب بحسب "ميديام" وصف اللقاء بأن فريقه فعل أمرًا سخيفًا وأصبح مدعاة للسخرية في العالم أجمع.
نظام بينوشيه انهار في 1990 ورحل عن حكم البلاد، ومع التغير بدأت تتضح الصورة كاملة لما كان يحدث في مدرجات وغرف الملعب الوطني، وبدأت رحلة تلميع صورته، إذ تغير المسمى في 2008 إلى "خوليو مارتينيز برادانوس"، وفي 2011 تم تخليد الراحلين والمعذبين والمحتجزين بذلك المدرج الذي من وجهة نظر أجويرو المعتقل السابق ليست كافية لإبقاء ذكراهم حاضرة، وهو الذي عاد لحضور مباريات منتخب بلاده في المدرجات الخاصة بالملعب، رحلة "يصفها بالصعبة ولكن حدثت، ولكن الحكومة بحاجة لفعل المزيد لجعل الناس لا ينسون ما حدث في تلك المدرجات".