Barcelona levers mess GFXGOAL

كارثة قادمة؟ الرافعات الاقتصادية كابوس برشلونة المقبل!

عاد برشلونة لأزماته المالية مجددًا ولم يعد لديه أي طريق للخروج من محنته، وقبل 12 شهراً، كان النادى يقترب من الإفلاس، ولم يعد جزءاً من الأندية الكبرى الأوروبية، وتجاوزت ديونه مليار يورو.

وحاول جوان لابورتا، خلال فترة رئاسته الثانية تصحيح الأوضاع وشعر أن وصول آلة أهداف بايرن ميونخ روبرت ليفاندوفسكي، سيساهم في تعافي النادي من الخراب المالي.

وأكد لابورتا في حفل تقديم ليفاندوفسكي: "منذ عام، للأسف كان علينا أن نعلن عن وضع اقتصادي صعب للنادي، ولكن مر عام ويمكننا أن نقول إننا نغير الأمور".

وكان الحل الذي قدمه لابورتا، لتحسين الأمور هو القيام ببعض "الروافع" الاقتصادية، والتحركات المالية التي سمحت للبلوجرانا بالعودة للقمة مجددًا لكن بعد مرور 18 شهرًا عاد برشلونة للأزمات المالية.

لقد تم تقليص قدرة برشلونة على إجراء المزيد من التعاقدات، وعلى الرغم أن الميركاتو الصيفي أدى إلى لقب الدوري، ولكنه جعل الفريق تحت قيادة مهاجم كبير في العمر ومجموعة تعاقدات أثبتت فشلها.

والآن، لم يعد لدى برشلونة أى ثغرات لاستغلالها وسوف يضطر النادي مرة أخرى إلى إبرام صفقات وإنفاق مبالغ باهظة من أجل الحفاظ على المنافسة في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا ويبدو أنهم يواجهون مشكلة كبيرة.

  • Joan-Laporta(C)GettyImages

    ما هي "الرافعات"؟

    فكرة لابورتا، المتمثلة في استخدام "الروافع المالية" لجمع الأموال هي فكرة فريدة جدًا في كرة القدم وبسيطة وهى عبارة عن بيع أجزاء من النادي بأقل من قيمتها للحصول على أموال فورية.

    وقال الرئيس التنفيذي السابق لبرشلونة فيران ريفيتر: " خطة مفلسة من الناحية الفنية"، ولم يمتلك البلوجرانا الوقت لإعادة البناء، حيث تم جلب مواهب الأكاديمية أثناء الفوز بكأس الملك أو كأس السوبر وكان عليهم التنافس على كل لقب في كل موسم.

    وكان لابورتا، يحاول البيع للخروج من الخراب المالي وعرضت شركة الأسهم الخاصة الأمريكية Sixth Street، مبلغ 267 مليون يورو مقابل 10٪؜ من إيرادات البث التلفزيوني المحلي لبرشلونة لمدة 25 عامًا وكان ذلك دعم فوري أوقف الكوابيس الاقتصادية للنادى مؤقتًا.

    وعندما أصبح من الواضح أنهم بحاجة إلى تعاقدات جديدة، باع لابورتا لشركة Sixth Street مرة أخرى، أسهم جديدة بنسبة 15٪ مقابل 315 مليون يورو وجمع البلوجرانا ما يقرب من 700 مليون يورو في عام 2018 وكان ذلك كافيًا لتجميع فريق قادر على المنافسة على الدوري الإسباني.

    ولكن بسبب رسوم التعاقدات الجديدة لم ينجح كل العمل الذي قام به برشلونة من خفض الأجور والتخلص من ميسي من إنقاذ النادى، واشترى شركتان، Orpheus Media وSocios.com أسهم في "Barca Studios"، المنفذ الإعلامي الداخلي للنادي وقد أدخل إلى برشلونة ما يصل إلى 180 مليون جنيه إسترليني وتم إنقاذ النادى.

  • إعلان
  • Sergi Roberto Robert Lewandowski Raphinha Andreas Christensen Barcelona 2022-23Getty Images

    التتويج بلقب الدوري بفضل الروافع!

    استخدام تلك "الروافع" جعل برشلونة يتوج بلقب الدوري الإسباني الموسم الماضي وكان ليفاندوفسكي، هو الصفقة الأبرز للنادى، وبدا الأمر وكأنه ضربة عبقرية.

    ولكن لم تكن الصفقات الأخرى مقنعة وقد أنفق برشلونة أموالاً باهظة للتعاقد مع قلب الدفاع جول كوندي، والجناح المؤثر رافينيا وفرانك كيسييه وأندرياس كريستنسن، وكان لدى برشلونة ما يؤهله لتشكيل فريقًا قويًا للمنافسة.

    وفاد انهيار انتقال فرينكي دي يونج، المقترح إلى مانشستر يونايتد فريق برشلونة حيث أصبح لاعب خط الوسط جزءًا أساسيًا من فريق تشافي الحائز على اللقب.

  • Xavi BusquetsGetty Images

    نجاح تشافي

    لم يحقق تشافي، خلال الأشهر التسعة الأولى كمدربًا لبرشلونة سوى القليل من النجاح، على الرغم من أنه يمكن عدم لومه في ظل معاناة الفريق والفوضى المالية.

    ومع انضمام الوافدين الجدد واصل تشافي قيادته لبرشلونة في موسم 2022-23 وشقوا طريقهم إلى لقب الدوري الإسباني بفضل قوة أفضل دفاع في أوروبا ومساهمات ليفاندوفسكي وابتكارات تشافي التكتيكية التى أعطت برشلونة التوازن.

  • Joao LaportaGetty Images

    هل نجحت الروافع على المدى الطويل؟

    قال المشككون أن تحركات برشلونة داخل وخارج الملعب، لن تنجح على المدى الطويل وبالنظر إلى نتائج الفريق في نهاية موسم 2022-23 ومعاناته وخسارته لنجميه بوسكيتس وجوردي ألبا، فتوقعهم كان صحيحًا.

    وأشار الاقتصاديون إلى أن البلوجرانا اتخذ قرارات محفوفة بالمخاطر في صيف عام 2022 وتحد قواعد الدوري الإسباني بشدة من القدرة الشرائية للأندية، وتعاقب حتى أقوى الأندية بسبب سوء الإدارة المالية.

    وكانت "روافع" لابورتا أمرًا جديدًا، لكنها لم تتوافق جيدًا مع نظام رئيس الدوري الأسباني تيباس، الذي رفض قبول المدفوعات من مستثمري برشلونة وخفض الدوري الإسباني الإنفاق من 649 مليون يورو إلى 270 مليون يورو، أي أقل بـ 450 مليون يورو من ريال مدريد، وأقل قليلاً من أتلتيكو مدريد أيضًا.

    وتوترت علاقة رئيس برشلونة مع تيباس، وأمضى لابورتا شهورًا لتجميع أموال ووضع خطة لإقناع تيباس بأن برشلونة قادر على تحمل تكاليف التعاقد مع ميسي عندما ينتهي عقده مع باريس سان جيرمان لكن ما يسمى بـ "خطة الاستمرارية" لم يتم التوقيع عليها مطلقًا، وفي النهاية لم يتمكن النادي من ضمان تسجيل ميسي، ووقع الأرجنتيني مع إنتر ميامي.

  • Xavi-BarcelonaGetty

    مشاكل برشلونة الحالية

    فيما يتعلق بكيفية تعامل برشلونة مع شؤونه المالية في الآونة الأخيرة، فقد ظهر كنادي مسيطر وقد تم التوقيع مع جافي ورونالد أراوخو، بعقود طويلة الأجل وتم تسجيلهما بنجاح ووصل البرازيلي الرائع فيتور روكي، وسيتم دمجه في الفريق باعتباره خليفة يفاندوفسكي البالغ من العمر 35 عامًا.

    ولكن لم يفى المستثمرون في Barca Studios بوعودهم بالدفع، وكانوا يدينون لبرشلونة لما يقرب من 40 مليون يورو وأوقف تيباس احتمال حدوث المزيد من المخالفات المالية ولا توجد أي إشارات واضحة على أنه سيتم رفع سقف الإنفاق قبل الموسم المقبل أيضًا.

    ومرة أخرى قد يتعين على برشلونة أن ينظر داخليًا إلى فريق باهظ الثمن وكيف يمكنه استخدامه لجمع الأموال وقد يكون قائد النادي سيرجي روبرتو، الذي زاد راتبه مؤخرًا، على وشك الرحيل هذا الصيف وأيضًا رافينيا، الذي يبلغ قيمته 240 ألف يورو في الأسبوع، وقد يكون أيضًا على وشك الرحيل.

    ولا تزال هناك علامة استفهام حول مستقبل أراوخو أيضًا، حيث أفادت العديد من وسائل الإعلام أن برشلونة استسلم لاحتمال بيعه إلى بايرن ميونخ في الصيف ومن المؤكد أن هذا سيؤدي إلى تصفية وضخ بعض الأموال، لكن برشلونة سينتهي به الأمر إلى فريق أسوأ نتيجة لذلك.

    وكانت النتائج على أرض الملعب سيئة وتعرض برشلونة للهزيمة أمام ريال مدريد في نهائي كأس السوبر الإسباني وفي الدوري يتأخر بفارق ثماني نقاط عن جيرونا المتصدر المفاجئ، ويبدو من غير المرجح نظرًا لمستواه أن يتأهل إلى الأدوار النهائية في دوري أبطال أوروبا.

  • Xavi Barcelona Almeria La Liga 2023-24Getty

    كارثة قادمة!

    إذا أصبحت النتائج سيئة للغاية لدرجة أنه تم إقالة تشافي، فستكون هناك حاجة إلى دفع تعويضات باهظة الثمن، بالإضافة إلى التعاقد مع مدرب أكثر تكلفة.

    وهناك حقيقة مخيفة متمثلة في أن فريق برشلونة يعاني من الأعمار الكبيرة حيث يواجه ليفاندوفسكي أسوأ موسم له منذ سنوات، وإذا لم يتحسن قريبًا فقد يصبح لاعبًا مخضرمًا باهظ الثمن، ومع استمرار عقده حتى عام 2026 قد يميل برشلونة إلى قبول أموال الدوري السعودي في الصيف ويبيع نجم بولندا.

    وأيضًا تير شتيجن، يبلغ من العمر 30 عامًا ويتعافى من عملية جراحية في الظهر وقدم اللاعبان المعاران كانسيلو وجواو فيليكس، مستويات متفاوتة وإضافاتهما على أساس دائم سيكون خطوة بها مخاطرة ومكلفة.

    وكسر برشلونة النظام في عام 2022 وأنقذوا أنفسهم من الخراب المالي من خلال إيجاد ثغرات، وقاموا ببناء فريق قادر على الفوز بالدوري الإسباني وببعض الإضافات الذكية، وفازوا بالدوري للمرة الأولى منذ أربع سنوات.

    ولكن إذا كانت كرة القدم تدور حول الاستدامة والنجاح مع مرور الوقت، فإن برشلونة فشل في تحقيق ذلك وكان هناك دائمًا شعور بأن البلوجرانا قد ضحى بالازدهار طويل الأمد من أجل الفوز الفوري بالبطولات.

    والآن، مع تراجع النتائج وتدهور الفريق يبدو أن برشلونة ربما ضحى بالكثير في وقت مبكر جدًا وتجنبوا الإفلاس وحصلوا على كأسهم، لكن الخراب المالي أصبح كابوسًا يطارده.