"قلب العائلة" توفي داخل الغرفة.. رحيل مفاجئ لمشجع مانشستر سيتي في إسبانيا!

وأوضحت جيس برادشو، ابنة عم الراحل، أن السلطات الإسبانية أبلغت العائلة بعدم وجود أي “ظروف مريبة” وراء الوفاة، مشيرة إلى أن الأسرة لا تزال في حالة صدمة كبيرة بعد تلقي الخبر المفجع. وأضافت في تصريحاتها أن جاي كان يتمتع بصحة جيدة، وكان معروفًا في منطقته بمدينة “ويثينشاوي” بجنوب مانشستر بصفاته الهادئة وشخصيته الطيبة. وقالت جيس: “جاي كان لطيفًا جدًا، ودودًا ومحبًا للجميع. لم يدخل في أي مشاكل طيلة حياته، وكان محبوبًا من جميع من عرفوه. كان يعشق مانشستر سيتي وابنته الصغيرة أكثر من أي شيء في العالم. لقد ترك فراغًا كبيرًا في قلوبنا جميعًا”.

وكشفت جيس أن والد جاي، مارتن برادشو، البالغ من العمر 56 عامًا، كان يستعد للسفر إلى إسبانيا صباح اليوم التالي للقاء ابنه ومشاهدة المباراة معًا، لكنه وجد نفسه مضطرًا للسفر من أجل التعرف على جثمانه بعد الحادث المفاجئ. وقالت والدموع في عينيها: “لم نصدق أن الرحلة التي انتظرها الأب والابن منذ أسابيع انتهت بهذا الشكل المأساوي. كان من المفترض أن تكون ليلة فرح، لكنها تحولت إلى كارثة لن تُنسى”.

وكان جاي قد نشر مقطع فيديو على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي قبل وفاته بساعات قليلة، ظهر فيه يغني إلى جانب كامبل هاتون، نجل أسطورة الملاكمة البريطانية الراحل ريكي هاتون، أغنية “هناك واحد فقط من ريكي هاتون”، وذلك تكريمًا لأسطورة الملاكمة الذي توفي الشهر الماضي. الفيديو لاقى تفاعلًا واسعًا بين جماهير مانشستر سيتي، قبل أن يتحول بعد ساعات قليلة إلى لحظة وداع مؤثرة لمحبيه.

من جهتها، أصدرت إدارة نادي مانشستر سيتي بيانًا رسميًا عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي جاء فيه: “نشعر بحزن عميق لوفاة جاي برادشو، أحد مشجعي مانشستر سيتي، الذي توفي بشكل مأساوي في إسبانيا قبل مباراة الفريق أمام فياريال ليلة أمس. يقدم جميع أفراد النادي تعازيهم الصادقة لعائلته وأصدقائه وجميع جماهير سيتي في هذا الوقت العصيب. مرة أزرق، سيبقى دائمًا أزرق”.

كما أبدى نادي فياريال تضامنه مع النادي الإنجليزي في رسالة نُشرت عبر منصاته الرسمية قال فيها: “نقدم خالص تعازينا لعائلة الفقيد وأصدقائه وجماهير مانشستر سيتي كافة. ارقد في سلام”.

وتفاعل عدد كبير من جماهير مانشستر سيتي مع الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث امتلأت الصفحات بتدوينات الوداع ورسائل المواساة لعائلة المشجع الراحل. كتب أحد أصدقائه المقربين على فيسبوك: “ارقد بسلام يا صديقي، كنت من أكثر عشاق مانشستر سيتي إخلاصًا. تبعت الفريق في كل مكان، في الأوقات الصعبة قبل النجاحات. لن ننساك أبدًا”. فيما كتب آخر: “يا لها من فاجعة. كنت فقط تفعل ما تحب، تساند ناديك كعادتك. قلوبنا مع عائلتك الصغيرة”.

وكان جاي برادشو قد أنهى دراسته في مدرستي “باركلاندز الثانوية” و“رينجواي الابتدائية”، قبل أن يؤسس مشروعه الخاص في تنظيف السجاد بمدينة مانشستر. وترك وراءه ابنته الصغيرة، ووالدته جانيت، وتوأمه كين، وشقيقه الأصغر زاك، الذين تجمعهم الآن مأساة واحدة إثر فقدان شاب وصفه الجميع بأنه “قلب العائلة”.

وفي خطوة إنسانية، أطلق أحد أصدقائه المقربين، ويدعى إيدي ويليامسون، حملة لجمع التبرعات عبر موقع “جو فند مي” لمساندة عائلة الراحل في تغطية تكاليف السفر والجنازة. وقد جمعت الحملة أكثر من 16 ألف جنيه إسترليني خلال ساعات قليلة فقط، في دلالة على محبة الناس لجاي وتأثرهم العميق بوفاته المفاجئة.

واختتمت الصحف البريطانية تقاريرها عن الحادث بكلمات مؤثرة، تصف برادشو بأنه “مشجع عاشق لناديه حتى آخر لحظة”. وبينما يواصل نادي مانشستر سيتي مسيرته الأوروبية بثقة، يبقى مشهد الجماهير الزرقاء وهي ترفع الأعلام في المدرجات بمثابة رسالة وفاء لروح جاي، الذي رحل جسدًا، لكنه سيبقى حاضرًا في ذاكرة عشاق النادي الذين لن ينسوا من “عاش لسيتي ومات من أجله”.