قلبه فلسطيني ورفض ريال مدريد.. أشياء لا تعرفها عن مارادونا

يضع مارادونا على ذراعه وشمًا للثوري الشهير تشي جيفارا، وقد نعته من قبل بأنه في قلبه دائمًا وأبدًا.

هذا إلى جانب أن قدمه اليُسرى التي سحرت كرة القدم والعالم بأسره يضع عليها وشمًا لشخصية ثورية أخرى وهي الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو.

في عام 1998، افتتحت بعض الجماهير الأرجنتينية "كنيسة مارادونا" في العاصمة بوينس آيرس.

العام من خلال هذه الكنيسة بات مرتبطًا بتاريخ ميلاد مارادونا (30 أكتوبر 1960)، وبالتالي، فإن 30 أكتوبر 2020 يصبح "60 ما بعد دييجو".

امتلك مارادونا علاقة قوية جدًا مع فيدل كاسترو رئيس كوبا السابق، حتى أنه خرج أكثر من مرة في تصريحات يتغنى بالزعيم اليساري ومدى قوة شخصيته وعلمه الواسع عن كرة القدم.

عندما تأثر مارادونا كثيرًا بإدمان الكوكايين، ذهب إلى كوبا حيث فيدل كاسترو ليساعده في الإقلاع عنه، وجلس لمدة أربع سنوات في مصحة هناك تعافى فيها تمامًا مما أصابه.

دائمًا ما قال مارادونا عن كاسترو أنه بمثابة "الأب الروحي" له، هذا إلى جانب تصريحه الشهير بأنه مدين بالكثير له لأنه سبب البقاء في الحياة بإنقاذه من الإدمان.

رقم استثنائي يوضح قيمة مارادونا الكبيرة كلاعب كرة قدم، حيث أنه اللاعب الوحيد في تاريخ كرة القدم الذي كسر الرقم القياسي للانتقالات مرتين.

المرة الأولى كانت بانتقاله من بوكا جونيورز باتجاه برشلونة نظير 5 ملايين جنيه استرليني، ثم انتقل بعدها من البرسا إلى نابولي نظير قرابة 7 مليون جنيه استرليني.

المبلغ هذه الأيام يبدو ضعيفًا، لكن قيمته الفعلية توازي 100 مليون حاليًا بالنظر إلى أن هذه الأرقام دُفعت في بدايات ومنتصف ثمانينات القرن الماضي.

من ضمن أهم الأحداث الشهيرة في حياة مارادونا، هدفه بيده في شباك منتخب إنجلترا بكأس العالم 1986، والذي أطلق عليه "يد الرب"، وحينها كان حكم المباراة هو التونسي علي بن ناصر.

لم ينس مارادونا هذا الهدف طيلة حياته وكذلك ربما العالم كله، وفي 2015 قرر أن يزور حكم المباراة في تونس وقدّم له قميصًا لمنتخب الأرجنتين مع توقيعه عليه.

الكوكايين كان الكابوس الأكبر في حياة مارادونا، فإدمانه لفترة كان سببًا في تدمير مسيرته الكروية وربما في حياته كلها، وبدأ ذلك منذ أن كان في برشلونة وترسخ تحديدًا في نابولي.

يُقال أن إدمان مارادونا الكوكايين وصل إلى حد تعاطيه إياه في أرض الملعب، فبعد كأس العالم 1986 وفي مباراة أمام نجوم العالم، سجل هدفًا واستنشق الكوكايين أثناء احتفاله.

رُزق مارادونا بخمسة أبناء، وصاحب ميلاد بعضهم أزمات شهيرة فيما يخص اعترافه بهم، وحول ذلك الأمر قال الأسطورة تصريحًا يوضح الحياة التي عاشها بالفعل.

"دالما وجيانا هما أبنائي الشرعيين، البقية هم نتاج أموالي وأخطائي."

حاول مارادونا في سنواته الأخيرة تحسين علاقته بجميع أبنائه وتجميعهم، ويبدو أنه نجح نسبيًا في ذلك، فرسالة ابنه دييجو جونيور له قبل وفاته حملت كلمة "سامحتك على كل شيء".

حقق مارادونا العديد من أهدافه في حياته سواءً فيما يتعلق بالمال أو الإنجازات الفردية، لكن ترى ما هو الحلم الأكبر له على الإطلاق.

بحسب مزاعم محاميه ماتياس مورلا، فإن حلمه الأكبر كان جمع أبنائه معًا لإصلاح الأخطاء التي ارتكبها طيلة السنوات الماضية.

ضوء يسطع في نابولي والأرجنتين وتكريم خاص في المكسيك .. ملاعب العالم تكرم مارادونا

كشف مارادونا من قبل أنه رفض الحصول على الجنسية الأمريكية رغم ما تعرض له من إغراءات لا تقاوم من الناحية المادية.

في الثمانينات، جرت شركة تُدعى "انترناشيونال مانجمينت جروب" استطلاعًا حول أشهر شخصية في العالم، وكسب مارادونا المركز الأول وكانت الجائزة هي 100 مليون يورو، لكن شرط حصوله عليها هو أن يكون أمريكيًا!

في ذلك التوقيت تدخل هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي محاولًا إقناع مارادونا بالحصول على الجنسية الأمريكية بجوار الأرجنتينية، إلا أن الأسطورة رفض الأمر قطعيًا.

في فترة توهج مارادونا بقميص نابولي، وصلت له العديد من العروض أبرزها من ريال مدريد وميلان، لكنه في النهاية رفض الرحيل تقديرًا لعشق جماهير نادي الجنوب له من جهة، وخوفًا من رد فعلهم من جهة أخرى.

ميلان على وجه التحديد من خلال مالكه السابق بيرلسكوني عرض عليه أموالًا طائلة وعروضًا لا تصدق، لكنه خاف على جميع الأطراف وآثر السلامة بالبقاء في سان باولو، حيث يعشقونه بجنون.

اعترف مارادونا بأنه امتلك علاقة بالمافيا الإيطالية، لكنه نفى مزاعم أن تكون هذه العلاقة بهدف مساعدتهم في الإتجار بالمخدرات.

صحيح أن المافيا أهدت له الكثير من الهدايا من ناحية الأموال والسيارات الفارهة، لكنها كانت "علاقة عمل" حسب وصفه، ولم يعرف شيئًا عن الأعمال الأخرى.

تظل هذه النقطة غامضة، الأكيد أن مارادونا سينفي مساعدته للمافيا وإن كانت الصحف الإيطالية قالت كثيرًا أنهم كانوا سببًا في إدمانه للكوكايين من أجل التحكم به وتحقيق غاياتهم المختلفة عبره.

في ظهور له ببرنامج تلفزيوني، أعلن مارادونا أنه قد خُطِف من قبل كائنات فضائية!

يقول الأسطورة "ذات مرة، بعدما تناولت قليلًا من المشروبات الكحولية، كنت في عداد المفقودين من المنزل لمدة 3 أيام، بعدما عدت للمنزل قلت لهم أنني كنت خارج الأرض، ولا يمكنني قول أكثر من ذلك".

دائمًا ما دعم مارادونا القضية الفلسطينية، ولا يُنسى في 2018 عندما التقى بالرئيس محمود عباس في روسيا قبل نهائي كأس العالم وقال له في فيديو شهير "في قلبي.. أنا فلسطيني".

وأعلن كذلك بعدها تضامنه مع الشعب الفلسطيني في منشور شهير عبر إنستجرام كتب فيه نصًا "أنا فلسطيني".

في كل مرة يظهر فيها مارادونا، يرتدي ساعتين، أمر غريب لا يفعله كثير من البشر جعل البعض يشككون في قواه العقلية.

لكن مارادونا يرتدي ساعتين لسبب وجيه، فساعة منهما لديها توقيت الأرجنتين والساعة الأخرى تعمل بتوقيت الدولة التي هو فيها.

تقدر ثروة مارادونا بأكثر من مليون يورو، ولكن تلك الثورة ليست حكرًا على ما جناه من كرة القدم فحسب، بل إنها نتاج أعمال أخرى له خارج الساحرة المستديرة.

الإعلانات والزيارات الترويجية وغيرها، مع بعض الأعمال الخفية تجعل مارادونا يمتلك ثروة كبيرة عاش بها والآن يرثها أبناؤه.

علاقة مارادونا بليونيل ميسي أسطورة الأرجنتين الأخرى غريبة بعض الشيء، فمن جهة أخذ في الدفاع عن البرغوث كثيرًا، ومن جهة أخرى لم يتوان في كثير من المناسبات عن مهاجم قائد برشلونة.

أشرف مارادونا على تدريب ميسي أثناء قيادته لمنتخب الأرجنتين من 2008 إلى 2010، وبعد الخروج المذل من مونديال جنوب إفريقيا على يد ألمانيا في ربع النهائي قال "أي شخص يقول أن ميسي لم يلعب مونديالًا رائعًا هو أحمق".

بعدها بسنوات، خرج مارادونا مهاجمًا ميسي ويقول عنه "احترامًا لليو لا أريد أن أقول هل هو أفضل أم أنا، عليك أن تتركه وحده، أحبه كثيرًا وأستمتع به كلما رأيته في الملعب، لكنه لا يملك الشخصية ليكون قائدًا".

من جهة أخرى فدائمًا تصريحات ميسي عن مارادونا كانت تحمل تقديرًا كبيرًا للغاية وتأكيدًا على ما يمثله من قدسية بالنسبة لجميع الأرجنتينيين.

من الأفضل في التاريخ؟ مارادونا أم بيليه؟ سؤال حيّر جميع عشاق كرة القدم، ولم يتوصل أحد إلى إجابة قاطعة بما في ذلك الاتحاد الدولي.

في عام 2000، منح الفيفا لقب لاعب القرن لمارادونا وبيليه بالمناصفة بينهما، ولكن الأسطورة الأرجنتينية لم يفوت الفرصة للهجوم على البرازيلي بقوله "إذا كان يظن أنه الأفضل في القرن فهذه مشكلته".

عمومًا شهدت علاقته مع بيليه العديد من جولات النزاع بينهما، ولكن فجأة قدم مارادونا برنامجًا عبر التلفاز في 2005 وكان ضيفه الأول هو غريمه الأبدي بيليه.

مع كبر الثنائي في العمر، ربما ذهبت هذه الاختلافات أو تناساها، ومع وفاته كان بيليه أول المعزيين وتمنى أن يلعبا سويًا كرة القدم في السماء.

قصة مارادونا وأمه قصة ملحمية مؤثرة، فمن المعروف كيف أن الأسطورة بدأ حياته فقيرًا للغاية، ويحكي أن والدته كانت تحرم نفسها من الطعام من أجل أن يأكل أطفالها.

في هذا الصدد قال من قبل "عندما كبرت تفهمت أن أمي لم تكن تعاني أبدًا من آلام المعدة كما كانت تقول لكنها كانت تريدنا أن نأكل، كل مرة كان يتم وضع فيها الطعام، كانت تقول معدتي متعبة، يا لها من كذبة".

من ضمن الوقائع المثيرة للجدل في حياة مارادونا كانت إطلاقه للنار على الصحفيين أمام منزله بسبب إزعاجهم له.

في ذلك الوقت عام 1998، صدر حكمًا ضده بالحبس لمدة عامين مع إيقاف التنفيذ بعد إصابته لأربعة صحفيين جراء هذا الإطلاق.

الواقعة كانت في 1994، وحينها ادّعى مارادونا أنه قام بذلك بسبب إزعاجهم له وتدخلهم غير الطبيعي في حياته بينما هو يحاول أن يعود إلى مستواه.

كما ذكرنا، فوُلد مارادونا في حالة فقر كبيرة، لكن والده دون دييجو كان أكثر من آمن بقدرات ابنه وكان يبذل كل جهده فقط من أجل منحه الفرصة للعب كرة القدم.

عمل والده كعامل بناء وكذلك عامل في قارب، كان يعمل لعدد ساعات غير طبيعي فقط من أجل جمع الأموال وشراء الأدوات الرياضية لنجله، ووصل الهيام بقدراته إلى أنه من كان يلمع له حذائه.

الأكيد أنه كان على حق بالفعل..