FBL-WC-2026-DRAWAFP

"هنيئًا لمن جلس على أريكته!".. قرعة كأس العالم 2026 تبدأ بانتقادات صحفية لاذعة

في الوقت الذي يتابع فيه ملايين المشاهدين حول العالم قرعة كأس العالم المقبلة من منازلهم الدافئة، عبّر الصحفي الأمريكي الرياضي زاك لوي عن استيائه الشديد من سوء تنظيم عملية دخول الإعلاميين لمقر الفعالية، في تعليق ساخر انتشر بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي. 

لوي، الذي يعمل رئيسًا لتحرير منصة BTL Video ويكتب لعدد كبير من المؤسسات الإعلامية العالمية مثل ESPN والجارديان ومجلة "فور فور تو" وJapan Times وFotMob وIndependent، نشر صورة لأجواء ماطرة ومثلجة خارج موقع القرعة، مُرفقة بتعليق لاذع أثار موجة جديدة من الانتقادات الموجهة للجنة المنظمة الأمريكية.

“مبارك لكل من يشاهد القرعة من أريكته في المتزل بدلًا من أن يعلق في طابور لا ينتهي تحت الثلج والبرد المجمّد”.. هذه هي العبارة التي نشرها لوي عبر "إكس" في إشارة واضحة إلى أن عشرات الصحفيين والإعلاميين ظلّوا عالقين في طوابير طويلة تحت الأمطار والثلوج ولساعات، في مشهد اعتبره الكثيرون غير مقبول على الإطلاق في حدث عالمي بهذا الحجم.

الصورة التي نشرها لوي — والتي أظهرت الإعلاميين واقفين وسط أجواء صقيع قبل السماح لهم بدخول "كينيدي سنتر" في العاصمة الأمريكية — أثارت جدلًا واسعًا، ليس فقط لأنها أشارت مرة أخر إلى سوء التنظيم، بل لأنها جاءت لتؤكد مخاوف قديمة متعلقة باستعدادات الولايات المتحدة لاستضافة النسخة الأكبر في تاريخ كأس العالم بمشاركة 48 منتخبًا.

  • FBL-WC-CLUB-2025-MATCH17-PALMEIRAS-AHLYAFP

    إرث مشكلات سابقة!

    تعليق لوي أعاد إلى الواجهة موجة الانتقادات التي برزت خلال كوبا أمريكا 2024، والتي استضافتها الولايات المتحدة أيضًا، حين تعرّض الصحفيون والجماهير لسلسلة من المشاكل التنظيمية، أبرزها:

    • طوابير دخول طويلة للغاية أمام بوابات الملاعب.
    • فشل أنظمة التذاكر الإلكترونية في أكثر من ملعب.
    • نقص الكوادر التنظيمية في بعض المدن.
    • ازدحام مروري كارثي خصوصًا في مدن مثل ميامي وأتلانتا وهيوستن.
    • شكاوى من ارتفاع غير منطقي لأسعار المواصلات والمطاعم والفنادق خلال أيام المباريات.
    • إيقافات عديدة للمباريات بينما كانت تجري أحداثها.
    • مشاكل في دخول الجماهير حتى في المباراة النهائية.

    كما انتقدت تقارير إعلامية أمريكية طريقة توزيع الصحفيين في غرف العمل، إلى جانب صعوبات كبيرة في النقل الخاص بالوفود الإعلامية. كل ذلك ترك انطباعًا سلبيًا لدى كثير من الإعلاميين الدوليين الذين توقعوا تحسن الوضع في الفعاليات التالية — لكن يبدو أن المشاهد التي ظهرت أمام مسرح القرعة تعيد القلق مجددًا.

    ولم تكن كوبا أمريكا هي الفعالية الوحيدة التي عانت من مشكلات تنظيمية، ففي نسخة كأس العالم للأندية الأخيرة التي استضافتها الولايات المتحدة، ظهرت مشكلات مشابهة، أبرزها:

    • تأخر الحافلات الخاصة بالصحفيين والوفود.
    • نقص مقاعد الإعلاميين داخل الملاعب في بعض المباريات.
    • وجود مناطق إعلامية مكشوفة للطقس السيئ.
    • شكاوى من معايير اعتماد الصحفيين التي اعتبرها البعض غير واضحة أو بطيئة.
    • إيقاف العديد من المباريات وأبرزها مباراتا الأهلي وبالميراس وتشيلسي وبنفيكا.
  • إعلان
  • مونديال صاخب.. قبل أن يبدأ!

    هذه التجارب، مجتمعة، جعلت العديد من المتابعين العالميين يشككون في قدرة الولايات المتحدة على توفير تجربة تنظيمية سلسة لمونديال يُتوقع أن يكون الأكبر والأكثر ازدحامًا في التاريخ.

    ما كتبه زاك لوي — رغم كونه مجرد تعليق ساخر — حمل بين السطور الكثير من الرسائل العميقة. شخصية إعلامية لها تأثير واسع، وسبق له تغطية بطولات كبرى في أوروبا وآسيا. وعندما ينتقد عملية تنظيمية في بلده، فهذا يمنح الانتقادات وزنًا أكبر ويجعلها أكثر صدقية.

    لوي أيضًا معروف بأسلوبه الحاد في النقد حين يتعلق الأمر بالتنظيم الرياضي، وهو ما جعل تغريدته تنتشر بسرعة بين الصحفيين العاملين على تغطية القرعة، خصوصًا أن كثيرًا منهم عانى من الظروف نفسها لكنه لم يعبر عنها بشكل علني.

    بعد دقائق من نشر التغريدة، شاركت حسابات تابعة لصحفيين أوروبيين وآسيويين صورًا مشابهة لطوابير ضخمة خارج المسرح، إضافة إلى فيديوهات تُظهر حالة الارتباك لدى منظمي بوابات الدخول، ما أثار حالة من الضغط الإعلامي على اللجنة المنظمة.

    وبدا واضحًا أن التقارير الأوروبية تحديدًا وجدت في تعليق لوي فرصة لإعادة فتح ملف “الاستضافة الأمريكية” التي لطالما أثارت شكوكًا لدى المتخصصين بسبب اتساع مساحة البلاد، وطبيعة توزيع الملاعب على عدة ولايات، وصعوبات النقل، إلى جانب عوامل الطقس المختلفة.

  • هل تدق هذه الانتقادات ناقوس الخطر قبل انطلاق المونديال؟

    رغم أن فعاليات القرعة ليست سوى حدث واحد صغير مقارنة بضخامة البطولة نفسها، إلا أن ما حدث لا يمكن تجاهله، خاصة وأن:

    • القرعة حدث رسمي عالي التنظيم.
    • الحضور الإعلامي محدود نسبيًا مقارنة بمباريات البطولة.
    • الطقس البارد كان متوقعًا وكان يمكن الاستعداد له.
    • الحدث أقيم في واحدة من أكثر المدن تجهيزًا لاستضافة المناسبات الكبرى.

    كل هذه العوامل تجعل ما حدث مؤشرًا مقلقًا حول قدرة المنظمين على السيطرة على الفعاليات الكبرى التي ستشهد حضور مئات الآلاف في 2026.

  • تحديات مرتقبة

    تحوّل تعليق زاك لوي من جملة ساخرة إلى عنوان رئيسي لنقاش واسع حول قدرة الولايات المتحدة على تنظيم كأس عالم يليق بالجماهير والصحفيين والمنتخبات.

    الصورة التي نشرها — والتي وثّقت طابورًا باردًا ومبتلًا لا ينتهي — لم تكن مجرد شكوى، بل كانت جرس إنذار جديد يُنبه المنظمين إلى ضرورة إصلاح ما يمكن إصلاحه قبل حلول 2026، فالعالم ينتظر بطولة استثنائية، لكن الطريق إلى تنظيم مثالي يبدو — حتى الآن — مليئًا بالتحديات.