فيديو | بالهدف 100 وتحطيم رونالدو وهالاند.. "الأعظم" هاري كين يصرخ في وجه الكرة الذهبية!

قبل مباراة الليلة، كانت الأسابيع القليلة الماضية بمثابة شهادة حية على ما يعنيه أن تكون ماكينة أهداف. 

ففي الوقت الذي يتأرجح فيه مستوى معظم المهاجمين، كان هاري كين يقدم مستويات ثابتة ومذهلة.  

ثلاثية تاريخية في شباك هوفنهايم وثنائية في دوري أبطال أوروبا ضد عملاق بحجم تشيلسي، وهاتريك آخر في مرمى لايبزيج. 

الأرقام لا تكذب، والتسجيل والصناعة أصبحا أمرًا معتادًا بالنسبة له، مما يثبت أنه وصل إلى مرحلة من النضج تجعله قادرًا على تقديم أعلى مستوياته أسبوعًا تلو الآخر، بغض النظر عن قوة المنافس. 

هدفيه الليلة في بريمن لم يكن مفاجأة، بل كان مجرد حلقة جديدة في مسلسل تألقه الذي لا ينتهي، فهو لم يعد مجرد هداف، بل قائد فني متكامل يربط الخطوط ويصنع الفرص، وفي النهاية، يسجل دائمًا حتى لو لم يكن ظهوره في مراحل اللعب الأخرى كثيفًا. 

في عالم كرة القدم المليء بالمجاملات، تأتي أحيانًا شهادات تحمل وزنًا خاصًا، شهادات من أساطير لا يخشون قول الحقيقة. 

هذا الأسبوع، خرج واين روني، الهداف التاريخي لمانشستر يونايتد ومنتخب إنجلترا، بتصريح تاريخي يلخص كل شيء، حيث قال: "لست متأكدًا مما إذا كان هاري كين لاعبًا أفضل مني بشكل عام، فقد كنت أفعل أشياء ربما لا يستطيع هو فعلها ولكن بالنسبة لي، هاري كين هو أعظم مهاجم في تاريخ إنجلترا على الإطلاق". 

هذه الشهادة من الفتى الذهبي ليست مجرد رأي، بل هي حكم من أحد أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة، وهو اعتراف صريح بأن كين قد وصل إلى مكانة تاريخية فريدة.  

أن يأتيك هذا الاعتراف من منافس مباشر على لقب "الأعظم" هو الدليل الأقوى على أن قيمة كين الحقيقية يدركها العظماء، حتى لو تجاهلها الآخرون. 

في تناقض صارخ ومثير للسخرية، وبعد أيام قليلة من شهادة روني، جاء حفل الكرة الذهبية لعام 2025 ليوجه صفعة قوية للمنطق. 

"أعظم مهاجم في تاريخ إنجلترا" حل في المركز الـ13 في ترتيب أفضل لاعبي العالم، هذا المركز لا يعتبر مجرد ظلم، بل هو فضيحة ووصمة عار على مصداقية الجائزة التي يبدو أنها تكافئ الضجيج الإعلامي والألقاب القارية أكثر مما تكافئ الاستمرارية والبراعة الفردية الخالصة.  

كيف يمكن للاعب يسجل 100 هدف في أقل من موسمين ونصف مع بايرن ميونخ، ويحطم الأرقام القياسية في أقوى الدوريات الأوروبية، أن يكون خارج قائمة أفضل 10 لاعبين في العالم؟ إنها إجابة تؤكد أن كين هو الضحية الأكبر لمعايير جائزة فقدت الكثير من بريقها في السنوات الأخيرة. 

في مباراة الليلة أمام فيردر بريمن، واصل هاري كين الرد بالطريقة الوحيدة التي يعرفها: تسجيل الأهداف، هدفه من ركلة جزاء، والذي حمل الرقم 99 في مسيرته مع العملاق البافاري، كان مثالًا على هدوئه وثقته المطلقة، فقد سجل للمرة الـ 18 بقميص بايرن ميونخ من نقطة الجزاء من أصل 18 محاولة. 

كين الليلة نجح في أن يكون أسرع لاعب في تاريخ الدوريات الكبرى وصولًا للهدف رقم 100 في ظرف 104 مباراة فقط، محطمًا أرقام كريستيانو رونالدو وإرلينج هالاند ومتربعًا على عرش خاص به وحده.

لم تكن بداية هاري كين في مباراة الليلة مثالية، بل كانت قصة من الإصرار والعزيمة، ففي الدقيقة الخامسة، أهدر فرصة ذهبية بعد أن انفرد بالحارس الذي تصدى لتسديدته ببراعة، مما أوحى بأنها قد تكون ليلة صعبة. 

لكن كين واصل المحاولة، وفي الدقيقة 26 أطلق تسديدة قوية أخرى تصدى لها الحارس مجددًا. 

الإصرار أتى بثماره قبل نهاية الشوط الأول، ففي الدقيقة 45، تقدم كين لتسديد ركلة جزاء بكل هدوء وثقة، مسجلًا الهدف رقم 99 في مسيرته مع بايرن.

اللحظة التاريخية الكبرى جاءت في الدقيقة 65، عندما تلقى تمريرة من لويس دياز ليضعها بسهولة في الشباك، معلنًا وصوله للهدف رقم 100 مع العملاق البافاري، وهو إنجاز مذهل يؤكد مكانته كأسطورة سريعة في تاريخ النادي. 

رقميًا، كانت ليلته شبه مثالية، ففي 77 دقيقة فقط، سجل هدفين من معدل أهداف متوقعة بلغ 2.06، وسدد 5 كرات على المرمى، وقدم تمريرة مفتاحية.

لقد كانت ليلة تلخص مسيرته: حتى عندما يبدأ بشكل صعب، ينتهي دائمًا بالتسجيل وصناعة التاريخ.

في النهاية، يواصل هاري كين كتابة تاريخه الخاص، ليس بالجوائز الفردية التي تتجاهله، بل بلغة الأرقام والاستمرارية التي لا يمكن لأحد أن يجادل فيها. 

قد لا يكون الفتى المدلل للإعلام، وقد لا يحظى بالتقدير الذي يستحقه في الحفلات البراقة، لكنه في كل مرة يلمس فيها الكرة داخل منطقة الجزاء، يرسل رسالة واضحة: المجد الحقيقي لا يُمنح في باريس، بل يُصنع على العشب الأخضر في ملاعب كرة القدم.