سيطرت حالة من الجدل على تصرف نواف العقيدي، حارس مرمى نادي النصر والمنتخب السعودي الأول، تجاه أحد المراسلين في المنطقة الإعلامية المخصصة لإجراء اللقاءات مع اللاعبين، وذلك في أعقاب انتهاء مباراة الأخضر مع إندونيسيا في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.
Gettyفيديو | "أصرح للجميع إلا أنت" .. نواف العقيدي يثير الجدل بتصرفه المفاجئ تجاه أحد المراسلين!
السعودية تضع قدمًا في المونديال من الملحق
نواف العقيدي شارك مع المنتخب السعودي، الذي عانى كثيرًا من أجل الفوز على ضيفه الإندونيسي بنتيجة (3-2)، مساء الأربعاء على ملعب "الإنماء" في مدينة جدة؛ ضمن منافسات الجولة الأولى من الدور الرابع أو "الملحق الآسيوي" المؤهل إلى بطولة كأس العالم 2026.
وحوَّل الأخضر تأخره بهدف دون رد في الدقائق الأولى إلى فوز غالٍ بثلاثية؛ وحرم منافسه من العودة للقاء حيث تغلب على النقص العددي عقب طرد متوسط الميدان محمد كنو، في الوقت بدل الضائع.
تمكن الأخضر من الخروج بالثلاث نقاط كاملة؛ بفضل هدف صالح أبو الشامات في الدقيقة 17، وثنائية فراس البريكان في الدقيقتين 36 و62، بينما سجل المنتخب الإندونيسي ثنائيته في الشباك السعودية، عن طريق نفس اللاعب كيفين ديكس - من ركلتي جزاء -؛ وذلك في الدقيقتين 11 و88.
وبهذه النتيجة، يتصدر المنتخب السعودي جدول ترتيب "المجموعة الثانية"، التي تضم إندونيسيا والعراق؛ وذلك برصيد 3 نقاط من مباراة واحدة فقط، بينما تجمدت إندونيسيا بدون نقاط من مباراة؛ وهو نفس رصيد المنتخب العراقي، الذي لا يزال لم يلعب أي لقاء حتى الآن.
ماذا حدث؟
أظهرت عدسات المصورين رد فعل مفاجئ من العقيدي خلال سيره إلى حافلة الفريق ومغادرة ملعب الإنماء بمدينة جدة، حيث مر بالمنطقة الإعلامية وحاول أحد المراسلين الصحفيين الحصول على تصريح منه عقب مشاركته في فوز المنتخب السعودي، لكن تصرف حارس مرمى الأخضر كان غريبًا للغاية.
العقيدي مر سريعًا من أمام المراسلين ونظر إلى أحدهم قائلًا بنبرة تحدي: "بصرّح للجميع، إلا لك أنت وياه ما تستاهلون"، لينتشر المقطع بشكل كبير بين جماهير الكرة السعودية وتخرج اجتهادات وتأويلات حول تصرف حارس مرمى المنتخب السعودي المفاجئ تجاه هذا المراسل.
حقيقة استفزازات الصحفي العراقي
هناك من أكد أن المراسل الذي رفض العقيدي إجراء حديث معه، هو صحفي عراقي تعمد استفزاز لاعبي منتخب السعودية بأسئلته ومنهم اللاعب صالح أبو الشامات، حيث قام أحد المراسلين العراقيين ووجّه سؤالًا غريبًا إلى أبو الشامات؛ بعد فوز السعودية (3-2) على إندونسيا، عن رأيه في مقاطعة الجماهير السعودية لمباريات المنتخب الوطني، مثلما حدث ضد إندونيسيا - من وجهة نظره -.
هُنا.. رفض نجم الأهلي الرد بشكلٍ يشعل النيران بين منتخبي السعودية والعراق؛ حيث اكتفى بالرد: "صل على النبي"، ثم الابتعاد عن المراسل.
وتشهد العلاقة بين المنتخبين السعودي والعراقي توترًا كبيرًا، قبل المواجهة المرتقبة بينهما يوم الثلاثاء المقبل، في مباراة حاسمة على التذكرة المباشرة من الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026.
تاريخ طويل من الصراع بين منتخبي العراق والسعودية
ويعكس هذا التوتر تاريخًا طويلاً من المنافسة الكروية المشحونة، التي تجاوزت حدود الملاعب لتلامس أبعاداً عدة، ففي إطار التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، عاد الصدام بين "الأخضر" السعودي و"أسود الرافدين" العراقي ليأخذ طابعاً أكثر حساسية، خاصة بعد تصريحات متبادلة وتلميحات إعلامية حول التحكيم والجدولة.
وتعود جذور الأزمة إلى عقود من التنافس المحتدم، حيث تقابل المنتخبان في أكثر من 41 مواجهة رسمية وودية، كان للعراق فيها اليد العليا بـ19 انتصاراً مقابل 12 للسعودية، فيما حسم التعادل 10 مباريات، وتُعد مباراة نهائي كأس آسيا 2007 أبرز محطات التوتر، حين خطف العراق اللقب بهدف يونس محمود، ما ترك أثراً عميقاً في الذاكرة الرياضية السعودية.
عداء نواف العقيدي مع الإعلام
أصوات أخرى ذكرت سبب تجاهل العقيدي الحديث مع المراسل، هو غضبه من بعض وسائل الإعلام التي زعمت وجود أزمات بينه وبين إدارة نادي النصر السعودي، ومطالبته بالمشاركة أساسيًا في المباريات أو الرحيل عن النادي وعدم تجديد عقده.
وفي واحدة من أكثر التصريحات إثارة للجدل في الكرة السعودية، فجّر نواف العقيدي، حارس مرمى نادي النصر، أزمة داخلية حين كشف عن وجود "انقسامات إدارية حادة" داخل النادي، مؤكدًا أن هذه الخلافات أثّرت بشكل مباشر على نتائج الفريق وأجواء غرفة الملابس.
العقيدي، الذي انتقل إلى الفتح على سبيل الإعارة في يناير 2025، أشار في مقابلة تلفزيونية إلى أن إدارة النصر لم تدعمه خلال فترة إيقافه بعد أزمة المنتخب، رغم وعود الرئيس التنفيذي جويدو فينجا بإرساله إلى إيطاليا للتدريب مع مدرب خاص، وهو ما لم يتحقق، وأضاف أن كل إدارة جديدة تهدم ما أنجزته الإدارة السابقة، ما يخلق بيئة غير مستقرة للاعبين.
ورغم هذه التصريحات، عاد النادي لاحقًا لتعديل عقد العقيدي حتى عام 2028، مع تحسينات مالية تعكس مكانته في الفريق، في خطوة اعتبرها البعض محاولة لاحتواء الأزمة وإعادة بناء الثقة بين اللاعب والإدارة.