واقعة "السرقة" الأغرب وكرر نفس الخطأ مرتين .. فهد المفرج في "خانة اليك" أمام جمهور الهلال ليس من فراغ!

بالعودة للوراء أربع سنوات تقريبًا، وبينما كان يشغل فهد المفرج منصب عضو مجلس الإدارة ويتولى سعود كريري منصب مدير الكرة؛ توج الزعيم بطلًا للدوري السعودي 2019-2020.

ذاك الموسم الذي كان استثناءً نظرًا لجائحة فيروس كورونا التي ضربت العالم أجمع، لم تمنع ظروفه لاعبي الهلال من الظهور في الأماكن العامة وإقامة تجمعات للاحتفال باللقب.

تلك الاحتفالات تسببت في انتشار فيروس كورونا في الفريق، إذ أصيب بعدها الخماسي سلمان الفرج، محمد البريك، صالح الشهري، محمد الواكد وحمد العبدان، بجانب سعود كريري.

ورغم أن كريري نفى أن يكون الفيروس قد انتشر بين اللاعبين خلال تلك الاحتفالات إلا أن الجمهور لم يصدق حججه، وانهال عليه بالهجوم رفقة الإدارة ومن ضمنها فهد المفرج بالطبع.

المشكلة الأكبر لدى الجمهور ليست فقط في إصابة نجوم الهلال بفيروس كورونا، إنما كذلك في توقيت ذلك..

تلك الإصابات وقعت قبل أيام قليلة من استهلال الهلال لمشواره في دوري أبطال آسيا 2020، تلك النسخة التي كان الزعيم مرشحًا قويًا للتتويج بلقبها بعدما حصد لقب 2019.

وبالفعل حدث ما كان يخشاه الهلاليون، إذ مع حلول الجولة الأخيرة من دور المجموعات بدوري الأبطال 2019، حيث مواجهة شباب الأهلي الإماراتي، التي كانت بمثابة تحصيل حاصل للزعيم، نظرًا لحسمه التأهل للدور المقبل بالفعل، ضرب الفيروس غالبية لاعبي الفريق.

ولم يتمكن الهلال من استكمال قائمة مواجهة شباب الأهلي (13 لاعبًا كحد أدنى)، مع كثرة الإصابات بكورونا في الفريق، حتى قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بشكل رسمي اعتباره منسحبًا من البطولة، مع إلغاء كافة نتائجه في الخمس مباريات التي لعبها بدور المجموعات.

استمرارًا مع أحداث عام 2020 وأزمة كورونا وكارثة الانسحاب الآسيوي، لم تكن الاحتفالات بالدوري السعودي وحدها هي ما تسبب في الهجوم على المفرج، إنما كذلك قائمة الفريق الآسيوية..

في دوري الأبطال 2019-20 سمح الاتحاد القاري للأندية بقيد 35 لاعبًا في كل فريق، لكن الهلال قرر قيد 30 فقط، بجانب أن من سافر مع الفريق وقتها للدوحة، حيث مقر إقامة البطولة بنظام التجمع، هم 27 لاعبًا فقط.

خطأ إداري كهذا في وقت يمر به العالم بجائحة لم يغفره الجمهور حتى يومنا هذا للمفرج وسعود كريري وإدارة الهلال بأكملها.

إن كان فهد المفرج في 2020 عضوًا في إدارة النادي، فهو في 2023 مسؤولًا بشكل كامل عن الفريق الأول لكرة القدم، لكنه لم ينجح في تفادي خطأ القائمة الآسيوية للمرة الثانية..

الحديث هنا بالتحديد عن قائمة نهائي دوري أبطال آسيا 2023، حيث جانب الهلال الصواب في تقدير موعد عودة الظهير الأيسر ياسر الشهراني من الإصابة، ولم يقم بقيده في قائمة النهائي أمام أوراوا ريد الياباني.

لكن شفاؤه اكتمل بالفعل قبل النهائي، حيث نشرت وقتها صحيفة "الرياضية" خبرًا جاء به: "الدولي ياسر الشهراني لاعب الهلال يغيب عن مواجهة الهلال اوراوا في ذهاب نهائي آسيا اليوم بسبب عدم قيد إسمه مسبقا من قبل النادي لعدم معرفتهم بموعد عودته من الاصابة، ودياز يفاضل بين اليامي والبريك في الظهير الأيسر".

وبالفعل شارك الظهير الأيمن محمد البريك في مركز الظهير الأيسر بدلًا من الشهراني في ذهاب وإياب النهائي القاري أمام أوراوا، في نسخة خسر الهلال لقبها بالهزيمة ذهابًا (1-0)، والتعادل إيابًا (1-1).

مخاطرة كبيرة أقدم عليها فهد المفرج في عام 2022..

في يناير 2022، دخل لاعب الوسط محمد كنو الفترة الحرة في عقده مع الهلال، واستغل الغريم "النصر" تلك الفرصة، حتى حصل على توقيع اللاعب في صفقة مجانية.

لكن رغم ذلك، أقدم المفرج على إقناع كنو بتجديد عقده مع الزعيم، وهي الخطوة التي تمت بالفعل، لتورط الهلال في العقوبات.

النصر بالطبع لم يقف صامتًا أمام تصرف الهلال وكنو، حتى كسب قضيته، ونجح في حرمان الهلال من التعاقدات لفترتي قيد (صيف 2022 وشتاء 2023).

عقوبة منع القيد عن الزعيم في تلك الفترة حرمته من التعاقد مع كريستيانو رونالدو في شتاء 2023 لينتقل للنصر، بجانب أنها منعته من إبرام صفقات قوية قبل كأس العالم للأندية 2022، الذي أقيم في مطلع عام 2023، لكنه أنجز المهمة بحصد الميدالية الفضية بالهزيمة في النهائي أمام ريال مدريد.

يظن البعض أن النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا جونيور يتحمل وحده مسؤولية فشل تجربته مع الهلال، إذ لم يشارك إلا في سبع مباريات فقط على مدار عام ونصف من التعاقد معه قبل فسخ العقد بالتراضي بين الطرفين في يناير 2025.

لكن الجمهور يحمل فهد المفرج جزء من ذلك الفشل، بعدما ترك الحرية كاملة لنيمار خلال فترات إصابته..

خمس مباريات بالقميص الأزرق تبعها إصابة في الرباط الصليبي مع منتخب البرازيلي.. وهنا قرر الهلال ترك حرية العلاج لنيمار بعد الخضوع لعملية جراحية، فبقى مع أخصائي التأهيل الشخصي له لأكثر من عام يخوض عملية التأهيل، التي تخللها السفر إلى هنا وهناك، وحضور حفلات بالشرق والغرب، والذهاب في رحلات بحرية وغيرها دون رابط أو ضابط.

وبعد اكتفاء شفائه من إصابة الرباط الصليبي، خاض نيمار مباراتين مع الهلال "كبديل" ومن ثم الإصابة بعد 27 دقيقة فقط من نزوله في المباراة الثانية!

والنهاية يعلمها الجميع رحيل أغلى صفقة في تاريخ الكرة السعودية بفسخ عقده بعد عام ونصف فقط من التعاقد معه بمحصلة مشاركات "7 مباريات"!

هذا الخطأ - أو سوء الفهم بالأحرى - ربما بسيطًا، لكن احتُسب على فهد المفرج ويتم تذكره في الأزمات..

في صيف 2023، تعاقد الهلال مع الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش قادمًا من لاتسيو، في وقت كان موقوفًا به لمباراة واحدة في الدوري الإيطالي، وهي العقوبة التي تُرحل مع انتقاله إلى الدوري السعودي.

لكن الهلال وقتها قرر استبعاده من مواجهة أهلي طرابلس في افتتاح مشواره بالبطولة العربية، رغم أن العقوبة من المفترض أن تطبق في الدوري السعودي.

المباراة العربية مرت بسلام، لكن فوجئ جمهور الهلال باضطرار الجهاز الفني لاستبعاده من مواجهة أبها في الجولة الأولى بدوري روشن 2023-2024، لسوء فهم اللوائح!

هذه الواقعة غريبة من نوعها، إذ فوجئ لاعبو الهلال باختفاء أطقمهم قبل مواجهة الطائي في أكتوبر 2022، ضمن الجولة الثامنة من دوري روشن.

تلك المباراة خاضها الهلاليون بأطقم التدريبات، بعدما اعترض الحكم على الطاقم الاحتياطي للفريق، لتشابه لونه مع لون قمصان الطائي.

لكن المفاجأة الأكبر كانت في عرض أطقم الهلال تلك على أحد مواقع التسوق عبر الإنترنت للبيع رفقة ملابس داخلية للاعبين أيضًا!

وحتى يومنا هذا، لم يُعرف ما إذا كانت تلك الأطقم قد سُرقت أم أن ما حدث مجرد إهمال إداري من فهد المفرج وكتيبته!

أحدث التهم الموجهة لفهد المفرج بخلاف تهمة "اللا صفقات قبل مونديال 2025" بالطبع، هي "تفريغ الهلال"..

الحديث هنا عن عدم الوقوف في وجه المدرب السابق جورج جيسوس وهو يفرط في أكثر من لاعب قبل بداية موسم 2024-2025، حيث رحل سلمان الفرج، محمد البريك، سعود عبدالحميد، مصعب الجوير وغيرهم.

هذا التفريط في عدد من النجوم تسبب في تفريغ دكة بدلاء الزعيم، ما انعكس على الفريق في نهاية الموسم بالسلب، حتى خسر كافة البطولات.