البداية سان ماكسيمين والآن تاليسكا وديميرال وحتى رونالدو لم يسلم .. صك براءة فنربخشه من "استهداف" دوري روشن!

مع وصول جوزيه مورينيو الصيف الماضي، حدد المدرب البرتغالي طلباته، رأس حربة وجناح مهاري ولاعب ارتكاز، من أجل إكمال تشكيلة فنربخشه لتصبح جاهزة للمنافسة على الألقاب من وجهة نظر "سبيشال وان".

بدأت إدارة النادي التركي في وضع المرشحين، والمعيار الأساسي بالنسبة للأندية التركية يكون مدى سهولة ضم اللاعب، الفرق التركية لا تملك السيولة الكبرى لإتمام صفقات ضخمة وعانت في السنوات الماضية مع قواعد اللعب النظيف، ولذا اللجوء للإعارات مع تحمل جزء من راتب اللاعب كما حدث مع ضم سفيان أمرابط من فيورنتينا، أو الصفقات المجانية كما فعل الصيف قبل الماضي مع إدين دجيكو.

وصول مورينيو كان يعني أن الفريق يجب عليه صرف الأموال ولكن بحساب، صفقة واحدة سيدفع بها أغلب الميزانية الموضوعة لدعم الفريق وكان الخيار هو مركز رأس الحربة، ومن هنا استثمار قرابة 20 مليون يورو لضم يوسف النصيري من إشبيلية بالأيام الأخيرة من الميركاتو، وبالتالي أصبح مركز الجناح ينطبق عليه سياسة البحث عن حل رخيص مادياً.

بحسب التقارير، قررت إدارة فنربخشه ضم أحد الثنائي مارتين تيرييه من رين أو سان ماكسيمين من الأهلي، الأول كان غالي الثمن ويحظى باهتمام عديد الأندية وبالفعل انتقل لصفوف باير ليفركوزن مقابل 20 مليوناً، لتتجه إدارة الأتراك نحو الفرنسي الآخر الذي وافق ناديه على إعارته مع تحمل جزء من الراتب، البنود التي يُسأل عنها أهلي جدة وليس فنربخشه ولا اللاعب الذان وجدا ظروفاً مثالية لصفقة ترضي شروطهما!

في حالة نجم النصر البرازيلي تختلف المعطيات تماماً عن ماكسيمين، لاعب بنفيكا وجوانزهو السابق أحد نجوم "العالمي" ولكن اسمه دائماً يرتبط بتحركات الميركاتو في كل سوق يُفتح بالشهور الماضية.

أسباب ارتباط تاليسكا بفنربخشه والأندية التركية بحكم سابق ارتباطه بجلطة سراي وبشكتاش، هي فترته بين 2016 و2018 بالقميص الأبيض والأسود لبشكتاش حيث قاده لتحقيق لقب الدوري، وسجل 37 هدفاً وصنع 14 في 80 مباراة حفرت اسمه بحروف من ذهب في تركيا.

رغم وجود دوشان تاديتش وماكسيمين وسيباستيان زيمانسكي، ولكن مورينيو يشعر بأن فريقه يفتقر للمسة الإبداعية، ومع ماضي تاليسكا "التركي" وانفتاح النصر على فكرة رحيله في ظل وجود رونالدو، ماني، أوتافيو، والبقية، وترحيب البرازيلي بحسب التقارير بالعودة لتركيا، قد يكون هو الصفقة المثالية الشتوية لفنربخشه، وتعيد للأذهان فينسنت أبو بكر الذي مر بمشوار شبيه لتاليسكا الذي زامله في النصر من 2021 وحتى 2023، ولكن عندما عاد لتركيا عاد لبشكتاش مجدداً ولن يخن الصقور.

"شائعة"، هكذا يمكن تلخيص حقيقة ربط قائد النصر بالانتقال لفنربخشه والعمل من جديد مع مورينيو بعد فترة ريال مدريد حيث قدم "الدون" أرقاماً تهديفية تاريخية.

تقرير من أحد وسائل الإعلام التركية التي ربما قررت الاستمرار في ربط لاعبي دوري روشن بعملاق بلادها، ولما لا ربط أبرزهم في ظل وجود مواطنه مورينيو، ولكن الأخير لم يضيع الكثير من الوقت ليخرج للرد بأسلوبه الساخر المعتاد وقال إن السبب الوحيد الذي قد يدفع رونالدو للقدوم لإسطنبول هو وجبة طعام أو استراحة في الطريق للبرتغال!

نأتي لآخر اللاعبين الذي استهدفهم فنربخشه من السعودية، وهو مدافع الأهلي التركي مريح ديميرال الذي انضم في 2023 فقط لصفوف الفريق الجداوي ومعه أصبح من أهم العناصر وأبرزها.

أسباب سعي فنربخشه لضم ديميرال بسيطة وسهلة الشرح، المدافع الدولي الصلب من أبناء النادي وبدأ من صفوف الناشئين الخاصة به في 2013 ولكن الغريب أنه لم يلعب للفريق الأول، إذ رحل للبرتغال وإيطاليا حيث صنع سمعته، وخلال تلك الفترة عاد لتركيا في ولكن لتجربة بسيطة مع ألانياسبور، وبالتالي في ظل الأنباء عن رغبته بالعودة للعب في بلاده، وسابق نجاح فنربخشه في إتمام صفقة ناجحة بشروطه مع نفس النادي، يكون منطقياً تفكيره في دعم دفاعه بدولي تركي يلعب في نادي لا يمانع التخلي عن لاعبيه دون مطالب مالية مرتفعة ومرهقة للطرف الآخر.

فكرة أن فنربخشه أو الأندية التركية "تستهدف" لاعبي دوري روشن بالأخص ليست صحيحة، بل هي تستهدف صفقات بعينها كما كان الحال دائماً فيما يتعلق بالسوبرليج التركية بالسنوات الأخيرة.

تسعى دائماً الأندية التركية لدعم صفوفها عبر الصفقات المجانية والإعارات كما أوضحنا وفعل فنربخشه مع أمرابط أو جلطة سراي الصيف الماضي مع فيكتور أوسيمين، أو تلجأ للوجوه المألوفة مثل تاليسكا وأبو بكر وكما فعل جلطة أيضاً مع بافيتيمبي جوميس عندما أعاده لصفوفه في 2022 بعد فترته مع الهلال.

تجد الأندية التركية في دوري روشن فرصة متاحة لدعم الصفوف باستهداف اللاعبين المتاحين بظروف اقتصادية ملائمة وباحثين عن تجربة جديدة في أوروبا، ومع رواتبهم المرتفعة وتقدمهم في العمر والبعد عن القارة العجوز، تكون تركيا بمثابة محطة مناسبة، ومن هنا استهداف أمثال روبرتو فيرمينو وسان ماكسيمين والتفكير حتى في أليكساندر ميتروفيتش مع صعوبة أو استحالة حتى إتمام الصفقة، ولذا يتوقع أن تستمر نفس السياسات مستقبلاً، ولن يكون مستغرباً استمرار "استهداف" فنربخشه وغيره من الأتراك للاعبي دوري روشن ونجومه.