دفع فرانشيسكو توتي ضريبة مسيرته الطويلة داخل نادي روما الإيطالي، بعدما نسي أسماء نصف زملائه السابقين في صفوف الفريق العاصمي.
Getty Imagesفيديو | تذكر اسم نجم عربي .. توتي ينسى أسماء نصف زملائه السابقين في روما أبرزهم وصفه بـ"الإله"!
AFPمسيرة حافلة لفرانشيسكو توتي
خاض الأسطورة الإيطالية فرانشيسكو توتي مسيرة كروية طويلة وغنية مع نادي روما، امتدت لما يقرب من 24 عامًا، بدأت منذ عام 1993 حينما تم تصعيده إلى الفريق الأول في سن الـ16 عامًا فقط، بعد أن برز في صفوف فرق الشباب للنادي.
ومنذ لحظة ظهوره الأولى، كان واضحًا أن توتي يمتلك موهبة فريدة وقدرة استثنائية على صناعة الفارق داخل الملعب، مما جعله سريعًا رمزًا للفريق وجماهيره، وواحدًا من اللاعبين القلائل الذين أمضوا كامل مسيرتهم تقريبًا مع نادٍ واحد، ليصبح مثالًا حيًا للولاء والانتماء.
خلال هذه الفترة الطويلة، قاد توتي فريقه روما لتحقيق العديد من الإنجازات المحلية المهمة، أبرزها التتويج بلقب الدوري الإيطالي لمرة واحدة في موسم 2000-2001 تحت قيادة المدرب فابيو كابيلو، وهو اللقب الذي ظل عالقًا في ذاكرة جماهير النادي باعتباره تتويجًا تاريخيًا للفريق.
إضافة إلى ذلك، أحرز توتي مع روما كأس إيطاليا مرتين متتاليتين في موسمي 2006-2007 و2007-2008، كما توج أيضًا بكأس السوبر الإيطالي مرتين عامي 2001 و2007.
أما على المستوى الدولي، فقد كان لتوتي أيضًا بصمة مميزة مع المنتخب الإيطالي، وكان أبرز إنجازاته تمثيل إيطاليا في كأس العالم 2006، حيث توج مع الأزوري بلقب البطولة الأغلى في مسيرته، ليحفر اسمه في سجلات كرة القدم العالمية كأحد اللاعبين الذين جمعوا بين التألق المحلي والدولي على حد سواء.
مسيرة توتي مع روما لم تكن مجرد أرقام وإحصاءات، بل كانت قصة ولاء وإبداع مستمر، جمعت بين المهارة الفنية العالية، والقدرة على القيادة داخل الملعب، والتأثير الكبير على زملائه وجماهير النادي، لتظل صورته كـ"ملك روما" خالدة في تاريخ كرة القدم الإيطالية والعالمية.
ماذا حدث؟
خلال مقابلة حصرية أجراها عبر شبكة "أمازون برايم"، كشف فرانشيسكو توتي، أسطورة نادي روما الإيطالي، عن موقف طريف يعكس طول مسيرته الكروية المليئة باللحظات والتجارب.
وبعد استعراض أسماء عدد من زملاء توتي السابقين في الفريق، فوجئ بعجزه عن تذكر الكثير منهم بدقة، وهو أمر لم يأتِ من فراغ، بل يعكس ببساطة كم كان طول مسيرته مع الفريق وإلى أي مدى تداخلت علاقاته مع جيل كامل من اللاعبين على مدار عقود.
من بين الأسماء التي لم ينجح توتي في تذكرها كان اللاعب الإنجليزي الأشهر أشلي كول، الظهير الأيسر السابق لمنتخبات إنجلترا، وأندية مثل تشيلسي وآرسنال.
أما باقي اللاعبين، فقد ظهرت عليه علامات التردد وهو يحاول تذكرهم، مما جعل اللقاء يمتلئ بلحظات طريفة وإنسانية أظهر من خلالها الجانب البشري لأسطورة كبيرة قضت أكثر من عقدين في خدمة فريق واحد.
هذا الموقف، بطرافته وبساطته، يبدو وكأنه ثمن طبيعي لمسيرة توتي الطويلة مع روما، التي شهدت مشاركته مع عدد لا يحصى من اللاعبين، وارتباطه الوثيق بالفريق الذي أحبّه وأخلص له طوال حياته المهنية قبل أن يقرر اعتزال كرة القدم.
توتي تذكر اسم نجم عربي
ومن بين الصور التي عرضت على توتي خلال المقابلة، كانت هناك صورة لاسم مألوف لدى الجماهير العربية والمصرية تحديدًا، وهو النجم المصري أحمد حسام "ميدو"، الذي سبق له اللعب في صفوف نادي روما إلى جانب توتي، فضلًا عن محطاته البارزة في أندية توتنهام الإنجليزي وأياكس الهولندي.
وبمجرد أن ظهرت صورة ميدو أمامه تلفّظ باسمه على الفور دون تردد، في مشهد يعكس الأثر الذي تركه المهاجم المصري في ذاكرة أسطورة روما، رغم أن فترة تزاملهما داخل الفريق لم تتجاوز موسمين فقط، بين عامي 2004 و2006.
AFPتعجب من نسيان أشلي كول!
يأتي نسيان فرانشيسكو توتي لاسم زميله السابق آشلي كول بمثابة مفاجأة غير متوقعة لجماهير نادي روما، خاصة أن العلاقة بين النجمين خلال فترة تواجدهما معًا كانت ودّية ومبنية على احترام متبادل وصداقة داخل غرفة الملابس. فقد عرف الثنائي بانسجام واضح في التدريبات والمباريات، وكان كول من أكثر اللاعبين الأجانب قربًا من قائد الذئاب الأسطوري قبل اعتزاله كرة القدم.
ومن المعروف أن آشلي كول كان يكنّ احترامًا بالغًا لتوتي منذ اليوم الأول لانضمامه إلى الفريق العاصمي عام 2014، إذ عبّر عن إعجابه الشديد به في تصريحات شهيرة قال فيها: "لقد واجهت توتي من قبل، وكان استثنائيًا بحق. إنه أشبه بإله صغير، وهو أيقونة روما ويرتبطان ببعضهما ارتباطًا لا ينفصل."
وأضاف النجم الإنجليزي حينها بابتسامة: "ربما في يومٍ ما سنتحدث معًا حديثًا جميلًا، لكنني شخص خجول بطبعي. أتمنى أن أحقق النجاحات مع الفريق إلى جانب هؤلاء النجوم."
ورغم قِصر فترة تواجده في روما، إلا أن العلاقة بين توتي وكول تميزت بالكثير من المواقف الطريفة التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجماهير.
من أبرزها الصورة الجماعية الشهيرة التي التُقطت للفريق، وظهر فيها كول واقفًا على الهامش بطريقة غير معتادة، ما جعله مادة دسمة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يقوم توتي بنفسه لاحقًا بتقليد تلك الوضعية بشكل ساخر، في لقطة أكدت روح الدعابة التي جمعتهما داخل الفريق.
لذلك، فإن نسيان توتي لاسم آشلي كول خلال المقابلة الأخيرة عبر "أمازون برايم" لم يُفسَّر من قِبل الجماهير كعلامة على قلة التقدير، بقدر ما عُدّ نتيجة طبيعية لمسيرة طويلة ومعقدة خاضها أسطورة روما إلى جانب مئات اللاعبين على مدار أكثر من عقدين من الزمن في ملاعب الكالتشيو.

