Getty Images Sportتضحية "القائد" فالفيردي
أكد الصحفي الموثوق سيرخيو كيرانتي أن فالفيردي يخوض المباريات منذ ثلاثة أسابيع كاملة وهو يعاني من مشاكل بدنية وصفها بـ "الكبيرة جداً"، مشيرًا إلى أن اللاعب سيشارك مجددًا في المواجهة المصيرية غدًَا أمام ديبورتيفو ألافيس، رغم عدم تعافيه.
ويأتي قرار "فيدي" نابعًا من شعوره العميق بالمسؤولية؛ حيث يرفض تماماً فكرة التخلي عن زملائه ومدربه في هذا التوقيت "الدقيق للغاية"، خاصة في ظل "مستشفى الإصابات" الذي يغيب سبعة لاعبين من القوام الأساسي للفريق.
تُترجم لغة الأرقام القيمة الاستثنائية التي يقدمها فالفيردي لريال مدريد في موسم 2025-2026، حيث نصب نفسه "الرجل الحديدي" في كتيبة الملكي.
خاض النجم الأوروجواياني 21 مباراة إجمالية بواقع 1744 دقيقة لعب، دون أن يسجل أي هدف مع تمريرتين حاسمتين في الليجا.
وتكشف الإحصائيات التفصيلية عن مرونة تكتيكية مذهلة فرضتها ظروف الغيابات؛ فبينما بدأ الموسم في مركزه الطبيعي كلاعب وسط، تحول ببراعة لمركز الظهير الأيمن في أصعب الاختبارات الأوروبية أمام يوفنتوس وليفربول ومانشستر سيتي، بل وشغل مركز الجناح الأيمن أمام أولمبياكوس وبيلباو.
في دوري الأبطال، لعب 5 مباريات كاملة كأحد الركائز الثابتة، أما في الليجا فقد شارك في 16 مباراة، غاب عن التشكيل الأساسي في اثنتين منها فقط. هذه الأرقام، وتنقله بين ثلاثة مراكز مختلفة، تفسر بوضوح لماذا يرفض فالفيردي الراحة رغم الإصابة، فهو ليس مجرد لاعب، بل "حل تكتيكي شامل" لا غنى عنه.
Getty Images Sportسجل إصابات فالفيردي.. صلابة بدنية استثنائية
بالعودة إلى الملف الطبي للنجم الأوروجواياني، يظهر فالفيردي كلاعب يتمتع بصلابة بدنية استثنائية، إلا أن مسيرته لم تخلُ من التحديات القاسية التي اختبرت قدرته على الصمود.
ويُعد موسم 2020/21 هو "النقطة السوداء" الأبرز في مسيرته، حيث عاش كابوساً حقيقياً بغيابه عن الملاعب لمدة 101 يوم (21 مباراة) بسبب سلسلة من الإصابات تنوعت بين شرخ في الساق، تمزقات عضلية، وفيروس كورونا.
كما شهد الموسم الماضي (2024/25) غيابه لمدة 28 يوماً، كان أبرزها بسبب آلام أسفل الظهر التي أبعدته لثلاثة أسابيع.
ورغم تعرضه لإصابات مؤثرة سابقاً، مثل التواء الكاحل في 2021 (33 يوماً) وإصابة الركبة في بداياته (49 يوماً)، إلا أن "الصقر" اعتاد دائماً العودة سريعاً. هذا السجل يجعل تضحيته الحالية باللعب مصاباً أكثر قيمة، حيث يغامر بكسر نمط التعافي المعتاد لديه من أجل إنقاذ موسم الفريق.
5 ملايين يورو تصنع "المستحيل"!
ويحظى فيديريكو فالفيردي برحلة صعود مذهلة، حيث تحول من موهبة شابة في أوروجواي إلى أحد أساطير ريال مدريد الحديثة.
خاض "الصقر" 344 مباراة بقميص الفريق الأول للميرنجي، ساهم خلالها بـ 67 هدفاً (سجل 32 وصنع 35)، متجاوزاً بفارق شاسع محطاته السابقة مع "الكاستيا" (30 مباراة) وديبورتيفو لاكورونيا (25 مباراة).
وتكللت هذه المسيرة بخزينة ألقاب مدججة بالذهب، حيث توج بـ 15 لقباً كبيراً مع ريال مدريد، أبرزها لقبان في دوري أبطال أوروبا، و3 ألقاب في الدوري الإسباني، بالإضافة إلى لقب كأس إنتركونتيننتال الأحدث ومونديال الأندية مرتين.
وتظل المفارقة الرقمية الأبرز في تاريخ انتقالاته؛ فالنجم الذي انضم من بينارول مقابل 5 ملايين يورو فقط في صيف 2016، بات اليوم ركيزة لا تقدر بثمن، مبرهناً أن قيمته الفنية تفوق أضعاف تكلفته المادية، حيث يتردد أن باريس سان جيرمان مستعد لدفع 100 مليون يورو لريال مدريد من أجل الحصول على خدماته.
Getty Images Sportماذا بعد لريال مدريد؟
يعيش ريال مدريد موسماً متقلباً يمكن وصفه بـ "الرسم البياني المجنون"، حيث تأرجح الفريق بين أقصى درجات التألق والانهيار التام. بدأت ملامح الموسم الحقيقية تتشكل بعد الصدمة القاسية في الديربي والخسارة الثقيلة أمام أتلتيكو مدريد (2-5)، وهي الهزيمة التي كانت بمثابة "جرس إنذار" أيقظ الفريق، لينتفض بعدها محققاً سلسلة انتصارات ذهبية شملت إسقاط (يوفنتوس بنتيجة 1-0) وحسم الكلاسيكو أمام برشلونة (2-1)، بالإضافة إلى اكتساح فالنسيا (4-0).
لكن، وبشكل مفاجئ، دخل "الملكي" في نفق مظلم، بدأ بالخسارة أمام ليفربول (1-0) ثم تعادل سلبيًا مع رايو فاييكانو؛ وكذلك مع إلتشي (2-2)، قبل أن يفوز بصعوبة أمام أولمبياكوس (3-4) في دوري الأبطال.
عاد ريال مدريد إلى الليجا، لكنه تعادل من جديد أمام جيرونا، قبل أن يفوز على أتلتيك بيلباو (0-3)، ويسقط في البرنابيو أمام سيلتا فيجو (0-2) ومانشستر سيتي (1-2).
ينتظر الفريق الآن جدول مزدحم ومحفوف بالمخاطر، حيث يتعين عليه إيقاف النزيف فوراً أمام ديبورتيفو ألافيس خارج الديار، قبل خوض اختبار الكأس، ثم مواجهة إشبيلية وريال بيتيس، في محاولة يائسة لاستعادة التوازن قبل معارك الحسم الأوروبية ضد موناكو وبنفيكا، مع محاولة تحقيق لقب السوبر الإسباني.
إعلان

