عودة ميسون جرينوود! انفجار في خيتافي جذب انتباه ريال وبرشلونة

بعد غيابه لمدة عامين تقريبًا عن الملاعب أعاد جرينوود، اكتشاف قدراته ومنذ بداية نوفمبر، سجل هدفين في الدوري الإسباني وكان هدفه الرائع ضد ألميريا الأفضل في مسيرته وصنع ثلاثة أهداف أخرى، وكان حاسمًا في فوز خيتافي الساحق 3-0 خارج ملعبه على إشبيلية، حيث سجل وصنع هدفًا وبعد أسبوع ضد أتلتيكو مدريد سرق الأضواء.

وقاد جرينوود، خيتافي ليحول تأخره بهدفين إلى تعادل 3-3 ضد أتلتيكو مدريد وقد نال الإشادة من أنطوان جريزمان، الذي قال: "جرينوود أضر بنا كثيرًا، ولم نتمكن من إيقافه".

وحصل جرينوود، على لقب أفضل لاعب في شهر ديسمبر، ولكن مع بداية عام 2024 تم طرده أمام رايو فايكانو ولكنه أثبت أنه لاعب كرة قدم الذي يريده أي فريق كبير.

قال مصدر مقرب من فريق خيتافي لموقع "جول": "لا أتذكر لاعبًا بجودة جرينوود في تشكيلة خيتافي في السنوات الأخيرة، يمكنني أن أؤكد لكم أنه لا يوجد لاعب مثله من حيث الموهبة والجودة، فلم يهتم المشجعون منذ اللحظة الأولى بقضاياه خارج الملعب، إنهم متحمسون جدًا له ولكرة القدم التي يقدمها وترى الناس يرتدون قمصانًا تحمل اسمه ورقمه في كل مكان".

وأضاف المصدر : "لقد تم نسيان أزمته السابقة على الرغم أنه أمر لا يغتفر، إلا أنهم معجبون بقدراته ويقولون "يا له من لاعب"، لقد كان السبب الرئيسي في القتال ضد أتلتيكو مدريد، ولا تزال وسائل الإعلام تتحدث عن هذه المباراة، ويتحدثون أكثر عن قدراته".

عندما علم خوسيه بوردالاس، مدرب خيتافي أن فريقه يمكن أن يوقع مع جرينوود في اليوم الأخير للانتقالات، لم يصدق حظه وقال لصحيفة "ماركا": "اتصل بي أحد الأصدقاء ليخبرني عن هذا الاحتمال، واعتقدنا في البداية أن الأمر لم يكن حقيقيًا، كان علينا أن نتحلى بالكثير من الصبر والهدوء، كنا ندرك أنه قضى فترة طويلة دون لعب ودون تدريب لكننا وثقنا به بسبب موهبته".

وتابع: "إن القدرة على التعاقد مع لاعب بهذا المستوى في خيتافي أمر معقد، ويكاد يكون من المستحيل ولكن راهنا عليه ونحن سعداء لأن لدينا لاعبًا رائعًا إنه فتى جيد وتأقلم سريعًا ويحتاج فقط إلى تعلم المزيد من اللغة الإسبانية".

"الفتى الطيب" ليست عبارة يستخدمها الكثير من الناس في إنجلترا لوصف جرينوود، وأعلنت راشيل رايلي، أنها ستتوقف عن دعم يونايتد إذا لعب جرينوود للنادي مرة أخرى، بينما قالت اثنتان من المشجعات لموقع "جول" إنهما سيتوقفان أيضًا عن حضور المباريات إذا عاد جرينوود.

أدى الغضب العام والاستياء بين موظفي النادي، إلى تراجع اليونايتد عن قرارهم بإعادة دمج جرينوود، مع الفريق وإعارته، ولم يكن هناك أي احتجاج في إسبانيا ضد توقيع اللاعب مع خيتافي.

وعلى الرغم أن لاعبة منتخب إسبانيا السابقة فيرو بوكيتي، وصفت توقيع جرينوود بأنه "منافق" وكان هناك عدد قليل من مقالات الرأي الناقدة في الصحف، إلا أن قضايا اللاعب لم تحظى بقدر كبير من اهتمام وسائل الإعلام الإسبانية.

وينطبق الشيء نفسه على المشجعين وهتفت جماهير أوساسونا "جرينوود يموت" في أول ظهور له، وأطلق أنصار نادي أتلتيك صيحات الاستهجان على اللاعب في سبتمبر، لكنه لم يتعرض لأي موقف سلبي بعد ذلك.

قال بوردالاس، بعد توقيع مع جرينوود: "الجميع يعلم ما حدث ولم تثبت إدانته إنه موضوع حساس للغاية ولا يمكن التعامل معه باستخفاف ولا يمكننا التحدث إلا عن كرة القدم".

لم تكن كلمات بوردالاس، صحيحة تمامًا فلم يتم تبرئة جرينوود، وكان من المقرر أن يتعرض للمحاكمة ولكن بعد انسحاب الشهود الرئيسيين وظهور أدلة جديدة، اعتبرت النيابة العامة أنه لا توجد حالة واقعية للإدانة وأسقطت التهم بعد ذلك.

وقال مدير خيتافي لصحيفة "إل موندو": "لا نفهم سبب وجود الكثير من الضجة لأنه من الناحية القانونية لم يعد متهمًا بأي شيء وكان هناك تحقيق خاص وفي النهاية لا توجد قضية للرد عليها".

خضع جرينوود لعملية إعادة تأهيل وقال مدرب خيتافي لصحيفة "ماركا" :"لقد تعافى بعد هذه الفترة الطويلة وهو يساعدنا وأعرف حالات لأشخاص تركوا كرة القدم لأنهم كانوا يعانون من مشاكل عاطفية ولم يلعبوا مرة أخرى أبدًا".

يقال إن جرينوود، على علاقة جيدة مع زملائه في الفريق على الرغم من حاجز اللغة بسبب انخفاض مستوى اللغة الإنجليزية بين فريق خيتافي ويتلقى اللاعب دروسًا في اللغة الإسبانية ويعقد أيضًا جلسات مع طبيب نفسى، ووفقًا لصحيفة "إل موندو" يوصف بأنه خجول ومهذب، وقد لوحظ أنه يوقع دائمًا للأطفال الذين ينتظرون اللاعبين في ملعب التدريب ولم تكن هناك أي حوادث تتعلق بسوء الانضباط، على عكس ما حدث في يونايتد.

وقال مصدر من نادى خيتافي لصحيفة "إل موندو" :"إنه لاعب انطوائي، يستمع دائمًا إلى الموسيقى لكنه سعيد هنا ويريد فقط أن يرد الجميل للجماهير مقابل دعمهم وهو أمر متبادل لأن المشجعين يثقون به، وبغض النظر عما تنشره الصحف، فإننا نرى أنه سعيد في المدينة".

وبحسب ما ورد يعيش جرينوود، في منطقة بواديلا ديل مونتي الراقية مع صديقته وابنتهما التي ولدت في يوليو الماضي ووالده، ولكن عادت العائلة إلى مانشستر خلال العطلة الشتوية في الدوري الإسباني.

وقال مصدر لصحيفة "ذا صن" :"لقد واجه الكثير من المشاكل خارج الملعب خلال مسيرته ولكن يبدو أنه أخيرًا يعالجها".

بوردالاس، هو أحد أكثر المدربين ذوي العقلية الدفاعية في إسبانيا، وقاد خيتافي إلى دور الـ16 في الدوري الأوروبي عام 2020، وأطاح بأياكس بقيادة تين هاج، وأسلوبه يشبه أسلوب سام ألاردايس أكثر من بيب جوارديولا.

وبوجود جرينوود، أصبح خيتافي أكثر ميلاً إلى المغامرة والهجوم وقال مصدر آخر مقيم في إسبانيا: "يبحث خيتافي عن جرينوود في كل فرصة تتاح له، فهو السبب في أن بوردالاس أصبح أكثر توسعًا، وهناك شعور هنا بأنه لاعب جيد بشكل مناسب".

ويطمح خيتافي إلى التعاقد مع جرينوود، بشكل دائم وقال رئيس النادى إنه أبلغ يونايتد برغبتهم في بقاء اللاعب بعد انتهاء إعارته، ولا يمكن عودة جرينوود إلى الشياطين الحمر نظرًا لرد الفعل العنيف الذي تلقوه العام الماضي من الجماهير.

ورغم استحواذ السير جيم راتكليف، على 25% من أسهم اليونايتد وتحكمه في ملف كرة القدم ولكن قراره بعودة جرينوود، سيكون مخاطرة كبيرة.

لا يستطيع خيتافي تحمل تكلفة جرينوود، حتى بسعر مخفض حيث يمتلك النادي ثالث أصغر ميزانية في الدوري الأسباني ويبلغ الحد الأقصى الحالي للأجور 40 مليون يورو وومن المرجح أن يصل سعر جرينوود إلى أكثر 40 مليون يورو.

وقال مصدر مقرب من خيتافي: "إنهم يريدون الاحتفاظ به وسيحاولون التوقيع معه، لكنهم يعلمون أن الأمر سيكون صعبًا للغاية ومن الصعب تصديق أنهم سيكونون قادرين على ذلك لأنه في مرحلة ما سيكون نادي مثل برشلونة أو أتلتيكو مدريد مهتمًا به".

وتابع:" هو سعيد في خيتافي وممتن لأنهم منحوه فرصة أخرى، لكن الشعور بالامتنان شيء والتخلي عن مسيرتك المهنية شيء آخر"، وسيستفيد خيتافي ماليًا إذا انتقل جرينوود، بقيمة مالية كبيرة في الصيف حيث يمتلك النادي شرط بيع بنسبة 20٪؜ كجزء من اتفاقية الإعارة.

ويقال إن أتلتيكو وريال مدريد وبرشلونة من بين الأندية التي تتابع جرينوود، وهناك شعور بأنهم، مثل خيتافي، لن يتأثروا بماضي اللاعب، وأضاف المصدر:" أعتقد أنهم لن يهتموا بما حدث من قبل وهذه ليست الحالة الأولى ولن تكون الأخيرة، وفي النهاية إذا قدم اللاعب أداءً جيدًا فسوف ينسى الجميع".

وأوضح مصدر أخر": "السيناريو المحتمل هو بيعه لنادٍ في إسبانيا من أكبر الأندية لقد رأوا ما يكفي ليقولوا" حسنًا، سندفع بعض المال لهذا اللاعب" رأيت أنه لا يوجد أي رد فعل عنيف".