الإفلاس وعيد الميلاد .. أسباب غير منطقية تسببت في فشل تجارب احترافية للاعبين عرب

كان واحدًا من أفضل لاعبي نادي الهلال، وكان الجميع يتنبأ له بأنه سيصبح اللاعب رقم 1 في الكرة السعودية، نظرًا لامتلاكه قدرات رائعة في المراوغة بالإضافة إلى سرعته ومرونة حركته، ولكنه دخل في مشاكل مع إدارة ناديه، وهو الأمر الذي دفعه للتفكير في الاعتزال.

ولكن أحد وكلاء اللاعبين جاء له بعرض من نادي الكمار الهولندي، والذي كان يتولى تدريبه وقتها مدربه السابق بالهلال، الهولندي الشهير هانجيم، وكان من المفترض أن ينتقل لمدة 4 سنوات، ولكن إدارة الهلال رفضت وتمسكت بانتقاله لمدة 3 أشهر فقط على سبيل الإعارة، وتألق بالفعل مع ناديه الهولندي، رغم قصر المدة.

وانتهت فترة الإعارة وتلقى الغشيان العديد من العروض الأوروبية، ولكن كان هناك تعنت من جانب إدارة الهلال، التي رفضت خروجه مرة أخرى، لتحدث أزمات بين الطرفين، لينتقل بعدها إلى النصر، ولكنه لم يستطع تقديم أي شيء يذكر، في ظل عدم مشاركته إلا في مباريات قليلة.

في تجربة احتراف بالدوري الإنجليزي، نجح سامي الجابر نجم الكرة السعودية في الانتقال إلى وولفرهامبتون الإنجليزي، وبعد 5 أشهر فقط تعرض للإصابة مع منتخب السعودية في نهائيات كأس أمم آسيا التي أقيمت في لبنان، والتي تسببت في غيابه 6 أسابيع، ولسوء الحظ تمت إقالة مدرب الفريق الإنجليزي كولن.

إقالة مدرب وولفرهامبتون تسببت في إلزام الجابر في العودة إلى السعودية مرة أخرى، خاصة بعد رفض إدارة الهلال الموافقة على تمديد إعارته، في ظل اهتمام الصحافة الإنجليزية بالمهاجم السعودي المميز، والذي نجح في لفت أنظار الجميع خلال فترة بسيطة، في ظل رغبة منها لعودته مرة أخرى للملاعب الإنجليزية.

ولكن الجابر عاد إلى بلاده، وواصل مشواره مع نادي الهلال، وقاده لتحقيق العديد من الألقاب والبطولات.

تجربة احتراف واعدة لم يكتب لها النجاح في الملاعب الأوروبية، حيث كان عبد الله الحافظ لاعبًا في صفوف نادي ليريا البرتغالي، وهو كان أحد أندية الوسط في البرتغال، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، وهي الأزمة التي تسببت في رحيله عن ناديه.

نادي ليريا أعلن إفلاسه وهبط إلى الدرجة الأدنى، بسبب الأزمة الخانقة، مما دفعه لفسخ تعاقده مثل زملائه بالفريق، ومن ثم انتقل إلى فريق باسوش دي فيريرا البرتغالي، الذي لعب في صفوفه لمدة موسم واحد فقط، ثم عاد إلى الكرة السعودية من بوابة نادي الهلال.

وانتقل الحافظ إلى الهلال، وبعدها تمت إعارته للعديد من الأندية، هجر ثم الاتفاق، حتى انتقل إلى الوحدة مع بداية الموسم الحالي، حيث يعد واحدًا من العناصر الأساسية بفريقه حاليًا.

التوأم الأبرز في عالم كرة القدم العربية والمصرية، وهما حسام وإبراهيم حسن، فبعد تألقهما مع نادي باوك اليوناني، حدثت أزمة بعدما دخل الثنائي في مشادة عنيفة مع أحد مشجعي نادي لاريسا خلال مباراة بالدوري اليوناني، وكادت الأمور تصل إلى الحبس في قسم الشرطة، خاصة بعدما حرر المشجع محضرًا ضد الثنائي.

وانتهت تلك الأزمة وديًا بعد تدخل من مجدي طلبة الذي كان يمتلك سمعة طيبة في اليونان وقتها، وبعدها قرر حسام وإبراهيم الرحيل عن اليونان، لينضما إلى نيوشاتل السويسري، واستطاع الثنائي أن يقدم مستويات مميزة للغاية، خاصة في البطولات الأوروبية، ولكن رحل المدرب الإنجليزي روي هودجسون، الذي تولى مهمة تدريب منتخب سويسرا، وتم تعيين الألماني أولي شتيليكه.

فترة المدرب الألماني مع التوأم لم تشهد سوى توتر وعدم تفاهم، في ظل الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الثنائي من جانب الجماهير السويسرية، ليطالب برحيلهما عن الفريق، وهذا ما حدث بالفعل، وسط قلق من الأندية التي ترغب في خدماتهم من تكرار أزماتهم خلال الفترة الأخيرة، ليعود التوأم إلى مصر من بوابة النادي الأهلي.

نجح النجم المصري في تقديم أوراق اعتماده في الكرة الإنجليزية خلال مبارياته الأولى ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث استطاع أن يسجل 9 أهداف خلال 13 مباراة فقط، ليصبح حديث الصحافة الإنجليزية وقتها، والجميع توسم فيه خيرًا، بأن يكون من أفضل المحترفين المصريين في التاريخ.

ولكن حدثت أزمة تسببت في عدم استمراره، حينما انتقده مدربه ستيف بروس وقتها، بسبب عدم التزامه بمواعيد التدريبات، وتكرار غيابه، بعد انتهاء أداء واجبه الوطني مع منتخب بلاده، ليفسر اللاعب نفسه ما حدث خلال تصريحات لقناة الزمالك.

زكي أشار إلى أنه كان يلعب مع منتخب مصر في مباراة زامبيا بتصفيات كأس العالم، واليوم التالي كان عيد ميلاده، وكان يعاني من إصابة بالعضلة، ويحتاج للراحة 48 ساعة من أجل عمل أشعة، وهو ما أخره عن السفر إلى إنجلترا، وفي اليوم التالي سافر وتواجد أحد الإداريين بنادي ويجان في المطار وقاموا بعمل أشعة وتم التأكد من إصابته.

زكي قال وقتها: "ويجان كان له وجهة نظر وقتها، بأنه يجب أن أعود في التوقيت المحدد لي حتى لو كنت مصابًا، لأن هذه هي مبادئ الاحتراف".

تلك الأزمة كانت واحدة من أسباب عدم قيام ويجان بالحصول على خدمات عمرو زكي نهائيًا من نادي الزمالك، بالإضافة إلى المطالبات المالية لإدارة القلعة البيضاء وقتها، برئاسة ممدوح عباس.

بعد تألقه مع النادي الأهلي، انتقل حسام غالي للاحتراف الأوروبي من بوابة نادي فينورد الهولندي، ثم انتقل منه إلى توتنهام الإنجليزي، الذي قدم معه مستوى مميز ورائع، ليصبح واحدًا من العناصر الأساسية التي يعتمد عليها المدرب الهولندي مارتن يول، مدرب الفريق وقتها.

ولكن الواقعة الشهيرة بإلقاء قميص نادي توتنهام في وجه مدربه مارتن يول، تسببت في استياء الجماهير، التي طالبت بقوة بضرورة رحيله، لينتقل بالفعل إلى صفوف ديربي كاونتي على سبيل الإعارة، ليفشل في العودة مجددًا إلى ناديه، بسبب غضب الجماهير ضده، ليرحل إلى النصر السعودي، ومن ثم الأهلي المصري.