التفكير 100 مرة خير من المخاطرة .. فلنتظر إلى مصير عسيري وغريب يا علي مجرشي!

لم يكن الموسم الماضي مجرد محطة عادية في مسيرة علي مجرشي، بل كان موسم الانفجار الحقيقي، تمكن اللاعب من فرض نفسه بقوة في التشكيلة الأساسية للنادي الأهلي، مقدّمًا مستويات دفاعية وهجومية لافتة، جعلت منه قطعة لا غنى عنها في منظومة المدرب.

خاض مجرشي معظم مباريات الموسم، ونجح في أن يكون أحد أبرز صانعي اللعب من الخلف، بفضل سرعته وانطلاقاته الحاسمة، فضلًا عن صلابته الدفاعية التي ساهمت في تماسك الخط الخلفي للفريق.

رغم كل هذا التألق، فإن علي مجرشي لم يُجدد عقده مع الأهلي حتى اللحظة، وهو ما يثير قلق الجماهير، خاصة وأن اللاعب طلب الحصول على 10 ملايين ريال سعودي سنويًا لتجديد عقده، في خطوة تعكس رغبته في تقدير جهوده الكبيرة داخل الملعب.

الأهلي، من جانبه، يقدّر قيمة اللاعب، لكنه يحاول التعامل مع الملف بحذر مالي يتماشى مع سياسة النادي، في وقت تترقبه فيه أندية أخرى ترغب في اقتناص الفرصة.

ودخل مجرشي بالفعل في الفترة الحرة بعقده، وذلك بداية من 1 يوليو الجاري، حيث يستطيع حاليًا التوقيع مع أي فريق جديد.

من بين الأندية المهتمة بخدمات مجرشي، يبرز نادي الاتحاد كخيار مطروح على الطاولة، إلا أن الوضع داخل العميد قد لا يكون مثاليًا.

في ظل وجود لاعبين مميزين في نفس المركز، مثل مهند الشنقيطي وفواز الصقور، ما يعني أن انتقال مجرشي إلى الاتحاد قد لا يضمن له مكانًا أساسيًا كما هو الحال حاليًا في الأهلي.

ولذلك فإن الخيار الأمثل في هذا الأمر هو البقاء مع الأهلي، وعدم التضحية بمكانه الأساسي، والمجازفة بالانتقال إلى العميد، لأنه سيجد منافسة نارية للمشاركة بصفة أساسية.

يبدو أن علي مجرشي يدرك جيدًا حجم التحدي في مغادرة الأهلي، فقد سبقه لاعبان كانا من الأعمدة الأساسية في الفريق، وهما عبد الفتاح عسيري وعبد الرحمن غريب، اللذان انتقلا إلى النصر في فترات سابقة، لكن مشوارهما لم يكن على قدر التوقعات، ووجدا نفسيهما في ظل محدودية المشاركة وضغوط الجماهير.

هذه التجارب بمثابة جرس إنذار لأي لاعب يفكر في الرحيل عن الأهلي، خصوصًا إذا كان يعيش حالة من التألق والاستقرار الفني.

هل يختار علي مجرشي الوفاء للنادي الذي منحه فرصة التألق، ويواصل بناء مجده داخل الأهلي؟ أم أنه سيقرر خوض مغامرة جديدة في مكان آخر؟

المؤكد أن اللاعب يملك الآن ورقة قوية، فهو نجم مطلوب من الجميع، لكنه في ذات الوقت يعلم أن قراره القادم سيحدد مستقبله بالكامل.

ربما تكون الاستمرارية في الأهلي، الفريق الذي صنع منه نجمًا كبيرًا، هو الخيار الأمثل، خصوصًا أنه بات من الأعمدة الرئيسة، ورحيله قد يُكلفه الثمن غاليًا، في ظل التحديات الفنية والنفسية التي قد تترتب على مغادرة منطقة الراحة.