"لا يخدعك صراع الكبار عليك!" .. رسالة لم يقرأها سعد الناصر من دفاتر الهلال والاتحاد

لن نعود بالزمن طويلًا، لنذهب إلى سبتمبر 2024، حينما أعلن الهلال بشكل مفاجئ عن تعاقده رسميًا مع متعب الحربي، ظهير الشباب، بعدما كان على أعتاب التوصل لاتفاق نهائي مع النصر.

إدارة الشباب تلقت أكثر من عرض لضم الحربي في ذلك الوقت، حيث كان النصر أقرب، والأهلي في دائرة السباق، قبل أن نستيقظ على خبر مفاجئ بأن الهلال، الذي كان متراجعًا، عاد سريعًا، ليعلن عن صفقته الجديدة بعبارة "نام….. صحي هلاااااالي".

وفاز الهلال في معركة الحربي بالجولة الأخيرة، بعدما دفع أكثر من 120 مليون ريال، وفق ما أكده محمد المنجم، رئيس الشباب السابق، دون تحديد المبلغ.

وفور التعاقد معه، نشر الرئيس السابق للهلال، فهد بن نافل، رسالة شكر إلى الأمير الوليد بن طلال، العضو الذهبي، ليكشف كواليس حسم الصفقة، والتي جاءت باتصال هاتفي من باريس، في منتصف الليل، وكان الحوار حول استقطاب متعب الحربي، في ظل الظروف المالية لشركة الهلال التي لا تسمع بالتعاقد معه.

وبدوره، قرر النصر الرد ببيان رسمي، أكد خلاله أنه كان قد توصل لاتفاق نهائي مع متعب الحربي، وتم إعداد العقود، وتوقيعها من قِبل الإدارة النصراوية، مع تلقي وعودًا بأن وجهة اللاعب إلى فارس نجد، وسيتم التوقيع من قِبل إدارة الشباب في صباح اليوم التالي، قبل أن يفاجأوا بأن "الليث" تراجع عن التزامه ورفع قيمة عقد انتقال اللاعب بشكل مبالغ فيه، ما أدى إلى فشل الصفقة.

مع كونه الصفقة السعودية الأكبر في التاريخ، باتت التوقعات بأن متعب الحربي سيكون لاعبًا أساسيًا في الهلال، إلا أنه استهل مشواره بإصابة تعرض لها مع المنتخب السعودي، ليقرر المدرب السابق جورج جيسوس، الاعتماد على البرازيلي رينان لودي، والذي نفض التراب عن أداء متميز دفاعيًا وهجوميًا، بعد بداية متعثرة، ليصير الخيار الأول لدى جيسوس.

وعلى مدار موسم 2023-2024، كان الحربي خيارًا ثانيًا، ولاعب يشارك بديلًًا في أغلب المباريات، فمن بين 36 مباراة خاضها بالقميص الهلالي، كان أساسيًا في 15 مباراة، ولم يلعب 90 دقيقة، إلا في ثماني مباريات.

وفي تسع مباريات، لعب الحربي أقل من عشر دقائق، منها ما كانت مشاركته مجرد دقيقة واحدة أو دقيقتين.

ولعل مباراته الأبرز مع الهلال، كانت أمام مانشستر سيتي في دور الـ16 من كأس العالم للأندية، التي شهدت انتصارًا تاريخيًا للزعيم بنتيجة (4-3)، بعدما امتدت لشوطين إضافيين، فيما شارك الحربي لمدة 88 دقيقة.

وما زاد من الشعر بيتًا، أن الهلال استقطب الظهير الفرنسي ثيو هيرنانديز من ميلان، في الفترة الصيفية، بعقد لثلاثة مواسم، فيما أكد بابلو ميراندا، وكيل رينان لودي، بأن البرازيلي يريد الاستمرار مع الزعيم حتى يونيو 2027، وأن المدرب سيموني إنزاجي أخبره بأنه يرغب في بقائه، ما يعني أن الحربي، بات "الخيار الثالث"، بعدما كان محلّ صراع شرس بين كبار أندية دوري روشن.

في السنوات الأخيرة، كان هناك أكثر من شاهد على صراع الظهير الأيسر، ما يؤكد أن صفقة متعب الحربي، وإن كانت الأغرب، إلا أنه ليست الوحيدة.

في الصيف الجاري، كان الأهلي والشباب أيضًا "حلقة" في هذا الصراع، من أجل ضم الظهير عبد الإله الخيبري من الرياض، والذي كان على أعتاب الرحيل إلى "الليث"، قبل أن يتدخل "الراقي" بشكل مفاجئ، ويخطف توقيع اللاعب.

الرياض وافق على رحيل أحد أبنائه، بعد بيع عقده مقابل 15 مليون ريال، لينتقل إلى الأهلي لمدة 3 سنوات، بعدما كان قريبًا من الشباب الذي وضع 12 مليون على الطاولة.

هذا الحدث أثار جدلًا إعلاميًا كبيرًا تجاه الأهلي، والذي وصفه الإعلامي عماد الصائغ، بأنه تدخل بملياراته الثلاثة ليوقع مع اللاعب وسط صمت من جميع اللجان، مشيرًا إلى أن الأهلي يتعاقد مع ظهير أيسر كل سنة، بعدما ضم أليوسكي وسعد بالعبيد وعبد الله العمار وبسام الحريجي وماتيو داماس، قبل أن يزاحم الشباب الذي يعاني ماليًا، لضم الخيبري.

مثال آخر؟ لنقلْ معاذ فقيهي، ظهير الهلال السابق، الذي كان أيضًا محل سباق بين القادسية والأهلي، في صيف 2024، قبل أن يقرر الرحيل إلى الاتحاد، بعقد لمدة 4 مواسم.

ورغم أنه فاز مع الاتحاد بثنائية دوري روشن وكأس خادم الحرمين الشريفين، إلا أن فقيهي عانى من البقاء على مقاعد البدلاء، في ظل اعتماد المدرب لوران بلان على الألباني ماريو ميتاي، ليشارك معاذ في 10 مباريات فقط.

لنعدْ إلى صفقة سعد الناصر، الذي بات على مقربة من الانتقال إلى النصر، رغم أن كل شيء وارد، طالما لم يحدث التوقيع الرسمي، وقد يتدخل نادٍ بشكل مفاجئ ليخطف توقيع اللاعب.

ولكن إذا انتقل الناصر إلى النصر، فهناك مؤشرات تعد بمثابة "بؤرة أمل"، أمام ظهير التعاون، حتى لا يُكرر سيناريو متعب الحربي مع الهلال.

مدرب النصر جورج جيسوس، قال في المؤتمر الصحفي لمباراة الاتحاد، إنه استوفى الحد الأعلى من اللاعبين الأجانب، في الوقت الذي أبرم فيه النادي العاصمي، أكثر من صفقة عالمية في الميركاتو الصيفي، بين المدافع إينيغو مارتينيز من برشلونة، وصانع الألعاب جواو فيليكس من تشيلسي، والجناح كينجسلي كومان من بايرن ميونخ.

النقطة الثانية أن جيسوس طالب إدارة النصر بتدعيم هذا المركز على وجه التحديد، فيما قرر الاعتماد على الجناح أيمن يحيى، في مركز الظهير الأيسر، بشكل اضطراري، في كأس السوبر السعودي، ما يعني أن سعد الناصر - في حالة انتقاله - سيجد أمامه فرصة كبيرة ليثبت نفسه مع "العالمي".

في ظل كثرة الأجانب في دوري روشن، بات التحدي لأي لاعب محلي هو إيجاد النادي الذي ينال معه فرصة المشاركة في أكبر عدد من الدقائق.

سواءً انتقل سعد الناصر إلى النصر، الاتحاد، القادسية، أو قرر البقاء مع التعاون، يجب أن خياره الأول هو "المشاركة"، حتى وإن تطلب الأمر التضحية بأغلى عرض، وذلك من أجل ضمان التواجد مع المنتخب السعودي الأول، في المرحلة المُقبلة.