Yasser Al Zabiri Mohamed Salah Farhah Al Shamrani Goal OnlyGoal AR

سأعود بطل العالم .. رسالة ياسر الزابيري تفضح سجن "مواهب" السعودية وبسببها سخر المصريون من محمد صلاح!

هناك من يشارك في كأس العالم، وعينه فقط على تحقيق البطولة، بعزيمة تقرأها في تصريحات لاعبي المنتخب المُتوج باللقب، بأن الوقوف على منصة التتويج، لم يكن من قبيل الصدفة، بل حلم كان يراود هؤلاء اللاعبين، بأنهم لن يرضوا بأقل من "الذهب".

في المقابل، هناك من يشارك في كأس العالم، ويرضى بأقل القليل، مجرد المشاركة تكفي، التواجد في البطولة شرف، "سنذهب بعيدًا"، هكذا يقولون، ولا تعلم ماذا يقصدون حينها؟ لأن ما تشاهده على أرض الملعب، يؤكد أن الذهاب بعيدًا، سيكون إلى المطار، من أجل العودة.

حلم التتويج، تحول إلى "هوس"، ودفع موسوليني لتهديد لاعبي منتخب إيطاليا، إما بالفوز بمونديال 1938 أو الموت، وآخرون تحدثوا بنبرة الثقة، بأن قدم لم تطأ أرض الدولة المضيفة، إلا بهدف الفوز باللقب، كما قال جيرارد بيكيه، نجم منتخب إسبانيا، عقب الوصول إلى جنوب إفريقيا، للمشاركة في المونديال، الذي شهد بتتويج "لاروخا"، بأول ألقابه في 2010.

وبين هذا وذاك، رأينا "ثورة" عربية، تمثلت في المنتخب المغربي، سواءً بكباره الذين حققوا المركز الرابع في مونديال قطر، أو شبابه الذي توجوا بكأس العالم 2025، أو نجوم الأولمبي الذين حصدوا برونزية "باريس 2024".

  • سأعود بطل العالم!

    لنتوقف قليلًا عند إنجاز "شباب" المغرب بالفوز بكأس العالم في تشيلي، هذا الأمر الذي قُتل بحثًا وتفنن المدّاحون والنقاد في وصفه ،ولكن، لنركز على تصريح المدرب محمد وهبي، حول مهاجم "أشبال الأطلس"، ياسر الزابيري، وموقفه قبل مونديال الشباب، الذي يستحق أن يكون مرجعًا للأجيال المغربية، والعربية أيضًا.

    ياسر الزابيري، الذي كان أحد مفاجآت كأس العالم للشباب، بعدما سجل 5 أهداف، ووضع بصمته في المباراة النهائية، أمام الأرجنتين، بتسجيل هدفي النهائي، ليقود المغرب للإنجاز التاريخي، ويتقاسم صدارة الهدافين، كما حصد جائزة الكرة الفضية، كثاني أفضل اللاعبين في البطولة بعد زميله عثمان معما، المُتوج بالكرة الذهبية.

    ماذا قال وهبي؟ إن الزابيري لم يكن ليشارك مع المنتخب المغربي في كأس العالم، بسبب رفض ناديه فاماليساو البرتغالي، إلا أن اللاعب أصر على التواجد في المونديال، حتى نال المنتخب موافقة بعد حديث متواصل مع رئيس النادي ومدرب الفريق.

    وأضاف وهبي إن مدرب فاماليساو هدد ياسر الزابيري بأنه سيفقد مكانه في الفريق إذا شارك في كأس العالم للشباب، ليردّ المغربي عليه قائلًا "سأعود بطل العالم"، بل وهدّاف البطولة أيضًا.

    الزابيري لم يحقق وعده فقط، بل وأجبر إدارة فاماليساو على الاعتراف بأحقيته في المشاركة بمونديال الشباب، بعدما قاموا بتكريمه على الإنجاز التاريخي في أولى مباراة بعد عودته إلى فريقه البرتغالي.

  • إعلان
  • Achraf Hakimi Yassir Zabiri gfx Goal OnlyAI

    عقلية المغربي .. جئنا لنكون أبطالًا

    يمكن القول إن ما صرّح به ياسر الزابيري، بات يمثل "العقلية المغربية"، التي صارت لا تكتفي بفخر المشاركة في أي بطولة عالمية، بل صار التتويج بها مطلب شعبي، قبل أن يكون حلم اللاعبين فوق أرض الميدان.

    بعيدًا عن أسباب الطفرة المغربية، وفق ما تحدثت عنه في مقال سابق حول تتويج أشبال الأطلس بمونديال الشباب، فإن أفضل ما يميز نجوم المغرب - حاليًا - بأنهم صاروا يملكون عقلية الفوز بكأس العالم، في الوقت الذي لا تزال هناك منتخبات أخرى يتغنون بـ"التمثيل المشرف" و"الذهاب بعيدًا في البطولة"، ثم يتوقف قطارهم عند دور المجموعات.

  • Lamine Yamal Arda Guler Barcelona Real MadridGetty

    سجن المواهب .. في زمن يامال وجولر ودوي

    عندما نتحدث عن المواهب الشابّة الأبرز في الساحة، في وقتنا الحالي، سيتبادر إلى ذهننا عددُ من نجوم الكرة الذين باتوا يغزون العالم، رغم أن أعمارهم لم تتجاوز العشرين، على غرار لامين يامال وأردا جولر وديزيري دوي.

    شباب في العشرين أو أقل، وباتوا نجومًا "صف أول" في أندية عملاقة، مثل برشلونة وريال مدريد، فهذا يامال الذي لعب دور البطولة في تتويج منتخب إسبانيا "الأول" بكأس اليورو 2024، رغم بلوغه الـ17 عامًا آنذاك، وقاد برشلونة لحصد ثلاثية الدوري وكأس الملك والسوبر، وأردا جولر الذي بات عنصرًا أساسيًا في صفوف ريال مدريد، ويحمل معه لقبي التشامبيونزليج وكأس الإنتركونتينينتال، وديزيري دوي الذي ساهم في تتويج باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا، لأول مرة في تاريخه.

    يأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال فيه النقاد العرب، يتحدثون عن أزمة "قلة" المواهب، في مختلف الدوريات، في ظل الاعتماد على قائمة ثابتة من الأسماء، دون منح الفرصة لمن هم أقل من عشرين عامًا.

    في الكرة السعودية، على سبيل المثال، عندما تشاهد منتخب الناشئين يتوج بلقب كأس الخليج العربي تحت 17 عامًا، ويفوز "القائد" عبد العزيز الفواز بجائزة رجل المباراة النهائية، ويحصد عبد الرحمن سفياني، جائزة أفضل لاعب في البطولة، والهداف "مناصفة" مع وليد النور، يجعلك تتساءل "أين هم من دوري المحترفين أو المنتخب الأول؟ ولماذا لا يفكر هيرفي رينارد في منحهم الفرصة قبل كأس العالم؟".

    ليس ذلك فحسب، بل نشاهد أيضًا الإعلامي دباس الدوسري، رئيس نادي الكوكب سابقًا، يتحدث عن تفريط نادي الهلال في ضم عبد الرحمن سفياني، بعدما أراد فهد المفرج، المدير التنفيذي لفريق الكرة حينها، التعاقد مع اللاعب "مجانًا" دون تقديم عروض، لينتقل اللاعب بعدها إلى النصر، حيث وصفه مسلي آل معمر، رئيس النادي آنذاك، بأنه سيكون أسطورته القادمة. المحصلة؟ عدم إعطائه فرصة للمشاركة مع الفريق الأول، والاعتماد على تواجده في درجة الشباب، والتنويه أيضًا بأنه دخل الفترة الحرة، دون تجديد عقده.

    نتحدث أيضًا عن مواهب شابّة على شاكلة عبد العزيز العليوة وعبد الله رديف وهمام الهمامي وطلال حاجي، يجدون أنفسهم حبيسي دكة البدلاء مع الفرق الكبرى، ليكون منفذهم الوحيد للمشاركة بصورة مستمرة، هو الرحيل لأحد فرق الوسط، هو البقاء على الدكة حتى يفقدون موهبتهم شيئًا فشيئًا. أضف إلى ذلك، تلقي بعضهم عروضًا للاحتراف في أوروبا، ويتم رفضها، كما حدث مع رديف الذي أصرّ مدرب الهلال سيموني إنزاجي على بقائه، ولم يشارك - حتى الآن - سوى 3 دقائق فقط منذ بداية الموسم، وأيضًا، طلال حاجي الذي ارتبط برغبة نادي سيلتا فيجو الإسباني، في التعاقد معه، إلا أن الاتحاد رفض رحيله، بداعي وصول العقد بصيغة الانتقال النهائي دون مقابل مالي، ليتم إعارته في النهاية إلى نادي الرياض، ليشارك معه دقيقة واحدة.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Liverpool FC v Crystal Palace FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    "مينتاليتي" محمد صلاح وسخرية المصريين

    في عام 2019، أثار محمد صلاح، نجم ليفربول، حالة واسعة من الجدل في مصر، عندما قال "لا نتدرب جيدًا، (المينتاليتي) أو "العقلية" لم نأخذ عنها شيئًا في المدارس، نحن ضعيفون بها، لا نحب التعلم كثيرًا ودائمًا نعرف كل شيء".

    تلك الكلمات، فجرت الانتقادات تجاه محمد صلاح، ووصفته بحالة من الغرور والتعالي، كما تمت مقارنته حينها بأساطير إفريقية لم يحقق ما فعلوه في أوروبا، مثل صامويل إيتو وديديه دروجبا وجورج ويا.

    ورغم أن صلاح لم يكفّ عن الحديث حول "العقلية" وتدريب العقل، إلا أن ما عرّضه للسخرية، يبدو أنه يظهر - للأسف - على أرض الواقع، والآن، نحن نتحدث عن نجم حفر اسمه في تاريخ قلعة آنفيلد، بعدما فاز بجميع الألقاب الممكنة، ولعب دور البطولة، بمساهماته في 57 هدفًا من 52 مباراة، ليتوج الليفر بالدوري الإنجليزي، في الموسم الماضي، ويفوز بجميع الجوائز الفردية، كأفضل لاعب وهداف وصانع التمريرات الحاسمة.

    ورغم أن محمد صلاح، لا يزال يبحث عن أول ألقابه مع منتخب مصر، بعدما بلغ به نهائي كأس أمم إفريقيا مرتين، مع الاكتفاء بالميدالية الفضية، إلا أن ما صنعه مع ليفربول، يؤكد أنه يملك "عقلية" فريدة، وأن كل موهبة تحتاج للعقلية التي تقودها للألقاب، في الوقت الذي يتم فيه الحديث بشأن التعثر المستمر لمنتخبات الشباب والناشئين.

  • 2026 World Cup trophyGetty Images

    كلمة أخيرة..

    مع الاقتراب من كأس العالم 2026، ومشاركة سبع منتخبات عربية رسميًا - حتى الآن -، إذا سمعت كلمة "التمثيل المشرف" أو "سنذهب بعيدًا في البطولة"، فاعلم أن هذا المنتخب المُشارك لا يملك عقلية الانتصار، وإنما يبحث عن لعبة الحظ، التي قد تقوده في أجمل الظروف، للعبور إلى الدور التالي.

    إن موقف ياسر الزابيري وما قاله محمد صلاح في وقت سابق، يؤكد بالفعل أن هناك أزمة في مواهب لا تجد الفرصة، في الوقت الذي تؤمن فيه مواهب أخرى بأن وجودها في بطولة بحجم كأس العالم، يعني الفوز بها ولا شيء آخر، فضلًا عن ضرورة تغيير "العقلية"، وإعطاء الفرصة لنجوم الشباب في الفرق والمنتخبات الأولى بشكل مستمر، وإلا فإن الحديث الصحيح سيكون "الذهاب بعيدًا عن البطولة وليس فيها".

0