ريال مدريد ضد مانشستر سيتي | الـ1% "تفاؤل مبالغ فيه" يا جوارديولا .. وعفريت دوري الأبطال حضر بتعويذة أنشيلوتي!

بالفعل، استعاد الملكي "حامل اللقب" زمام الأمور الآن في دوري أبطال أوروبا وأظهر شخصيته الحقيقية التي تتجلى دائمًا في الأوقات الحاسمة في بطولة المفضلة، رغم البداية المحبطة بعض الشيء مع النظام الجديد، حيث لم يتأهل الفريق مباشرة إلى ثمن النهائي.

وبات على الفريق الذي سيواجه ريال مدريد في دور الـ16 (باير ليفركوزن أو أتلتيكو مدريد)، أن يصلي لاعبوه ومدربه لأن تكون القرعة التي تقام الجمعة المقبل، رحيمة بهم لتبعدهم عن مسار ريال مدريد في البطولة، حتى لو كان السيناريو البديل هو مواجهة العملاق بايرن ميونخ.

قبل مباراة الليلة قلل بيب من حظوظ فريقه في عبور السيتي بتصريحات أراد منها رفع الضغط عن لاعبيه، حيث قال: "الفوز على ريال مدريد، في تلك الوضيعة سيكون صعبًا، إذا سألتني عن نسبة تأهلنا ستكون ضئيلة للغاية قد تصل إلى واحد في المئة".

لكن ما شاهدناه اليوم على ملعب سانتياجو برنابيو ليس إلا شبح لفريق بطل وأطلال صرح قد انهار على رأس المدرب الإسباني، وتبدو عودته إلى منصات التتويج مرة أخرى أمرًا غاية في الصعوبة.

وأثبتت المباراة أن الـ1% كانت نسبة متفائلة للغاية من مدرب السيتي، لأن حظوظ فريقه في مثل هذه الحالة لا تصل حتى إلى الصفر.

صحيح أن السيتي افتقد لقوة هجومية كبيرة بغياب نجمه النرويجي إرلينج هالاند، وحرم من مدافعه جون ستونز بعد مرور 8 دقائق فقط، لكن هذه ليست أبدًا مبررات لهذا الظهور الهزيل أمام ريال مدريد، والذي يعاني كثيرًا أمام فرق وسط وذيل الترتيب في الدوري الإسباني، بينما وجد اليوم نفسه في نزهة كروية.

ريال مدريد لعب مباراة مثالية، حيث احترم منافسه وامتص حماسه في بداية اللقاء، واعتمد أنشيلوتي على طريقة الدفاع المتأخر، حيث تمركز فينيسيوس ومبابي ورودريجو خط دفاع أول من قبل نصف الملعب عند تحضير مانشستر سيتي، مع تحولات هجومية سريعة ومرعبة.

هذه التحولات جعلت دفاع مانشستر سيتي يعاني كثيرًا، خصوصًا مع سرعة فينيسيوس في الهجمات المرتدة والحالة الفنية المثالية التي ظهر عليها مبابي "عريس اللقاء".

وكان الهدف الأول معبرًا عن هذه الحالة، حيث سقط روبن دياش أمام الكرة الطويلة الساقطة من الشاب راؤول أسينسيو ولم يجد كيليان أي صعوبة في إسكانها الشباك.

حتى في الهدفين الثاني والثالث، كان مبابي يتجول بين دفاعات مانشستر سيتي بدون رقيب، وأي لاعب في طريقه كان يسقط أو تتم مراوغته بطريقة بدائية، ليظهر أمام الجميع مدى العجز الذي أصبحت عليه عناصر السيتي.

والأهم من ذلك كان حفاظ ريال مدريد على التماسك الدفاعي بعد عودة روديجر والنضج الكبير الذي يتحلى به الآن راؤول أسينسيو، والذي يبشر بمستقبل مدافع كبير للملكي ولن تكون مبالغة إذا تم تلقيبه بـ"خليفة راموس".

لكن ذلك لم يكن يحدث، إلا بالدعم القوي من ثلاثي خط الوسط تشواميني وداني سيبايوس وجود بيلينجهام، حيث أغلق الأول والثاني كل الأطراف بمعاونة فالفيردي وميندي، بينما كان الإنجليزي شعلة نشاط في الوسط بين الدفاع والمساندة الهجومية.

في الجانب الهجومي، لم يكن مانشستر سيتي موجودًا على الإطلاق، فكان مرموش معزولًا عن الجميع وبدا واضحًا للجميع أن توظيفه كمهاجم صريح ليس منطقيًا على الإطلاق، حتى مع غياب هالاند للإصابة.

وكانت الحسنة الوحيدة للنجم المصري هي تنفيذه المميز للكرات الثابتة سواء الركنية أو الضربات الحرة التي تسببت إحداهن في هدف السيتي اليتيم.

أما بيرناردو سيلفا فهو "لغز" محير للغاية، لأنه كان بمثابة نقطة ضعف واضحة في الهجوم الإنجليزي ولم تكن له أي أدوار في صناعة الهجمات أو حتى المساهمة الدفاعية مع خوسانوف الذي ترك وحيدًا فريسة على الخط لفينيسيوس تارة ورودريجو تارة أخرى، وكذلك الحال لفودين الذي اكتفى بتصويبة واحدة على المرمى طوال اللقاء.

وأخيرًا سافينيو الذي يجب عليه أن يعود إلى شريط المباراة، ويرى جيدًا كيف يقدم فينيسيوس ورودريجو الإضافة الهجومية للفريق باستخدام الجينات البرازيلية، وليس أن يتحول فقط إلى ترس في آلة جوارديولا المعطلة.

ريال مدريد الليلة كان الأفضل في كل شيء، وكان قرار أنشيلوتي بعد الهدف الثالث لكيليان مبابي بإراحة نجوم الفريق للمعارك المقبلة، هو أفضل قرار للطرفين، حيث حافظ على سلامة نجومه من الإصابات وحافظ أيضًا على جزء من كرامة الضيوف.

ووفقًا لشبكة "سوفا سكور"، كان النجم الفرنسي كيليان مبابي بالطبع هو رجل المباراة بتقييم قليل ما يمنح، حيث حصل على (9.5) وأقرب لاعب له كان زميله رودريجو (8.2).

أما على مستوى الأرقام الجماعية، فكان ريال مدريد الأكثر تهديدًا لمرمى الضيوف بـ15 تصويبة مقابل 12 للضيوف، لكن الأهم أن تصويبات الريال منها 8 في إطار المرمى مقابل 4 فقط للسيتي.

وبالفعل أنقذ إيدرسون 5 فرص محققة للسيتي، بينما تكفل كورتوا بإبعاد ثلاث كرات فقط، فيما سيطر لاعبو الريال على الالتحامات الأرضية والهوائية ونجحوا في 50% من المراوغات، مقابل نسبة 38% فقط للاعبي السيتي.