
اعتزل كرة القدم لـ"ينقذ الكوكب" فأصبح أغنى من ريال مدريد وبرشلونة.. الوجه الآخر لماتيو فلاميني!
ثروة ما بعد الاعتزال
كان ماتيو فلاميني لسنوات عديدة لاعب خط وسط منضبطاً، وكثيف الجهد، ومن النوعية التي تؤدي "العمل القذر" دون طلب الكثير من التقدير.
مر عبر أندية مهمة مثل أولمبيك مارسيليا، آرسنال، ميلان، ودافع أيضاً عن ألوان كريستال بالاس وخيتافي، قبل أن يعلق حذاءه في عام 2019.
ومع ذلك، فإن لاعب كرة القدم، الذي قضى سبعة مواسم في آرسنال واختير كأفضل لاعب في النادي عام 2008، سيدخل التاريخ بسبب ما حققه بعيداً عن ملاعب كرة القدم.
اليوم، وهو في سن الـ 41، يجمع ماتيو فلاميني ثروة مذهلة. إنه مالك لشركة تقدر قيمتها بأكثر من 30 مليار يورو. وهو رقم يفوق ما يملكه برشلونة وريال مدريد والعديد من عمالقة كرة القدم الأوروبية الآخرين مجتمعين.
ما كسبه كلاعب كرة قدم هو مبلغ زهيد مقارنة بما حققه كرجل أعمال. والأغرب في الأمر أن المال، كان أقل ما يهمه عندما بدأ في بناء هذا المشروع عام 2010، أثناء لعبه في صفوف ميلان.
AFPشركة لحماية الكوكب
فلاميني، الذي لم يكن يحب دراسة الكيمياء إطلاقاً في مراهقته، كان مهووساً بالبيئة لفترة طويلة. كانت تدور في رأسه دائماً نية القدرة على المساعدة بطريقة ما في استدامة الكوكب. وفي ميلانو ظهر باسكوالي جراناتا، الشريك الذي كان يحتاجه لتطوير خطته.
أسسا معاً شركة GFBiochemicals (حرف G نسبة لـ جراناتا و F نسبة لـ فلاميني). وهي شركة مكرسة لإنتاج حمض الليفولينيك من الكتلة الحيوية، وهو مركب رئيسي لتصنيع النايلون، والمطاط الصناعي، والبلاستيك، وحتى المنتجات الصيدلانية، ولكن بطريقة مستدامة، وقابلة للتحلل البيولوجي، وبعيدة عن المواد الخام الأحفورية.
وبينما كان فلاميني يواصل لعب كرة القدم، كان جراناتا يحيط نفسه بالعلماء لبلورة الفكرة. ومع ذلك، قلة قليلة كانوا يعرفون الطريق الذي كان يسلكه لاعب كرة القدم السابق. لا في إيطاليا، ولا عندما عاد إلى آرسنال.
استمرت الشركة في النمو، وفي عام 2016 وجهت الضربة الحاسمة بالاستحواذ على شركة Segetis، إحدى الشركات الرائدة عالمياً في مشتقات حمض الليفولينيك. ومع ذلك، يصر الدولي الفرنسي السابق على أنه لم يدخل هذا العالم لكسب المال. لم يكن بحاجة إليه. كان خطابه دائماً هو نفسه: تحسين الكوكب.
أزمة البيئة
شرح فلاميني في مقابلة مع صحيفة "ديلي ميل" عام 2024: "في بلدان مثل الهند أو الصين، لم يعد بإمكانك الخروج للركض بسبب تلوث الهواء. هل نريد أن نصل إلى تلك المرحلة؟ كم هي كمية النفايات البلاستيكية الموجودة في كل شاطئ؟ كم من الماء يلزم لصنع شطيرة هامبرغر واحدة؟ ألفي لتر. إنه أمر مروع".
وعلى هذا الأمر لا يزال فلاميني يصب تركيزه، وهو الذي يتلقى الآن جوائز لالتزامه البيئي، وليس لموهبته الكروية. من يُطلق عليه لقب "أغنى لاعب كرة قدم في العالم" يحافظ على ملف شخصي متواضع، وكتوم، ومستدام.
AFPمسيرة "كفاح" في كرة القدم
أسدل لاعب الوسط الفرنسي ماتيو فلاميني الستار على مسيرته الكروية الحافلة في الأول من يوليو 2019 بقميص نادي خيتافي الإسباني.
بدأ فلاميني، المولود في مارسيليا، رحلته من أكاديمية مدينته قبل أن ينتقل إلى آرسنال الإنجليزي في صيف 2004 مقابل 480 ألف يورو.
ويُعد النادي اللندني المحطة الأبرز في حياته، حيث دافع عن ألوان "المدفعجية" في فترتين منفصلتين (2004-2008 و2013-2016)، خاض خلالهما 246 مباراة وسجل 13 هدفاً، وهو الرقم الأعلى له مع أي نادٍ.
وبين الفترتين، خاض تجربة إيطالية مع إيه سي ميلان لمدة 5 سنوات بصفقة انتقال حر، شارك فيها في 122 مباراة وسجل 8 أهداف.
قبل اعتزاله، مر فلاميني بمحطة قصيرة مع كريستال بالاس، ثم انتقل إلى خيتافي الذي لعب له على فترتين متقطعتين.
دولياً، لم يحظَ فلاميني بفرص كثيرة مع "الديوك"، حيث اكتفى بـ 3 مباريات دولية فقط مع المنتخب الفرنسي الأول منذ ظهوره الأول في نوفمبر 2007.
وتّوج في مسيرته بلقب الدوري الإيطالي (الكالتشيو) مع ميلان، و5 ألقاب مع آرسنال شملت 3 كؤوس للاتحاد الإنجليزي ولقبين في الدرع الخيرية.
إعلان