"جريمة كروية أعادت ريال مدريد للحياة وعلى برشلونة تعلم الدرس" .. بوروسيا دورتموند يسقط بـ"وجهين"

العالم أجمع يترقب كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وغريمه التاريخي برشلونة، مساء يوم السبت القادم، على ملعب "سانتياجو برنابيو" في العاصمة الإسبانية، ضمن منافسات الجولة 11 من مسابقة الدوري المحلي 2024-2025.

الفريق الأول لكرة القدم بنادي برشلونة يحتل صدارة الدوري الإسباني، برصيد 27 نقطة من 9 انتصارات مقابل هزيمة، وبفارق 3 نقاط عن ريال مدريد "الوصيف"، الذي حقق الفوز 7 مرات مع 3 تعادلات.

ومن المعروف أن نادي برشلونة، تحت قيادة مدربه الألماني هانز فليك، يعتمد على الدفاع المتقدم؛ وهو الأمر الذي قد يسبب مشاكل للفريق الأول، مع سرعات مهاجمي ريال مدريد، خاصة الثنائي الفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي فينيسيوس جونيور.

وهُنا.. يُمكن القول إن نادي بوروسيا دورتموند الألماني، قد أعطى برشلونة "وصفة الفوز" على ريال مدريد، في الشوط الأول من المباراة التي جمعت بين الفريقين، مساء الثلاثاء.

الفريق الألماني اعتمد في الشوط الأول على تضييق المساحات أمام مهاجمي ريال مدريد، والضغط القوي في منتصف الملعب؛ ثم توغلات وتحركات الجناحين الهولندي دونيل مالين والإنجليزي جيمي جيتنس، خلف الظهيرين وقلبي الدفاع.

من هذه التحركات.. سجل مالين الهدف الأول، قبل أن يمرر كرة الهدف الثاني إلى جيتنس، الذي أصبح أصغر إنجليزي يسجل في شباك ريال مدريد عبر التاريخ، بعمر 20 سنة و70 يومًا.

لذلك.. على برشلونة إذا أراد الفوز على ريال مدريد، في كلاسيكو السبت القادم؛ أن يعتمد على نفس الأسلوب الذي انتهجه دورتوند في الشوط الأول، بالضغط القوي في منتصف الملعب، وتضييق المساحات أمام مهاجمي فريق العاصمة، ثم الاعتماد على تحركات الثنائي الإسباني لامين يامال والبرازيلي رافينيا دياز من الجناحين، خلف المدافعين.

كما ذكرنا.. قدّم الفريق الأول لكرة القدم بنادي بوروسيا دورتموند الألماني، درسًا للعملاق الإسباني برشلونة والعالم أجمع، في كيفية الفوز على ريال مدريد، خلال الشوط الأول.

لكن.. التركي نوري شاهين، المدير الفني الشاب لنادي بوروسيا دورتموند، ارتكب ما يُمكن وصفه بـ"الجريمة الكروية" في حق فريقه، خلال الشوط الثاني من عمر المباراة.

شاهين وقبل مرور 10 دقائق من عمر الشوط الثاني، قام بتغيير غريب للغاية؛ وذلك بـ"سحب" الجناح الإنجليزي المتألق جيمي جيتنس، وإدخال المدافع الألماني والديمار أنتون.

هذا التغيير جعل بوروسيا دورتموند، يدافع من داخل منطقة الـ18، ويتخلى عن الضغط الذي كان يمارسه في منتصف الملعب، خلال مجريات الشوط الأول.

هُنا.. تحرر لاعبو وسط ريال مدريد والخط الخلفي؛ حيث تقدم الألماني أنطونيو روديجر، قلب دفاع ريال مدريد بكل أريحية، ونجح في تسجيل هدف تقليص الفارق في الدقيقة 60.

وأعقب هذا الهدف عاصفة مدريدية؛ أسفرت عن الهدف الثاني الذي سجله الساحر البرازيلي فينيسيوس جونيور في الدقيقة 62، قبل أن يظهر الإسباني لوكاس فاسكيز في الدقيقة 83؛ ليحرز "الثالث".

وبعد ذلك.. وجد الريال نفسه في طريق مفتوح نحو مرمى بوروسيا دورتموند؛ حيث عاد فينيسيوس للظهور مجددًا، بتسجيله الهدفين الرابع والخامس لريال مدريد، في الدقيقتين 86 والثالثة من الوقت بدل الضائع.

حتى أن الفريق الألماني لم يشكل أي خطورة تقريبًا، على مرمى البلجيكي تيبو كورتوا، حارس مرمى ريال مدريد، بعد تغييرات نوري شاهين؛ سوى في لعبة وحيدة تقريبًا.

العالم أجمع أصبح يعلم "مشكلة" الفريق الأول لكرة القدم بنادي ريال مدريد، في الموسم الرياضي الحالي 2024-2025؛ تحت قيادة المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي.

ريال مدريد أصبح يُعاني من ما يُمكن تسميته بـ"منطقة الفراغ" في وسط الملعب؛ حيث كان النجم الألماني الكبير توني كروس، هو حلقة الوصل بين الخطوط الثلاث، في صفوف الفريق الأول كرة القدم.

لكن.. باعتزال كروس بنهاية الموسم الرياضي الماضي 2023-2024، وعدم تعويضه بلاعب بنفس المواصفات؛ أصبحت هناك "فراغات" كبيرة في منتصف الملعب، تسمح للاعبي الفرق المنافسة، بتبادل التمريرات ثم إيصال الكرة بأريحية إلى المهاجمين.

وحاول أنشيلوتي أن يجعل النجم الإنجليزي جود بيلينجهام، يقوم بنفس أدوار زميله الألماني المعتزل؛ وذلك بتأخير مركزه نسبيًا، على عكس ما كان يفعل في الموسم الرياضي الماضي.

بيلينجهام كان يلعب في الموسم الماضي كـ"مهاجم متأخر"، وهو ما سمح له بتقديم مستويات رائعة، وتسجيل العديد من الأهداف؛ ولكن.. عندما تم تأخير مركزه نسبيًا في 2024-2025، تراجع أداءه بشكل واضح، وفشل في تقديم نفس أدوار كروس، بل أحيانًا وبشكل لا إرادي، يجد نفسه يتقدم كثيرًا، ليترك مساحات كبيرة في منتصف الملعب.

حتى أن النجم الأوروجوياني فيدريكو فالفيردي، فشل في أداء نفس أدوار توني كروس، في الموسم الرياضي الحالي؛ حيث أن مواصفات الثنائي، مختلفة كثيرًا؛ وهو ما تجلى في الشوط الأول تحديدًا، أمام بوروسيا دورتموند الألماني.

دائمًا ما ترتبط كلمة "الحظ" مع نادي ريال مدريد الإسباني؛ خاصة في السنوات الأخيرة، التي حقق فيها الفريق الأول لكرة القدم، ما يقرب من 5 ألقاب في دوري أبطال أوروبا.

وبالفعل.. هُناك العديد من السيناريوهات التي عاشها الفريق المدريدي، خلال السنوات الماضية، والتي سانده فيها الحظ بشكل كبير؛ نحو اعتلاء منصات التتويج.

لكن.. يبدو أن هذا الحظ قد أدار ظهره أخيرًا إلى نادي ريال مدريد - بعيدًا عن النتيجة بالطبع -؛ وذلك في مواجهته أمام بوروسيا دورتموند الألماني، مساء الثلاثاء، ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا.

سوء حظ العملاق الإسباني تجلى في الدقيقة 37 من عمر الشوط الأول؛ عندما اصطدمت الكرة في القائم "مرتين" متتاليتين، مع سقوطها على خط المرمى تمامًا.

في البداية.. سدد البرازيلي رودريجو في القائم؛ قبل أن تعود الكرة إلى الإنجليزي جود بيلينجهام، الذي سددها أيضًا وهو وجهًا لوجه أمام المرمى؛ إلا أنها اصطدمت في القائم من جديد.

لذلك.. فإن هذه اللقطة أكبر دليل على أن الحظ أحيانًا يساندك وأحيانًا يعاندك في كرة القدم؛ لكن.. من المهم أن تمتلك الشخصية التي تجعلك تفوز في المباريات، وتستغل الظروف التي تتاح لك، مثلما يفعل ريال مدريد.

وبالفعل وعلى الرغم من سوء الحظ في هذه اللعبة؛ إلا أن ريال مدريد واصل القتال داخل أرضية الملعب، مع بعض الأخطاء التكتيكية من مدرب بوروسيا دورتموند بالطبع؛ ليحقق الريمونتادا ويخرج بـ3 نقاط غالية.