Bologna v Napoli - Serie AGetty Images Sport

وكأن حزن الفراق لا يكفي.. روميلو لوكاكو يفجّر مفاجأة مدوية: “ابتزّونا مقابل تسليم جثمان والدي!”

أثار النجم البلجيكي روميلو لوكاكو موجة من الحزن والغضب بعد كشفه عن تفاصيل صادمة تتعلق بوفاة والده، مؤكدًا أن جهات في جمهورية الكونغو الديمقراطية رفضت تسليم جثمان والده الراحل روجيه لوكاكو لدفنه في بلجيكا، إلا بعد دفع مبالغ مالية، واصفًا ما حدث بأنه عملية "ابتزاز مؤلمة" له ولشقيقه جوردان لوكاكو لاعب نادي لاتسيو الإيطالي.

وقال لوكاكو، مهاجم نادي نابولي الإيطالي، في بيان مؤثر نشره عبر حسابه الرسمي على “إنستجرام”: “كما يعلم الجميع، كنا نخطط لإقامة جنازة والدنا يوم الجمعة المقبل في بلجيكا، لكن بسبب قرارات معينة تم اتخاذها في كينشاسا، عاصمة الكونغو الديمقراطية، ستُقام الجنازة هناك".

وأضاف النجم البالغ من العمر 32 عامًا: “والدنا توفي في 28 سبتمبر، وحاولنا أنا وشقيقي بكل الطرق إعادة جثمانه إلى أوروبا، لكننا شعرنا أننا نتعرض للابتزاز من قبل بعض الأشخاص".

  • صدمة ومعاناة

    وأكد لوكاكو أن هذا الوضع تسبب في ألم نفسي شديد له ولشقيقه، مشيرًا إلى أنهما حُرما من وداع والدهما كما كانا يتمنيان. وقال: “لو كان والدنا بيننا اليوم، لما قبل بما يحدث. يؤلمنا أن نعجز عن دفنه كما يجب، لكن هناك أشخاص لم يريدوا ذلك. الآن فقط نفهم لماذا كان والدنا يُبعدنا عن الكثير من الناس".. وختم اللاعب منشوره قائلاً: “ارقد بسلام يا أبي. فليبارك الرب روحك”.

    ولم يذكر لوكاكو أسماء الأشخاص أو الجهات التي يُحمّلها مسؤولية احتجاز جثمان والده، مكتفيًا بالإشارة إلى أن القرارات اتُخذت في كينشاسا، حيث يبدو أن الخلافات كانت متعلقة بإجراءات نقل الجثمان من الكونغو إلى بلجيكا.

  • إعلان
  • رحيل مؤلم

    وكان روجيه لوكاكو، البالغ من العمر 58 عامًا، قد تُوفي في نهاية سبتمبر الماضي. وهو لاعب سابق في صفوف منتخب زائير (الاسم القديم لجمهورية الكونغو الديمقراطية)، أنهى مسيرته الكروية في بلجيكا بعد مشوار طويل تنقّل خلاله بين عدة أندية في إفريقيا وأوروبا.

    بدأ روجيه مسيرته في نادي فيتا كلوب في الكونغو، ثم انتقل إلى أفريكا سبورتس في ساحل العاج، قبل أن يشق طريقه إلى أوروبا عام 1990 للعب في الدوري البلجيكي مع نادي بوم، أحد أندية الدرجة الثانية حينها. وواصل مشواره في بلجيكا متنقلًا بين أندية سيراينج، جيرمينال إيكرين، ميشلين، وأوستنده، كما خاض تجربة قصيرة في تركيا مع نادي جينشلربيرليجي.

    ورغم أنه لم يصل إلى النجومية التي حققها ولداه لاحقًا، إلا أن روجيه كان يُعتبر من أوائل اللاعبين الأفارقة الذين فتحوا الطريق أمام مواهب القارة السمراء للعب في أوروبا، وكان له دور كبير في تشكيل شخصية ابنه روميلو، الذي دائمًا ما تحدث عنه باعتزاز وفخر.

  • حزن عميق

    عقب إعلان وفاة روجيه لوكاكو، شهدت الملاعب البلجيكية حالة من الحزن والتضامن مع عائلة اللاعب. حيث خصّص نادي أندرلخت، الذي لعب فيه روميلو لوكاكو في بداياته، لحظة صمت وصورة كبيرة لوالده على الشاشة العملاقة خلال مباراة الفريق ضد ستاندر لييج.

    ونشر النادي عبر حساباته الرسمية رسالة نعي جاء فيها: “نقدّم خالص تعازينا لعائلة لوكاكو. روجيه ترك إرثًا خالدًا في كرة القدم البلجيكية من خلال ابنيه اللذين يواصلان مسيرة العائلة الكروية".

  • رسالة مؤثرة

    وفي منشور سابق عقب الوفاة مباشرة، شارك روميلو صورة تجمعه بوالده عندما كان طفلًا، وكتب كلمات مؤثرة قال فيها: “شكرًا لأنك علمتني كل ما أعرفه. سأظل ممتنًا لك إلى الأبد. الحياة لن تكون كما كانت من قبل. كنت تحميني وتوجّهني بطريقة لا يستطيع أحد غيرك أن يفعلها. الألم كبير، والدموع لا تتوقف، لكن الله سيمنحني القوة لأعود من جديد"، خاتما رسالته بتوجيه الشكر لوالده باللغة الفرنسية على كل شيء، قائلًا: "شكرًا على كل شيء يا روجيه ميناما لوكاكو، الملك العجوز، أبي العزيز".

    لقد ترك روجيه لوكاكو خلفه إرثًا يمتزج بين الرياضة والعائلة، حيث ربّى ابنين أصبحا من أبرز لاعبي الكرة في أوروبا: روميلو، نجم نابولي الحالي وهداف منتخب بلجيكا التاريخي، وجوردان، الظهير الأيسر في نادي لاتسيو الإيطالي.

    قصة “ابتزاز الجثمان” التي كشف عنها روميلو، أضافت فصلًا مأساويًا جديدًا إلى حياة عائلة لوكاكو، التي عُرفت على مدار عقود بالكفاح والانضباط والسعي نحو المجد رغم الصعوبات.

    وفي ختام بيانه، كتب روميلو بكلمات تلخص عمق الألم الإنساني الذي يعيشه: “كنا نريد فقط أن نودّع والدنا كما يستحق، لكن بعض الناس لم يسمحوا لنا بذلك. سنحمل هذا الجرح في قلوبنا، لكننا سنظل فخورين بالرجل الذي ربّانا على القوة والاحترام”.

    بهذه الكلمات المؤثرة، يُغلق لوكاكو مؤقتًا فصلًا موجعًا من حياته، في انتظار أن يتمكن يومًا ما من تحقيق وصية والده الأخيرة ودفنه في موطنه الثاني – بلجيكا – كما كان يحلم.

0