روميلو لوكاكو يعود للحياة.. هل يستغل بوتشيتينو الفرصة أم سيتمسك به إنتر؟

لم يتمكن أي لاعب في تسجيل أكثر من سبعة أهداف في الدوري الإيطالي منذ بداية أبريل، بينما شهدت الأشهر القليلة الماضية أيضًا، تقديم لوكاكو مساهمات حاسمة من أجل الفوز في أوروبا وكأس إيطاليا.

بدأ النيراتزوري بمواجهة إمبولي خارج ملعبه في 23 أبريل، وكانت نقطة تحول لكل من لوكاكو وإنتر، فوصل فريق المدرب سيموني إنزاجي إلى ملعب كارلو كاستيلاني، بدون فوز في مبارياته الخمس السابقة بالدوري، في حين لم يسجل لوكاكو سوى ثلاثة أهداف فقط طوال الموسم.

لكن البلجيكي سجل ثنائية ليضع بصمته على فوز 3-0، كما وصفت "Gazzetta dello Sport"، أداء لوكاكو المليء بالإثارة بدا وكأنه "إثارة عملاق نائم".

وكتب سيباستيانو فيرنازا:" إذا عاد لوكاكو إلى طبيعته، فحينها يكون كل شيء ممكن".

يبدو أن الأمر سيتكرر في مباراة الذهاب، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا مع ميلان، فليس من المؤكد أن يبدأ لوكاكو في سان سيرو، حيث أعاد المهاجمان لوتارو، وإدين جيكو، اكتشاف التهديف في الأسابيع الأخيرة، لكنه تحسن بعد أدائه المثير للإعجاب في ملعب الأولمبي يوم السبت، حيث سجل الهدف الثاني القاتل، في الفوز 2-0 على غريمه روما، في المراكز الأربعة الأولى.

لم يكن هذا الأداء الأفضل في مسيرة لوكاكو، لكن الثقة التي سدد بها الكرة لأول مرة، من خارج المنطقة كانت مهمة جدًا، رغم تأخره في الشهور الأربعة الماضية، لم تكن هذه نهاية لمهاجم يعاني من نقص الثقة بالنفس.

كان لوكاكو يبدو وكأنه يفكر بشكل واضح وسريع مرة أخرى، وبقدر ما يتعلق الأمر بإنتر، فإن عودته تكمن في استعادة لياقته الكاملة.

خلال فترة ما بعد كأس العالم، ظل ماروتا، وإنزاجي وحتى نائب الرئيس خافيير زانيتي يقولون نفس الشيء: كان لوكاكو يخرج من أسوأ إصابة في مسيرته، وبسبب حجمه، سيحتاج إلى الكثير من الوقت ليعود إلى أفضل حالاته.

لفترة طويلة، قد تشعر أن الجميع يختلقون أعذارًا، للاعب رفيع المستوى الذي عاد إلى النادي في صفقة إعارة باهظة الثمن، لكن يبدو لوكاكو هذا الموسم رغم بطئه في التقدم، إلا أنه يعود لشكله القديم.

لا يقتصر الأمر على تسجيله الأهداف وصناعتها فقط، فقد سجل ثلاثة أهداف، وصنع مثلهم، في آخر ثلاث مباريات في الدوري الإيطالي، لكنه يعود سريعًا الآن، ونسب ذلك الأمر لدور طاقم اللياقة البدنية بالنادي وعمله الرائع معه.

وكما أشار تييري هنري، مساعد مدرب بلجيكا السابق، بعد أن سجل المهاجم الهدف الوحيد، في مباراة دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا أمام بورتو:" يبدو أنه أكثر لياقة، ويبدو أنحف، إنه يريد ذلك".

يبدو أن هناك إصرارًا واضحًا من لوكاكو على إنهاء الموسم بأفضل شكلاً، فلعبه بنادٍ كبير الموسم المقبل، يعتمد على ذلك.

نعم أن لوكاكو يفضل البقاء بإنتر، فاللاعب يعض المدينة والنادي، حتى أن ابنه يلعب بالأكاديمية، فيريد إثبات أنه لا غنى عنه في النيراتزوري، من الآن وحتى نهاية الموسم، من أجل تمديد إقامته به، وقد يرغب النادي في بقائه، حيث يتمتع اللاعب بشعبية كبيرة.

وكما قال ماروتا لشبكة سكاي سبورت إيطاليا الشهر الماضي:" روميلو مغرم بإنتر والمدينة، من المهم أيضًا أن نلاحظ أنه محترف رائع، ولديه شعور كبير بالانتماء، وهذه هي العناصر الأساسية للاعب، بجانب الفنية، والرياضية، لأي عملية انتقال محتملة ".

الوضع المالي لإنتر معروف، والتخلص من الأربعة الأعلى أجرًا، أمرًا ضروريًا، من أجل الحصول على أموال، للاستثمار في سوق الانتقالات هذا الصيف.

وأوضح ماروتا:" التخطيط الاقتصادي القائم على الاستمرارية، لا يقتصر فقط على زيادة الإيرادات، من خلال التقدم في دوري أبطال أوروبا، وكأس إيطاليا، ففي أحسن الأحوال قللوا الخسائر التي سنعاني منها بنهاية الموسم ".

حتى لو قام الإنتر بضمان المشاركة في دوري أبطال أوروبا للموسم المقبل، رغم أنه حاليًا في المركز الرابع في الدوري الإيطالي، بفارق نقطتين عن ميلان صاحب المركز الخامس، يظل صعبًا أن يوافقوا على دفع 20 مليون يورو آخرين، لبقاء لوكاكو موسم آخر على سبيل الإعارة.

ويبحث إنتر حاليًا على بديل أقل سعرًا، مما يعني أن الطريقة الوحيدة التي سيعود بها لوكاكو إلى ميلان، هي إذا وافق تشيلسي على خفض شروط الاتفاقية الحالية.

وفقًا لصحيفة "لا جازيتا" الإيطالية، مدرب تشيلسي القادم ماوريسيو بوتشيتينو، منفتح على فكرة منح لوكاكو فرصة أخرى، لإثبات نفسه في ستامفورد بريدج.

وليس مؤكدًا عودة لوكاكو لغرب لندن، خاصة بعد إزعاج جماهير تشيلسي، لكن المدرب الأرجنتيني معجب باللاعب البلجيكي، حيث وصفه من قبل بأنه أحد أفضل 10 مهاجمين في أوروبا.

لكن النادي الإنجليزي يحتاج للاعب رقم 9، وبعد الأموال الكثيرة التي أنفقها، خاصة مع بعض الصفقات التي لم تقدم شيئًا، فقد يعطي فرصة للبلجيكي.

وبالتأكيد سيكون بوتشيتينو مراقبًا مهتمًا بشكل كبير، عندما يواجه إنتر ميلانو مساء الأربعاء، فهل سيكون استيقاظ العملاق النائم في الوقت المناسب لتشيلسي، وليس لإنتر؟