روبن دياز وإبداع جوندوان ودور محرز .. أسباب تحول موسم مانشستر سيتي للأفضل؟

في تصريح سابق لبيب جوارديولا عبّر عن امتنانه الشديد لإدارة مانشستر سيتي التي بدلًا من أن تهدده بالإقالة بسبب تراجع الفريق طلبت منه تجديد عقده والبقاء إلى الوقت الذي يرغب فيه.

المدرب الكتالوني استفاد من الأمر كثيرًا، على المستوى النفسي كانت الفائدة كبيرة لأنّه اطمئن بثقة الملاك فيه وفي قدراته وهذا بالطبع انعكس على قدرته على التغيير.

بيب وجد في مانشستر سيتي ما لم يجده في برشلونة وبايرن ميونخ، حيث كان مهددًا طوال الوقت بالرحيل سواء مع ساندرو روسيل أو أولي هونيس، لكن في إنجلترا له مطلق الحرية إدارة الفريق والمشروع بالكيفية التي يرغب فيها!

أحد أهم الصفقات التي عقدها مانشستر سيتي في السنوات الماضية هي التعاقد مع البرتغالي روبن دياز.

قدوم روبن وتكوينه ثنائية مع جون ستونز دفعت الفريق بقوة نحو الأمام وحسنت من وضعه الدفاعي الهش وأصبح قادرًا على الخروج دون استقبال أهداف في عديد المباريات.

وكما حدث مع ليفربول بضم فيرجيل فان دايك في 2018، ظهر تأثير دياز واضحًا مع السيتزنس وساهم بشكل واضح في حل أزمة كبيرة لاحقت جوارديولا في السنوات الماضية بوضوح.

طالما تحدث جوارديولا عن أنّ أهم شيء حدث في فريقه هي العودة للأساسيات، أو ما يمكن اعتباره "أفكار بيب الأصلية" وتلك التي ظهرت مع برشلونة في 2008-2009.

جوارديولا بدأ في الاستفادة أكثر من الأطراف وتحرير الظهيرين وبالأخص كانسيلو على الرواق الأيمن مع الاعتماد على المهاجم الوهمي.

عودة الفريق للأساسيات جعل الأمور أبسط نوعًا ما للاعبين والأفكار أكثر وضوحًا ممكن ساهم بصورة مباشرة في الوصول إلى تقديم أفضل أداء ممكن على أرض الملعب.

بعد إصابة كيفين دي بروينه كان الأمر معقدًا بالنسبة للسيتي، لكن بيب استغل جوندوان للقيام بدور جديد ساعده وجعل الألماني يحقق أفضل سجل تهديفي له على الإطلاق.

ألكاي صار الرجل الثالث، اللاعب الذي يكسر الخطوط بتحركاته المتواصلة وطلب الكرة، وكما تقول القاعدة الذهبية "لا يمكن أبدًا الدفاع ضد الرجل الثالث".

تطور جوندوان بالكرة ودونها وتحركاته المذهلة وراء الخطوط لعبت دورًا كبيرًا في حسم العديد من المباريات وتعقيد مهمة الدفاع أمام كتيبة السيتي حتى بغياب المهاجم الصريح.

أحد أفضل ما قام به جوارديولا الموسم الحالي تجاهل العناصر التي طالما خذلت الفريق في أوقات الحسم وعلى رأسهم رحيم ستيرلينج الذي وجد نفسه حبيس دكة البدلاء مقابل مشاركة أفضل لرياض محرز.

حصول محرز على الثقة وزيادة دقائق اللعب دفعته دفعًا لتقديم مستويات أفضل واللعب بأريحية مطلقة ومحاولة التشبث بالفرصة، والنتيجة تسجيله العديد من الأهداف أبرزها ثنائية ضد باريس سان جيرمان في إياب نصف نهائي الأبطال، وهدف الفوز في الذهاب.

اعتنى جوارديولا بشكل واضح بالصاعد فيل فودين، فبعد سنوات من تجربته في مباريات سهلة ومشاركته دقائق أقل أصبح جزءًا رئيسيًا من خطته.

تعامل بيب مع فودين أمر يُدرّس، فهو لم يحرق الموهبة الشابة بإشراكه بشكل مباشر ومتواصل مع الكبار، وأيضًا لم يقلص دقائق لعبه، لكنّه صبر عليه وأعطاه مساحة مثالية للتطور والتحسن.

فودين أصبح أبرز أسلحة بيب وربما أيضًا أهم موهبة منتظرة في بطولة أمم أوروبا المقبلة وقد يقود إنجلترا لتحقيق ما عجزت عنه السنوات الماضية والفوز بالبطولة!