رايو فاييكانو وبرشلونة | حتى مراكز أوروبا في خطر .. وشخصية البطل لا تصلح في الدوريات!

البعض يستغل فترة التوقف الدولي ليعيد حساباته وينظم أفكاره ويجد وقتًا من أجل ترتيب الأوراق وتحسين طرق اللعب، لكن ماذا فعل تشافي في هذا الوقت؟

المدير الفني الحالي لبرشلونة وبالرغم من أنه عانى من إصابات عديدة في فترة التوقف الدولي إلا أنه لم يجد حلولًا بعد لسرعة فقدان الكرات وعدم استعادتها بالشكل المعتاد.

النادي الكتالوني استحوذ على الكرة أمام رايو لكن دون أي خطورة حقيقية على مرمى الفريق صاحب الأرض، فلم يصنع في الشوط الأول سوى فرصة واحدة فقط.

برشلونة يعاني من الكثير من المشاكل التنظيمية داخل الملعب وكان يجب على تشافي أن يجد حلولًا لها في فترة توقف خلت من المباريات المحلية، وكان يجب ألا يشغل عقله أي شيء سوى جدول المباريات المقبلة.

تشافي لم يتوقف عند سوء التحضير، لكنه تأخر للغاية في التبديلات، بالأخص ذلك الخاص برافينيا الذي منح هجوم برشلونة حيوية كبير بعد خروج لامين يامال، صحيح هو لاعب عائد من سفر بعيد، لكن ربع ساعة إضافية في الملعب لن تضره كثيرًا.

تسديدتين في الشوط الأول خرجا من أقدام المغربي الإسباني لا يجب أن يتم احتسابهما كتسديدات من الأساس بسبب مدى ضعفهما.

ربما يامال يفتقد للكثير من الخبرات، والإمكانيات الفنية، لكن عليه أن يتمتع بعقلية أفضل عندما يأتي الأمر لمباريات صعبة خارج ملعب برشلونة.

في كلتا التسديدتين كان يجب على يامال أن يمرر الكرة، وفي بعض الكرات عليه أن يعرف متي يتوقف عن المراوغة ويسدد، هناك الكثير حقًا ينقص ذلك الشاب، كأنه لا يعرف أنه هناك زر مختص بالتمرير مثل ذلك الذي في البلايستيشن.

ربما كان روبرت ليفاندوفسكي محقًا في غضبه من اللاعب الشاب قبل فترة التوقف الدولي، فكثرة المراوغات لن تصنع منك ليونيل ميسي، لكن الأكيد أن قلة الأهداف وسوء التصرف في كرات خطيرة سيجعل منك موهبة مفقودة جديدة في قائمة المواهب التي خسرت كل شيء مبكرًا.

الكثير من الانتقادات نالها مارك أندريه تير شتيجن طوال هذا الموسم، بالرغم من قيمته الكبيرة والفارق الواضح الذي كان يظهره في العديد من المباريات.

اليوم بعد أن شاهدتهم إينياكي بينيا كيف ترون مستوى تير شتيجن هذا الموسم، ومن هو الحارس المتاح في العالم الآن ويستطيع أن يكون على قدر الحدث تحت مرمى برشلونة من وجهة نظركم؟

بينيا بالطبع لا يتحمل المسؤولية وحده، لكن هناك شراكة مع الدفاع الذي كان يبعد الكرات بأسوأ شكل ممكن طوال المباراة، وغالبًا ما كانت الكرة تجد نفسها في طريق أحد نجوم رايو فاييكانو.

هنا تأتي مسؤولية بينيا الذي كان يتعامل بأسوأ شكل ممكن مع التسديدات التي تنتج عن تلك الإبعادات السيئة، كأنه غير جاهز نفسيًا لتلقي تسديدة في ذلك الوقت.

ذلك الأمر حدث قبل الهدف الأول الذي تلقاه برشلونة، بالتحديد عندما تلقى إسحق بالازون كرة شاردة من دفاع برشلونة وسددها بقوة متوسطة في منتصف المرمى ليجد بينيا يفشل في الإمساك بها من أول مرة، ويتسبب في فرصة جديدة لفاييكانو.

لاحقًا وفي كرة الهدف، بينيا سقط على الأرض وفشل في الوقوف بالسرعة الكافية حتى يتصدى للتسديدة التالية، وكانت حركته ورد فعله سيئان للغاية.

رايو فاييكانو لعبوا مباراة رائعة أمام برشلونة، مرة أخرى أيضًا أمام نفس الفريق الذي فازوا عليه بهدفين لهدف قبل عدة أشهر والذي لم يحقق أي فوز عليهم في الدوري الإسباني منذ عام 2019.

رايو ليس فريقًا مستحيل التفوق عليه، فلقد فاز فريق جيرونا عليه قبل أيام قليلة بهدفين لهدف في مباراة سدد فيها الضيف على نفس الملعب 19 كرة!

لكن رايو يعرف كيف يلعب أمام برشلونة، ولا يترك للنادي الكتالوني فرصة من أجل فرض سيطرته وطريقة لعبه على المباراة، وإن كان النادي الكتالوني قد تفوق في العديد من المرات في الشوط الثاني، ولولا سوء التوفيق لكان قد فاز.

جميل أن يكون لديك قدرة على العودة، وأن تمتلك شخصية قوية ولا تستسلم حتى اللحظات الأخيرة من المباراة، لكن هذا في مباريات خروج المغلوب.

لن يكون ذلك له فائدة كبيرة في بطولات الدوري، فلن تفوز في كل مباراة تتراجع فيها من ضمن 38 مباراة هي عمر البطولة.

النادي الكتالوني تلقى 64% من الأهداف التي اهتزت بها شباكه جاءت في الشوط الأول من عمر اللقاء.

في المقابل فقد نال الفريق 15 نقطة في الدوري الإسباني في آخر 15 دقيقة، أكثر من أي فريق آخر في الدوريات الخمس الكبرى.

تلك إحصائية جيدة، لكنها ليست جيدة في الوقت نفسه،ف الفريق في حاجة لأن يبدأ المباريات بشكل أكثر قوة حتى لا يضع نفسه في ذلك الموقف.

من جديد فشل تشافي في حصد بعض النقاط في الدوري الإسباني، والخصوم ريال مدريد وجيرونا لن يرحماه، ومن خلفه أتلتيكو مدريد أيضًا يتربص له لو حقق الفوز بثلاثية نظيفة سيترك برشلونة في المركز الرابع.

الأمر الآن تجاوز مجرد المخاطرة بلقب الدوري الذي يحمله برشلونة بالفعل، بل قد يصل إلى أزمة تتعلق بالوصول إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.

والاعتماد على قوة الشخصية وتسجيل الأهداف في الدقائق الأخيرة هو أمر غير عملي أبدًا على المدى البعيد.