ديفيد دي خيا يقترب من الاعتزال!.. نهاية مؤسفة لحارس مرمى كاد أن يكون الأغلى في التاريخ

على الرغم من عدم لعب دي خيا، أي مباراة منذ الهزيمة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام مانشستر سيتي، إلا أسهمه لا تزال مرتفعة فقد حصل على جائزة القفاز الذهبي لحفاظه على شباكه نظيفة في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، وتصدى لعدد كبير من الكرات الحاسمة وقاد يونايتد لاحتلال المركز الثالث والوصول إلى نهائي الكأس مرتين.

وقرار رحيله عن مانشستر يونايتد أثار جدلًا كبيرًا حيث تساءل الكثيرون عما إذا كان من الأفضل للنادي الاحتفاظ به بدلاً من التعاقد مع أندريه أونانا مقابل 47 مليون جنيه إسترليني والذي يقدم مستويات كارثية وكان أحد العوامل الرئيسية في توديع الفريق المحبط لدوري الأبطال مبكرًا.

وارتكب دي خيا، بعض الأخطاء في الموسم الماضي، أبرزها في الهزيمة الكابوسية بالدوري الأوروبي أمام إشبيلية، لكنه كان لسنوات عديدة أهم لاعب في يونايتد، وفاز بجائزة أفضل لاعب في النادي بموسم 2021-22 وكان الحارس الأساسي في إسبانيا لأكثر من أربع سنوات وحاول ريال مدريد التعاقد معه في عام 2015 لكن فشلت الصفقة.

وتلقى دي خيا، العديد من العروض خلال الصيف من بعض الفرق الكبرى في أوروبا بما في ذلك إنتر وأيضًا كان هناك اهتمام بضمه من الفرق المتوسطة وفقًا لما ذكرته صحيفة "ذا أثلتيك" لكنه كان مترددًا في اللعب لفريق أقل.

كان الراتب الضخم لدي خيا، إحدى العقبات الرئيسية في استمراره بلا نادً حتى الآن، فنجم مانشستر يونايتد كان اللاعب الأعلى أجرًا في صيف عام 2019 بعقد قيمته 375 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، وتفوق عليه فقط كريستيانو رونالدو، عندما عاد إلى اليونايتد في عام 2021 لكن دي خيا استعاد مكانته بعد رحيل البرتغالي.

ويتقاضى أليسون بيكر، حارس مرمى ليفربول الأساسي 200 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، بينما يتقاضى إيدرسون، حارس مانشستر سيتي 180 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا.

ويُعتقد أن دي خيا، حصل على ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما حصل عليه كورتوا حارس ريال مدريد، وما يقرب من ضعف مارك أندريه تير شتيجن حارس مرمى برشلونة وأكثر قليلاً من قائد بايرن ميونخ مانويل نوير.

وكان دي خيا، على استعداد للاستماع إلى العروض المقدمة له في الصيف الماضي، لكن لم يقترب أي منها من راتبه في أولد ترافورد، والذي كان يصل إلى 20 مليون جنيه إسترليني سنويًا.

وجنى دي خيا، ما يكفي من أموال خلال السنوات الأربع الأخيرة التي قضاها مع مانشستر يونايتد وزوجته المغنية إيدورن، هي أيضًا من المشاهير ذوي الدخل المرتفع وبالتالي لا يوجد أي دافع مالي لدي خيا لمواصلة اللعب.

يبدو أن دي خيا، كان يستمتع بوقته بعيدًا عن كرة القدم بالعيش في إسبانيا، بعد أن انتقل إلى إنجلترا في سن العشرين للتوقيع مع يونايتد من أتلتيكو مدريد.

وأصبح يقضى وقتًا أطول مع عائلته حيث اختارت شريكته إيدورن، التي كان معها لمدة ثماني سنوات وتزوجها الصيف الماضي، العيش في مدريد بدلاً من مانشستر بسبب التزاماتها المهنية وأنجبت ابنتهما عام 2021.

ونشر دي خيا، مقاطع فيديو على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "Instagram" وهو يتدرب على حراسة المرمى ويُقال إنه يقوم بأربع جلسات أسبوعيًا حتى يكون في حالة بدنية جيدة إذا وصل له عرضًا مناسبًا.

وتم التقاط صورًا له وهو يلعب رياضة الباديل، ويدير فريق الرياضات الإلكترونية الخاص به Rebels Gaming، وأمضى دي خيا، بعض الوقت في مانشستر في أكتوبر الماضي، وتناول العشاء مع برونو فرنانديش، وريجيلون، بالإضافة إلى حضوره مباراة فريق يونايتد للسيدات مع باريس سان جيرمان، وأدت زيارته إلى انتشار تكهنات بإمكانية عودته إلى يونايتد، لكن أحد الأسباب الرئيسية لعودته إلى إنجلترا هو الالتزامات الضريبية.

رغم أنه لا تزال هناك فرصة لعودة دي خيا، للعب كما فعل زميله السابق في منتخب إسبانيا إيسكو مع ريال بيتيس، ولكنه يبدو أنه يقترب من الاعتزال.

لم يصدر دي خيا، أي تصريحات حول مستقبله ولم يقم بإجراء أي مقابلات مع وسائل الإعلام منذ رحيله عن يونايتد وليس لديه وكيل أعمال، بعد قطع علاقته مع وكيله في عام 2019، مما يحد من فرصه في العثور على نادٍ جديد.

ووفقًا لصحيفة "ذا أثلتيك" فكر دي خيا، جديًا في اعتزال كرة القدم الصيف الماضي، وإذا لم يجد ناديًا مناسبًا في يناير الجاري، فمن غير المرجح أن يتمكن من العودة بعد أكثر من عام بعيدًا عن الملاعب.

ورغم أن حراس المرمى العظماء الآخرين في يونايتد بيتر شمايكل وفان دير سار، لم يعتزلوا حتى عمر 39 و 40 عامًا على التوالي، يبدو أن دي خيا سينهي مسيرته بسن 33 عامًا فقط.

حقيقة أن لاعبًا موهوبًا وذو خبرة مثل دي خيا، بدون نادٍ حتى الآن أمرًا يثير الجدل بعد سيطرة كرة القدم على حياته لمدة 15 سنة.

وظهر دي خيا، لأول مرة مع أتلتيكو مدريد في سن 18 عامًا وأصبح سريعًا الحارس الأساسي في الفريق وبعد أقل من عامين، انتقل إلى مانشستر يونايتد كخليفة لفان دير سار، الذي فاز بالعديد من ألقاب الدوري مع الشياطين الحمر ولعب في ثلاث نهائيات لدوري أبطال أوروبا.

وكانت فترة تكيفه مع اليونايتد صعبة فقد كان كل خطأ له يتم ملاحظته والتركيز عليه واعتقد العديد من النقاد أنه لا يتمتع باللياقة البدنية أو العقلية اللازمة للنجاح في إنجلترا.

وأثبت دي خيا، في النهاية خطأ المشككين وكان منقذ يونايتد في الكثير من السنوات بعد اعتزال أليكس فيرجسون، الذي كان بمثابة الأب بالنسبة له.

وبعد أن استقر أخيرًا مع يونايتد، بدأ يشعر بمزيد من الضغط باعتباره الحارس الأساسي في إسبانيا، خلفًا لإيكر كاسياس، وتم إلقاء اللوم عليه عندما خرجت إسبانيا من بطولة أمم أوروبا 2016 على يد إيطاليا وتعرض المنتخب لهزيمة محرجة أمام روسيا في دور الـ16 بكأس العالم 2018.

وتعرض دي خيا، لهجوم شديد من وسائل الإعلام الإسبانية، لدرجة أن المدرب لويس إنريكي وبخ الصحفيين بسبب انتقاداتهم له في عام 2020، قائلاً: "إلقاء اللوم على دي خيا تحول إلى رذيلة".

لم يلعب دي خيا، مع إسبانيا منذ أكتوبر 2020 وتم استدعاؤه آخر مرة إلى المنتخب في نوفمبر 2021، وكان موسمه الأخير مع اليونايتد صعبًا حيث كان يكافح للعب بطريقة البناء من الخلف و وظهر فاقدًا للثقة.

وتعرض دي خيا، لانتقادات كثيرة في الموسم الماضي، وارتكب أخطاء كارثية ومكلفة ضد برينتفورد وإشبيلية ووست هام وفي نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد مانشستر سيتي.

وكان من الطبيعي أن يشعر بالصدمة بسبب الطريقة التي تعامل بها يونايتد معه في يونيو الماضي بعد 12 عامًا من الخدمة.

إن قرار دي خيا، بأخذ قسط من الراحة والتمتع ببعض السلام والهدوء دليل بأن كرة القدم ليست الشيء الوحيد المهم في الحياة.

ورغم أن دي خيا، لم يفز بالعديد من الألقاب التي كان يرغب فيها حيث فاز فقط بلقب واحد للدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة المحترفين والدوري الأوروبي مرتين، وأمضى 12 عامًا مرهقًا يلعب أسبوعًا بعد أسبوع مع أكبر نادٍ في العالم.

ولعب 545 مباراة مع يونايتد، أكثر من أي حارس مرمى آخر في تاريخ النادي، وحافظ على شباكه نظيفة 190 مرة، وهو رقم قياسي آخر.