عاش البرازيلي فينيسيوس جونيور ليلة متناقضة بامتياز في "مينديروزا"؛ فعلى مدار 70 دقيقة، قدم "فيني" واحداً من أسوأ مستوياته الفنية منذ سنوات، غارقاً في فوضى فقدان الكرات (16 مرة) والعجز التام عن تجاوز المدافعين، لدرجة أنه بدا وكأنه عبء على هجوم الفريق.
لكن، وهنا تكمن قيمة "الكبار"، لم يحتج فينيسيوس سوى لثانية واحدة من الصفاء الذهني ليصنع الفارق، مقدماً تمريرة حاسمة صنعت هدف الانتصار لرودريجو، ليثبت أنه حتى في أسوأ لياليه، يظل "صانع الحلول" الذي لا يستغني عنه الكيان المدريدي، واضعاً بصمته على النقاط الثلاث رغم كل العثرات.
اللقطة الأبرز لم تكن فنية بقدر ما كانت "نفسية"؛ العناق الحار بين فينيسيوس ومدربه تشابي ألونسو بعد الهدف، وكذلك العناق لحظة استبداله، كانت بمثابة "رسالة سلام" أنهت شائعات الخلاف، وأكدت أن اللاعب يتقبل قرارات المدرب ويدعمه، وهو مؤشر إيجابي للغاية لاستقرار غرفة الملابس في قادم المواعيد.
لكن.. هناك رسالة واضحة يجب أن يدركها فيني: "حذاري من المقارنة مع مبابي"، فرغم أهمية النجم البرازيلي القصوى، فإن مباراة اليوم كشفت الفارق الجوهري بينه وبين كيليان مبابي. الفرنسي يلعب بفاعلية "الروبوت"، يسجل من أنصاف الفرص وبأقل عدد من اللمسات، بينما يحتاج فينيسيوس للكثير من الكرة والمجازفة ليكون مؤثراً.
هذا التباين يجب أن يكون جرس إنذار لفينيسيوس بألا يقع في "فخ" المطالبة براتب مساوٍ لمبابي؛ فالفرنسي في كفة لوحده داخل "سنتياجو برنابيو"، ومحاولة فينيسيوس وضع نفسه في نفس الخانة المالية قد تضر بمسيرته، فالعرش الأول بات محجوزاً لمن لا يخطئ أمام المرمى.