دوري الأبطال 2018-2019 .. بطولة المفاجآت الصارخة والسيناريوهات المجنونة

هل ستكون هناك مفاجآت أخرى؟ كان هذا السؤال الأهم قبل انطلاق مباريات نصف نهائي البطولة، وعلى الأغلب أجاب الجميع بأنه من الصعب جدًا في تلك المرحلة أن يظهر السيناريو المجنون من جديد.

لكن عظماء ليفربول رفضوا تلك الإجابة، وأصروا على حبس أنفاس المتابعين مرة أخرى وصدمهم بسيناريو جديد فاق كل التوقعات.

باختصار، خسر ليفربول الذهاب أمام برشلونة وليونيل ميسي 3-0، ودخل لقاء الإياب دون محمد صلاح وفيرمينو ... و .. فاز إيابًا 4-0 وتأهل للمباراة النهائية.

هي واحدة من أجمل مباريات البطولة وأكثرها إثارة، ليس خلال الموسم الحالي فقط بل على مدار تاريخ دوري الأبطال.

لقاء الذهاب الإنجليزي انتهى 1-0 لصالح السبيرز، ولم يظن الكثير أن تجاوز تلك النتيجة إيابًا في ملعب الاتحاد سيكون صعبًا على مانشستر سيتي المتخم بالنجوم والذي يُقدم أفضل مستوياته في الفترة الأخيرة.

وتأكد هذا الأمر بإحراز رحيم ستيرلينج لهدف التقدم بعد 4 دقائق فقط، لكن الأمور بدأت تدخل منحنًا آخرًا ووصلنا للدقيقة الـ11 والنتيجة 2-2 بين الفريقين!

استمرت الإثارة وحُبست الأنفاس بعد وصول النتيجة لتقدم السيتي 4-3، وقد سجل الفريق بالفعل هدف التأهل في الوقت القاتل وجُن جنون مدربه جوارديولا، لكن تقنية الفيديو تدخلت وانحازت للسيناريو المجنون بإلغاء الهدف لوجود التسلل ومنح توتنهام بطاقة التأهل لنصف النهائي.

أعجب العديد بأداء أياكس ومعجزته أمام ريال مدريد، لكن لم يتوقع الكثير أن يحظى الفريق بسيناريو مماثل بعد تعادله ذهابًا على ملعبه أمام يوفنتوس 1-1 في ربع النهائي، خاصة أن الفريق الإيطالي يُركز بقوة على البطولة ولا يرى سواها هدفًا له.

لكن زملاء حكيم زياش أصروا على صنع مفاجأة أخرى في دور الـ8، وحولوا حلم السيدة العجوز إلى كابوس بالفوز 2-1 وتقديم أداء قوي للغاية في قلب تورينو.

بايرن ميونيخ عاد بتعادل سلبي من ملعب آنفيلد أمام ليفربول في ذهاب ثمن النهائي، وقد ظن الجميع أن تركيز الريدز على حلم البريميرليج سيجعل مهمة البافاري سهلة في تخطيه على ملعبه أليانز أرينا.

من جديد حدثت المفاجأة وانتصر ليفربول في قلب ميونيخ 3-1 ليصعد لربع النهائي ويترك بايرن ميونيخ يُخطط للموسم القادم ويُصارع بوروسيا دورتموند محليًا.

مفاجأة أخرى وسيناريو مجنون آخر حدث في مدينة تورينو الإيطالية وضمن مرحلة ثمن النهائي كذلك، حين بدأ يوفنتوس مباراته أمام أتلتيكو مدريد بالخسارة ذهابًا 2-0، لكنه انتفض وتمكن من هزيمة ضيفه الإسباني على ملعبه 3-0 وبهاتريك من نجمه كريستيانو رونالدو ليخطف بطاقة التأهل الثمينة بعد توقعات بأن المسيرة توقفت هنا.

كان الأغلب يرى أن ما حدث في مدريد هو قمة الجنون الكروي، لكن ما حدث في حديقة الأمراء في اليوم التالي فاق مرحلة الجنون والمفاجآت والصدمات! كان حدثًا تاريخيًا صنعه مانشستر يونايتد ودفع ثمنه باريس سان جيرمان.

الفريق الإنجليزي خسر على ملعبه 2-0 ذهابًا في دور الـ16، وغاب عنه عديد نجومه للإصابة والإيقاف، ولا يُقدم الأداء الممتاز في الدوري المحلي ... لذا كان كل شيء يؤكد أن باريس سان جيرمان حجز مقعده في دور الـ8، لكن الإنجليز كان لهم رأي مختلف وفرضوه على أرض الواقع بانتصار تاريخي بنتيجة 3-1 ليتاهلوا للدور القادم ويُصبحوا أول فريق في تاريخ البطولة يتأهل من مرحلة إقصائية بعد خسارته على ملعبه ذهابًا 2-0.

أولى صدمات دوري الأبطال كانت من ملعب سانتياجو بيرنابيو، حين دخل ريال مدريد مواجهة أياكس أمستردام وهو مطمئن تمامًا للتأهل لربع نهائي البطولة بفضل انتصاره في هولندا 2-1.

لكن ما حدث أن فريق "الأطفال" الهولندي قلب الطاولة على بطل النسخ الثلاثة الأخيرة من البطولة وهزمه 4-1 في عقر داره ليخطف بطاقة التأهل ويبدأ جنون التشامبيونزليج 2019.