Davide Ancelotti ai generated gfxGoal AR

بعد أن خلع جلباب أبيه: من مجد ريال مدريد إلى حسرة بوتافوجو.. أنشيلوتي يبكي في ليلة سقوط الوريث!

عندما سكنت ركلة الجزاء الأخيرة من فاسكو دي جاما شباك فريقه بوتافوجو في كأس البرازيل، خيّم صمتٌ مطبق على مدرجات ملعب "نيلتون سانتوس"، لم تكن تلك مجرد هزيمة، بل كانت لحظة تجرّد فيها دافيد أنشيلوتي من كل شيء: من دفء نجاحات الماضي، من حماية اسم والده الأسطوري، ومن وهم أن الطريق نحو المجد سيكون مفروشاً بالورود. 

في تلك الليلة، بكى أنشيلوتي، ليس بدموع العين بالضرورة، بل بدموع المسؤولية التي تخنق، وبمرارة الفشل الذي يذوقه وحيداً، إنها ليلة سقوط الوريث بعد سلسلة من النتائج السلبية في صفوف ناديه الجديد محليًا وقاريًا، حيث ودع البطولة الثانية بعد وداع كوبا ليبرتادوريس قبل حوالي 20 يومًا.

  • Davide Ancelotti Real Madrid 2024Getty

    شبح الماضي الذهبي

    قبل أشهر قليلة، كان المشهد مختلفاً تماماً، كان دافيد يقف في قلب احتفالات ريال مدريد الصاخبة، يرفع الكؤوس الأوروبية والمحلية، ويُعتبر العقل التكتيكي الشاب خلف نجاحات والده كارلو. 

    في مدريد، كان محاطاً بأفضل لاعبي العالم، يعمل في بيئة لا تعرف إلا الانتصار، ويحظى بتقدير الجميع دون أن يتحمل وطأة الضغط النهائية. 

    كان جزءاً لا يتجزأ من المجد، لكنه كان مجداً مشتركاً، محمياً بظل أب يعرف كيف يمتص الصدمات ويواجه العواصف.

  • إعلان
  • Davide AncelottiGetty Images

    مرارة الوحدة.. وثقل الإرث

    أما في ريو دي جانيرو، فالصورة قاتمة، لم يعد هناك ظل ليحتمي به، الهزيمة أمام الغريم التقليدي فاسكو دا جاما لم تكن مجرد خروج من كأس البرازيل، بل كانت مرآة عكست الحقيقة القاسية: هو الآن وحيد في القمة، وحيد في المسؤولية، وحيد في مواجهة الجماهير التي قال بنفسه إنه يشعر بالأسف من أجلها. 

    كلماته "إنه شعور بخيبة أمل كبيرة" بدت باهتة، عاجزة عن وصف عمق الجرح الذي خلفته هذه الليلة في مسيرته التي لم تبدأ فعلياً إلا للتو.

    دموع الهزيمة التي كاد أن يذرفها دافيد أنشيلوتي لم تكن على فرصة ضائعة في الكأس، بل كانت على الحلم الذي يواجه الكبوة تلو الأخرى.

    هي دموع إدراك الفارق الهائل بين أن تكون مساعداً للملك، وأن تكون أنت الملك الذي يقع على عاتقه مصير المملكة بأكملها، في مدريد، كان الفشل احتمالاً بعيداً، أما في بوتافوجو، فقد أصبح واقعاً ملموساً ومؤلماً.

  • Atalanta BC v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2024/25 League Phase MD6Getty Images Sport

    ليلة السقوط أم فجر الميلاد؟

    لقد كانت هذه الهزيمة أكثر من مجرد نتيجة مباراة؛ كانت درساً قاسياً في أبجديات التدريب، فأن تحمل اسم "أنشيلوتي" يعني أن سقف التوقعات لا يلامس السماء فحسب، بل يتجاوزها. 

    واليوم، شعر دافيد بهذا الثقل يضغط على كتفيه لأول مرة، واكتشف أن بناء مجدٍ خاص به سيكون أصعب بكثير من المشاركة في مجد والده.

    قد تكون "ليلة سقوط الوريث" قاسية، لكنها قد تكون أيضاً الليلة التي سيولد فيها المدرب الحقيقي، فالتحدي الأكبر أمامه الآن ليس الفوز في المباراة القادمة، بل هو النهوض من تحت ركام هذه الهزيمة، ليثبت لنفسه قبل الجميع أن بريقه لم يكن مجرد انعكاس لنجاحات والده، القصة لم تنتهِ بعد، لكن فصلها الأول كُتب بحبر من الحسرة ودموع الهزيمة.

  • Real Madrid CF v RCD Mallorca - La Liga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد

    وهنا يكمن بيت القصيد، المعركة الحقيقية لدافيد أنشيلوتي ليست على خطوط الملعب ضد فاسكو دا جاما أو ساو باولو، بل هي معركة داخلية ضد إرثه الخاص وضد التوقعات الهائلة التي يفرضها اسمه. 

    فالنجاح كمساعد عبقري في منظومة مثالية شيء، والنجاح كقائد يتحمل مسؤولية بناء فريق ورفع معنوياته بعد صدمة شيء آخر تماماً. 

    هذه الهزيمة لم تختبر خططه التكتيكية بقدر ما اختبرت صلابته الذهنية وقدرته على حمل الفريق على كتفيه عندما تسقط الأقنعة وتتلاشى الحلول السهلة.