Messi Barcelona GFXGetty/GOAL

خير ما فعل .. رفض ميسي العودة لبرشلونة كان نعمة على الفريق الكتالوني

قالها ليونيل ميسي بنفسه عندما أجرى الأرجنتيني الأربعاء، مقابلة مطولة مع الصحف الإسبانية بعد أن تبين أنه لن يعود كما توقع الكثيرون إلى برشلونة الموسم المقبل، حيث كشف أنه كان بائسا في باريس واعترف بأنه أراد العودة إلى كتالونيا، لكنه أشار أيضًا إلى أن هناك بعض الأشخاص الذين ربما لا يريدونه هناك.

من الصعب تخيل ذلك، سيرتبط ميسي إلى الأبد ببرشلونة، اللاعب الذي حقق للنادي نجاحًا هائلاً، وفاز بسبع كرات ذهبية في كتالونيا، وتفوق معهم على بعض أفضل الفرق في أوروبا، من سيكون غبيًا لدرجة تكفي حتى لا يريد عودة ميسي؟

لكن المنتقدين لفكرة العودة ربما يكون لديهم وجهة نظر، لطالما كانت عودة ميسي جذابة من الناحية النظرية وحلمًا لرومانسيي كرة القدم، ولكن يبدو أن قابليتها للتطبيق لم يتم تناولها أبدًا، ولم يسأل أحد حقًا لماذا يجب أن يحدث هذا؟!

لقد كان شيئًا يتجاهله الجميع، في برشلونة وبحسب ما ورد افترضوا أنهم يستطيعون ببساطة إدخال الأرجنتيني في فريقهم الفائز باللقب. وأصروا على أن كرة ميسي ستنجح ونسوا أي شخص آخر.

كل هذا من شأنه أن يجعل مشاهدة رائعة وممتعة من جديد بالرغم من أي شي، لكن الأحداث الأكثر دراماتيكية هي التي تسفر عن أفضل النتائج حقًا، وتحقق أكبر عدد من الإعجابات على وسائل التواصل الاجتماعي، كما كان الحال مع كريستيانو رونالدو الذي لم يكن ليتعرض للسخرية على الإنترنت للحلول ثانيًا في الدوري السعودي لو لم تدرك عائلة جليزر أنه لن يجعل مانشستر يونايتد أفضل.

لكن على أرض الواقع كان كل شيء عبارة عن شائعات وقصص غير مكتملة وصور للاعب يبدو حزينًا في بارك دي برينس، ولا أحد يعرف حقًا أي شيء ملموس حتى تم الإعلان يوم الأربعاء أنه سيلعب مع إنتر ميامي، وكما اتضح فميسي أراد الانضمام إلى برشلونة حتى أدرك أنه لا يستطيع ذلك.

قراره جعل الجميع برشلونة حزينًا إلى حد ما، وسيظل بلا شك في عقول الجماهير لبعض الوقت، ومع ذلك، ربما يكون من الجيد للنادي أنهم لم يتمكنوا من تحقيق ذلك، إن رومانسية كرة القدم أمر لا يقاوم ولا مفر منه، لكن الأنظمة هي التي تأتي بالنتائج، ومع سعي برشلونة للاحتفاظ بلقب الدوري الإسباني وتحسين نواة اللاعبين الشباب، لم يكن ميسي أبدًا هو الشخص المناسب.

  • joao laportaGetty Images

    ما كان يجب أن يكون

    في برشلونة بالطبع لن يعترفوا أبدًا بأن هذا الرفض ربما ساعدهم، كان هذا التوقيع يتعلق بالإعلان عن القوة بقدر ما كان يتعلق بكرة القدم. أراد النادي ميسي حتى يتمكن من أن يظهر لعالم كرة القدم أنه يمكنهم ضمه حتى بعد سنوات من الخراب المالي فقد استطاعوا إعادة نجمهم مرة أخرى، فقد كان عدم قدرة النادي على إبرام صفقة جديدة في عام 2021 بمثابة كارثة من صنعهم، وتتويجًا لسنوات من سوء الإدارة المالية، وعودته كانت ستنهي هذا الفصل المؤسف.

    لم تكن النسخة الحالية من ميسي ستجعلهم بالضرورة أسوأ، لكن الأمر لم يكن رياضيًا فقط، لذلك وعندما أعلن ميسي قراره فقد عانت العلامة التجارية للنادي، فبرشلونة بشكل عام لا يرفضه أحد، بالأخص لو كان من أساطير النادي، وبالأخص لو كان ليونيل ميسي، فقط لأنهم برشلونة.

    وبحسب ما تناقلت الصحف فقد تم إعداد كل شيء من أجل عودة ميسي، وكان برشلونة يخطط لاستخدام بعض المليارات من اليورو التي تم الحصول عليها في مبيعات القمصان لدفع جزء من عقده لا يمكنهم تحمله، وكانوا يعتمدون على رعاة جدد افترضوا أنهم سيستثمرون في عودة الفائز بكأس العالم إلى برشلونة، كانت علاقة ميسي تكافلية، كان سيجمع الأموال للنادي، الذي سيستخدم بعد ذلك شريحة من هذه الأرباح ليدفع له.

    وتم تعديل الفريق أيضًا، فجوردي ألبا سيرجيو بوسكيتس و جيرارد بيكيه من بين أعلى اللاعبين راتبًا في برشلونة تركوا النادي في الأشهر السبعة الماضية، بالنسبة لبيكيه، فقد حان الوقت بالتأكيد للمضي قدمًا، ومع ذلك، ربما خرج الاثنان الآخران من الباب الخلفي مبكرًا قليلًا،، وقبلوا بتخفيضات هائلة في رواتبهم للمغادرة، كل ذلك كان المال موجودًا من أجل ميسي، في الواقع لقد ضحى النادي بآخر قطع من جيله الذهبي لإعادته.

  • إعلان
  • Lionel Messi BarcelonaGetty

    الخلاف

    لكن ميسي لم يهتم بتحركات برشلونة، أو بالأحرى، لم يعتقد أن كل شيء يمكن أن يتحقق وزعم يوم الأربعاء أن برشلونة لم يقدم له عرضًا رسميًا قط، ورد النادي بالرد قائلاً إنه تم تقديم عرض لوالده.

    من الممكن هنا أن يكون كلا الطرفين على حق إلى حد ما، فميسي ليس غافلاً عن الشؤون المالية لبرشلونة، وعلى الأغلب كان يعلن أن النادي يقوم بمناورات نقدية لتمويل عودته، هذا بجانب إعلانهم عن نواياهم بشكل علني حيث قام تشافي وسيرجي روبرتو وجوان لابورتا بالتصريح بذلك في الصحافة.

    ولكن على الرغم من كل ذلك، فقد كانت حالة البلوجرانا الدقيقة غير واضحة في النهاية، لذلك أنقذ ميسي نفسه من الإحراج من الانهيار المحتمل للصفقو وابتعد قبل أن يحدث أي شيء.

    برشلونة في المقابل، كان غاضبًا، وأطلق في المقابل بيانًا ساخرًا كادوا أن يقولوا فيه لم نكن نريدك على أي حال، وتمنوا له التوفيق فيما هو قادم بكل سخط بعد قراره "باللعب في دوري بمطالب أقل".

    كانت تلك كلمات منظمة تضرر غرورها، فهذا النادي كان يخطط للتفاخر بنجمه الجديد القديم، لكنه رفضهم قبل أن يتمكنوا من التخطيط لهذا بشكل صحيح، هذا ليس شيئًا يمكن لبرشلونة تجاوزه، وربما لن يفعلوه أبدًا.

  • Lionel Messi Press ConferenceGetty

    ما لن يكون لدى برشلونة

    لا يمكن بالضرورة لوم برشلونة على حالة الغضب، لكن لقد نسي برشلونة أمرًا هامًا هنا، صحيح أن ميسي كان سيجلب الإثارة في كل مرة يدخل فيها للملعب إلا إنه أبطأ الآن، وتلك الأرجل السحرية كانت ستتمشى عبر العشب الذي نبتت عليه ذات مرة، ويلمس الكرة أقل، ولا يجري إلا لمسافات قصيرة، بالرغم من أن التألق بشكل عام لا يزال متواجدًا، فميسي هو ميسي، فقط هذه نسخة مختلفة منه.

    من المؤكد أن جودته الكروية ورغبته المطلقة في اللعب لبرشلونة كانت ستحقق المزيد من اللحظات التي لا تنسى لجماهير النادي الكتالوني فلقد أظهر ميسي في كأس العالم أنه عندما لا يزال يريد اللعب من أجل شيء ما، لا يزال بإمكانه أن يكون جيدًا في هذه الرياضة.

    حتى أكثر مشجعي كرة القدم صرامة وقلبًا كان سيحبون، إلى حد ما، رؤية ميسي يلعب بالألوان الكتالونية مرة أخرى فلم يكن من المفترض أن يغادر ميسي برشلونة أبدًا، وهو أمر اعترف به يوم الأربعاء، هناك بعض الأشياء التي ربما يستحقها مشجعو كرة القدم، كانت عودة ميسي إلى كتالونيا أحدهم.

    ربما يشعر قسم التسويق في برشلونة بخيبة أمل أيضًا، ليس من الواضح مقدار ما كان سيحققه ميسي من الإيرادات التجارية، لكن الحديث عن مئات الملايين لن يكون تقديرًا مبالغًا فيه أبدًا، وبطريقة ما، ربما كان برشلونة يعتمد على وصوله.

    على الرغم من أن وضعهم المالي قد تحسن من الحالة المروعة التي غادر فيها ميسي قبل عامين، إلا أن النادي لا يزال يعاني من مشاكل هائلة، ويمكنه الخروج منها بضخ بعض النقود، لكن لم يكن الأرجنتيني وحده ليخرجهم من شبه الانهيار للصيف الثالث على التوالي، لكنه كان سيساعدهم بالتأكيد.

    ربما لو كان الأمر باختيار ميسي لما كان قد بدأ عطلة بائسة لمدة عامين في باريس منذ عام 2021، ميسي هو برشلونة، وكما أظهرت الأيام الماضية، فبرشلونة يحتاج أن يكون هو ميسي، هنا طرفان يجب أن يتحدان دائمًا.

  • Lionel Messi BarcelonaGetty

    ما قد يكون لدى برشلونة

    لكن كانت هناك إشارات هذا العام على أن برشلونة الكيان الكروي لم يعد بحاجة إلى ميسي، بعد 18 شهرًا من البؤس بدون رجلهم الأول السابق، فإن البلوجرانا في الواقع في حالة جيدة إلى حد ما، تشافي لم يجعلهم فريقًا لا تفوت متعة مشاهدتهم، لكنه أحضر لهم أول لقب في الدوري الإسباني منذ أربع سنوات، وبعد فوزه على ريال مدريد في النهائي، فاز برشلونة ببطولتين، بعد أن حقق كأس السوبر أيضًا.

    وإذا احتفظوا بالتشكيلة الحالية دون ميسي، فسيكونون في السباق للفوز بالدوري الإسباني مرة أخرى إن لم يكن برشلونة المرشح الأقرب، فلقد عانى المنافس الأساسي ريال مدريد من عامًا سيئًا، ورغم إنهم بدأوا في صفقات الدعم إلا أن برشلونة سيتحسن أيضًا.

    ميسي أفضل من أن يجعل برشلونة أسوأ، حتى مع عيوبه الدفاعية، لكن اللاعبين من حوله قد يصابون بالركود، وقد يعني وصوله إبعاد بيدري أو جافي أو فرينكي دي يونج، الذي يمكن القول إنه أفضل ثلاثي في خط وسط في الدوري الإسباني هذا الموسم الماضي، وإذا كان برشلونة مشروعًا في طور البناء وهو ما يصر تشافي على قوله دائمًا، فإن ميسي سيوقف تقدمه.

    كما أنه سيؤثر بالتأكيد على ميزانية الانتقالات الخاصة بهم هذا الصيف، فالنادي الكتالوني لديه قائمة طويلة من الطلبات في السوق، أولًا فهم في حاجة لبديل لبوسكيتس، وهناك العديد من الأهداف الأخرى التي يسعى برشلونة من خلالها للعودة إلى المنافسة الأوروبية التي ابتعد عنها كثيرًا.

    وسيؤدي ضم ميسي إلى تقليص تلك الميزانية، وهي أمر حيوي للغاية في تحسين الفريق، وهذا أمر جنوني فالتضحية بالفريق بأكمله من أجل لاعب واحد مهما كان اسمه هو أمر لا معنى له.

  • Barcelona La Liga trophy 2022-23 Sergio BusquetsGetty

    من الذي قد يحصل عليه برشلونة

    وبوجود الأموال التي كان سيتم تخصيصها لميسي تفتح الخيارات أمام برشلونة، هذا الانتقال الفاشل قد يمنح برشلونة إمكانية أفضل لتحسين فريقه في السنوات المقبلة، هناك أسماء مثل مارتن زوبيميندي لاعب المحور الرائع في الدوري الإسباني والذي قد يكون بديل مذهل لبوسكيتس، وهو وريثه في المنتخب بالفعل، تلك صفقة لن تكون رخيصة

    جابري فيجا هو أيضا ضمن اهتمامات برشلونة، لقد كان لاعب خط الوسط سيلتا فيجو ضمن المتألقين هذا العام، حيث سجل 11 هدفًا وقدم أربع تمريرات حاسمة وكل هذا في سن 21 عامًا فقط، وقيمة الشرط الجزائي في عقده 40 مليون يورو فقط، وهو رقم رائع للاعب بجودته تلك.

    هناك المزيد من الخيارات أيضًا، إذا اختار النادي الذهاب لضم لظهير أيمن جديد، فقد ارتبطوا باللاعب غير المرغوب فيه في بايرن ميونخ بنيامين بافارد، وجواو كانسيلو المتاح في سوق الانتقالات أيضًا، حيث من المفترض أن علاقته مع بيب جوارديولا قد توترت بشكل لا يمكن إصلاحه.

    الميزانية الدقيقة المتاحة لبرشلونة غير واضحة، وهناك احتمال حقيقي أن برشلونة نفسه لا يعرف حدودها، ومع ذلك، سيكون هناك الآن أموال لإنفاقها على فرقة يمكنها التطور، ويمكنهم أن يكونوا بنفس الجودة التي كانوا عليها في وجود ميسي،كل ذلك مع الاستعداد بشكل أفضل للسنوات القليلة المقبلة.

  • Messi Inter Miami@FabrizioRomano

    لاعب ذهب إلى ما وراء البحار

    قرار ميسي إذن لا يُقاس بالأداء على أرض الملعب، فبرشلونة سيكون فريقًا جيدًا للغاية دونه في هذه المرحلة من حياته المهنية، ونجاحه ليس كرويًا فقط، فميسي علامة تجارية، وكيان يمكن للفرق لصقه على القمصان أو لوحة الإعلانات ليجلب لهم الكثير من الأموال، وبعد كل شيء كان السبب سبب وراء تضاعف عدد متابعي إنتر ميامي على الإنستجرام خمس مرات.

    في برشلونة شعروا بالحرج من قرار ميسي الرحيل قبل عامين، وظنوا أنهم يمكنهم تنسيق أمر عقده ويمكنهم الاحتفاظ برجلهم الأول رغم الحالة المالية السيئة التي جلبوها على أنفسهم، وكان من المفترض أن تكون إعادته الآن بمثابة تعويض لكل ذلك، ليس فقط من باب عودة أسطورة النادي ولكن أيضًا ولادة جديدة لعلامة برشلونة التجارية، بدلاً من ذلك، سوف ينطلق الآن بعيدًا تمامًا وراء البحار رفقة إنتر ميامي.

    لقد أضر ذلك البلوجرانا بشدة، وهذا ليس بالضرورة خطأ ميسي، ولا هو حقًا خطأ برشلونة، فقد حاول النادي كل شيء من أجل عودته التي لم تتم.

    لكنهم ربما حققوا شيئًا ما بفشلهم في إعادة ميسي من جديد، فعودة ميسي إلى برشلونة كانت ستصبح شيئًا رائعًا، كان من الممكن أن تكون مثالية لكرة القدم وجيدة لوسائل التواصل الاجتماعي ومربحة لبرشلونة ماليًا، لكن البلوجرانا يبحثون عن النجاح الآن وفي المستقبل، وليس هناك ما يضمن أن ميسي كان سيحقق ذلك.

    في النهاية كبرياء برشلونة سوف يتعافى مع الوقت، وفي هذه الأثناء، سيتحسن فريق كرة القدم الخاص بهم كثيرًا ربما.