"قاتلة" حجازي وخماسية الهلال .. 8 مشاهد حاسمة في الدوري السعودي 2020-2021

180 دقيقة كانت ستُغير من موسم الاتحاد وتُحوله من ناجح جدًا إلى معجزة هائلة .. مباراتا الجولتين الـ26 والـ27 أمام الباطن وضمك أحبطتا آمال العميد رسميًا في تحقيق المستحيل والفوز بالدوري السعودي.

الاتحاد تعادل سلبيًا مع الباطن ليُفوت فرصة التقدم لصدارة جدول الترتيب قبل مواجهة المتصدرين "الهلال والشباب"، والتي حسمها الزعيم لصالحه قبل أن يتعادل في الجولة التالية.

الاتحاد فوت الفرصة الثانية بتعادله مع ضمك 1-1، لو كان قد حصل على 6 نقاط في المباراتين لوصل الجولة الـ28 وهو على بُعد نقطة واحدة فقط من الهلال في الصدارة! 

اللقاء الحاسم .. حبة الكرز على كعكة اللقب لدى الهلال، الخماسية المدوية التي هزت ملعب الشباب ومهدت طريق الزعيم نحو اللقب.

الهلال حل ضيفًا على الشباب بعد أزمة شك كثيرة صاحبت أدائه ونتائجه في دوري أبطال آسيا أطاحت بمدربه روجيرو ميكالي، لكن الفريق تفوق على نفسه وكافة ظروفه الصعبة وقهر الليوث في ملعبهم بخمسة أهداف دون مقابل لينفرد بصدارة جدول الترتيب ويشق طريقه نحو اللقب.

المشهد الأكثر حسمًا في تلك الخماسية كان طرد قائد الشباب ونجمه الأهم إيفر بانيجا خلال الشوط الأول، لأن تلك اللقطة غيرت من سيناريو اللقاء تمامًا.

خسر الأهلي أمام الشباب 3-0 في الجولة الـ20، وقد كان في المركز الثالث من جدول الترتيب بفارق 6 نقاط فقط عن الشباب في الصدارة ونقطة واحدة عن الهلال في الوصافة.

خرج بعدها عمر السومة ومحمد العويس ووجها انتقادات لاذعة للنادي والإدارة، والأخطر أنهما رفعا الراية البيضاء مبكرًا جدًا وقالا أن الأهلي لم يُقدم مهر الدوري السعودي ليُنافس عليه.

تلك التصريحات أثارت ضجة كبيرة وخلقت أزمة في غرفة الملابس وأفقدت الفريق ثقته بنفسه وثقة الجماهير به ورفعت الراية البيضاء من اللاعبين في صراع اللقب، بعد ذلك التصريح تعرض الأهلي إلى 7 خسائر متتالية مما لم يفقده فقط كل فرصه في المنافسة على اللقب بل أخرجه من منطقة التأهل إلى دوري أبطال آسيا وكادت أن تعصف به إلى منطقة الهروب من الهبوط.

لو كان السومة والعويس تحدثا بتصريحات مختلفة لاستطاع الأهلي ربما العودة واستغلال تعثر الهلال والشباب والمنافسة على اللقب بجدية، أو على الأقل ضمان التأهل لدوري أبطال آسيا 2022.

كاد الأهلي أن يخرج فائزًا في ديربي جدة أمام الاتحاد، لكن تسديدة قاتلة من أحمد حجازي عند الدقيقة الـ86 حرمته ذلك وفرضت التعادل على اللقاء.

الأهلي تعادل في المباراة التالية أمام العين 1-1 .. 4 نقاط كانت ستصعد بالفريق إلى صدارة جدول الترتيب بفارق نقطة عن الشباب قبل مواجهتهما معًا في الجولة الـ20.

الراقي خسر مواجهة الليوث وكانت بداية ابتعاده تمامًا عن صراع اللقب، ربما لو دخل المباراة متصدرًا لاختلفت الحسابات.

وصلنا الجولة الـ21 من الدوري السعودي وكان الشباب يتفوق في الصدارة بفارق 5 نقاط عن الهلال، وقد بدا للعديد أن الليوث في طريقهم لحسم اللقب لصالحهم خاصة مع تراجع نتائج الهلال الكبير في الجولات الماضية من البطولة.

تلك المباراة يُمكن وصفها بأنها بداية انطلاقة الهلال نحو لقب الدوري، انطلاقة الأمتار الأخيرة الحاسمة .. الهلال هزم الفتح 5-2 وبعدها تحسنت نتائجه بشكل ملحوظ وتقدم للصدارة مستغلًا تراجع نتائج الشباب، الزعيم لم يخسر بعد تلك المباراة سوى 5 نقاط حتى حسم اللقب رسميًا أمام التعاون.

الثنائي عبد الرزاق حمدالله ونور الدين أمرابط لعبا دورًا حاسمًا في خروج النصر من حسابات المنافسة على اللقب هذا الموسم، وقد ساهما بطريقة غير مباشرة في تتويج الهلال لأن العالمي كان الوحيد القادر على إيقافه لو سار موسمه كما المتوقع.

حمدالله وأمرابط لعبا الدور الأهم والأكبر في تتويج النصر بالدوري الاستثنائي قبل عامين، وكان الفريق يُعول عليهما كثيرًا هذا الموسم لكن الجناح غاب طويلًا للإصابة واحتاج وقتًا أطول لاستعادة مستواه، فيما المهاجم حظي بأسوأ مواسمه في السعودية، إذ حاصرته الإصابات والمشاكل والأزمات المختلفة مع عديد الأطراف مما جعل أدائه وأرقامه تتراجع بشكل مخيف وهو ما انعكس على نتائج العالمي.

بدا بعد 9 جولات أن الهلال في طريقه للفوز بلقب الدوري السعودي بسهولة، لخروج النصر من الحسابات وعدم الثقة في قدرة الأهلي على المنافسة وعدم توقع ثورة الشباب، لكن مباراة الجولة العاشرة غيرت كل شيء.

الجولة العاشرة شهدت تعادل الهلال مع الاتحاد في الرياض 1-1، وقد كان ذلك التعادل الأول في سلسلة استمرت لأربع مباريات متتالية ليخسر الفريق 8 نقاط، ومن ثم هزم التعاون ثم عاد ليخسر 5 نقاط متتالية.

ذلك التراجع الكبير لم يستغله الأهلي جيدًا لكن فعل الشباب وفرض نفسه منافسًا قويًا على اللقب، وذلك بالعودة من تأخر 7 نقاط عن الهلال في الصدارة إلى تصدر جدول الترتيب بفارق نقطتين عن الزعيم.

خسر النصر مبارياته الثلاثة الأولى في الدوري السعودي هذا الموسم، وقد التقط أنفاسه في الجولة الرابعة بالفوز على القادسية 2-0 ليستعد بأفضل صورة لمواجهة ديربي الرياض أمام الهلال الذي كان قد جمع 10 نقاط من الجولات الأربعة الأولى.

انتصار النصر في المباراة كان سيُعيده تمامًا لحسابات اللقب، لكنه خسر اللقاء بهدفي بافيتيمبي جوميس وصالح الشهري ليتسع الفارق بينه وبين الهلال في الصدارة إلى 10 نقاط. تلك المباراة كانت البداية الحقيقية لخروج العالمي من حسابات الصراع على لقب الدوري.