Kevin De Bruyne GOAL ONLYGOAL AR

حياة كيفين دي بروينه "الفوضوية" في نابولي .. ابتكارات الشعب الإيطالي تبهره وسط شعارات "أنت نجم غير مرغوب بك"!

من أسطورة "منبوذ" إلى إعادة إحياء حياة الأساطير بالفعل، بل وأكثر مما كان يحلم، لكن كـ"الشوك" في بعض الورود، هناك ما يعكر تلك الحياة الجديدة للنجم البلجيكي كيفين دي بروينه في نابولي..

القرار لم يكن سهلًا على من عاش عقدًا من الزمن في مدينة مانشستر الإنجليزية أن يقلب حياته رأسًا على عقب فجأة، خاصةً مع وجود ثلاثة أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، لكن هذا ما تفرضه كرة القدم على اللاعبين؛ حيث "اللا استقرار".

وبعد فترة كان بها "منبوذًا" أو شبه ذلك في عيني المدرب الإسباني بيب جوارديولا، لم تكن مسيرته مفروشة بالورود داخل المستطيل الأخضر في نابولي تحت قيادة المدرب أنطونيو كونتي، لكن الورود فُرشت له في أماكن أخرى.

عن حياة كيفين دي بروينه الجديدة في نابولي دعونا نخوض تلك الرحلة في السطور التالية..

  • FBL-ENG-PR-MAN CITY-BOURNEMOUTHAFP

    قرار عائلي .. "لا لأمريكا، ونعم لإيطاليا!"

    مع صدمة قرار مانشستر سيتي بعدم التجديد لصاحب الـ34 عامًا، كانت هناك أندية أخرى طامعة في خدماته، على رأسها بالطبع الأندية الأمريكية وتحديدًا شيكاغو فاير، التي أصبحت راغبة في ضم أي نجم مخضرم لدوريها بحثًا عن زخم خاص قبل استضافة كأس العالم 2026.

    لكن في النهاية فازت مدينة نابولي بالنجم البلجيكي، يمكن أن نقول إن الأسباب الرياضية لم تكن هي الدافع الأول لدي بروينه في اختياره، حيث أكد ذلك صراحةً في حواره مع قناة "VTM" البلجيكية.

    أسطورة مانشستر سيتي قال: "أطفالي يكبرون بسرعة، وأصبحوا لهم آرائهم الخاصة وأمور مفضلة وروتين خاص بحياتهم، لذلك كان يتوجب عليّ عقد جلسة عائلية قبل اختيار الوجهة الجديدة، ناقشنا خلالها كيف ستكون حياتنا في نابولي".

    وأضاف: "أبنائي تحمسوا لفكرة تعلم لغة جديدة (الإيطالية) وتكوين صداقات جديدة أيضًا واكتشاف ثقافة مختلفة، هذه التجارب تثرينا، ليس فقط كلاعب كرة قدم، إنما كعائلة".

    هذا الحديث الحماسي من دي بروينه جاء رغم تحذير مواطنيه دريس ميرتنز؛ لاعب نابولي السابق، وروميلو لوكاكاو؛ زميله الحالي في فريق السيري آ، له من أن الحياة في إيطاليا أكثر فوضوية مما هي عليه في إنجلترا، لكنه لم يكن لديه أي مشكلة، موضحًا: "هذا جزء من سحر التجربة، إنها إيقاع مختلف للحياة وعقلية مختلفة".

  • إعلان
  • بيتزا وآيس كريم "كيفين دي براوني" .. وصولًا للتماثيل الصغيرة

    شغف دي بروينه هذا بالحياة الجديدة في إيطاليا لم يكن من فراغ، فلم يخذله الشعب هناك قط، إذ بادروا بإبهاره من اليوم الأول وقتما وطأت قدماه أراضي البلد..

    صحيفة "ديلي ميل" من جانبها رصدت كافة التقارير الإيطالية التي سلطت الضوء على تفاعل الشعب الإيطالي مع قدوم كيفين دي بروينه لنابولي، حيث لم يخل هذا التفاعل من بعض الغرائب.

    على رأس تلك الغرائب يأتي ذاك الرجل الذي ترك مولوده الجديد، فقط لرؤية صفقة ناديه الجديدة، قائلًا: "زوجتي وضعت مولودنا الجديد بالأمس، وأنا هنا لرؤية ابني الآخر".

    في المقابل، لم تتدخر المطاعم أي جهد في استغلال تلك الصفقة، حيث أطلق أحد باعة الجيلاتي "آيس كريم" نكهة جديدة باسم "كيفين دي براوني".

     وبما أن البيتزا هي أحد أشهر المأكولات الإيطالية، فقد أخذ البلجيكي نصيبه منها أيضًا، حيث طهى أحد المطاعم بيتزا باللون الأزرق تحمل اسم الأحرف الأولى من اسم دي بروينه، لكن بحسب ما وصفتها "ديلي ميل"، فهي ليست شهية على أي حال!

    وعلى غرار الأسواق التاريخية السياحية، لم تخل المحلات الصغيرة في نابولي من بيع مجسمات مصغرة لأسطورة مانشستر سيتي، في شيء أشبه بـ"مزار" خاص لنجمهم الجديد.

  • FBL-ITA-SERIEA-NAPOLI-SASSUOLOAFP

    كسر حصانة مارادونا من أجل دي بروينه

    بالانتقال للحديث عن جهود مسؤولي نادي نابولي أنفسهم، فهم أيضًا خرجوا عن المألوف من أجل صفقتهم الجديدة، بل أنهم كسروا تلك الحصانة التي وضعت على الأشياء الخاصة بالأسطورة الراحل دييجو مارادونا، لأجل عيون دي بروينه..

    إدارة نابولي قام بإهداء البلجيكي القميص رقم 10، رغم سحب هذا الرقم من قمصان النادي تكريمًا لمارادونا، لكن مسموح لدي بروينه خوض التدريبات اليومية به، وإن كان في المباريات يرتدي الرقم 11.

    حتى نعل دي بروينه في غرف خلع الملابس، يحمل الرقم 10؛ لقد صُمم خصيصًا من أجله.

    لكن كما قلنا "ليست الحياة وردية لهذه الدرجة"..

  • Kevin De Bruyne Antonio Conte Napoli GOAL ONLYGOAL AR

    داخل الملعب "دي بروينه غير مرغوب به"

    القصة داخل الملعب لا تتوقف عند تلك المشادة التي حدثت بين دي بروينه ومدربه أنطونيو كونتي خلال مواجهة ميلان، ضمن الجولة الخامسة من الدوري الإيطالي 2025-2026، عندما قرر الأخير سحب البلجيكي من الملعب في الدقيقة 72.

    لكن حتى مسؤولي نابولي السابقين، لديهم رأي قد يكون قاسيًا إلى حد ما على أسطورة بحجم دي بروينه..

    أبرز من انتقدوا تلك الصفقة هو بييرباولو مارينو؛ المدير الرياضي الأسبق لنابولي، إذ أكد أن مشكلة كتيبة كونتي الحالية هي وجود دي بروينه داخل الملعب، حيث يرى أنه يحجم من قدرات النجم الاسكتلندي سكوت مكتوميناي، حيث تتغير الخطة من 4-3-3 إلى 4-1-4-1، ليشارك الأخير في مركز لاعب خط وسط أيسر، ما يفقده الكثير من قدراته، رغم أنه أفضل لاعب بالموسم الماضي من الدوري الإيطالي.

    مارينو قال بحسب ما نقلت عنه صحيفة "ديلي ميل": "في الوقت الحالي، مشكلة نابولي تكمن في وجود دي بروينه، إنه يجعل الفريق قابل للتنبؤ من قبل خصومه، ويحجم من قدرات مكتوميناي، وهذه مشكلة كبيرة للغاية".

    وأضاف: "في الأساس، دي بروينه لم يكن له تأثير إلا بتسجيل ركلات الجزاء، لكن بشكل عام نابولي ليس في حاجة إلى لاعب من هذا العيار لأداء هذه المهمة".

    بالفعل، سجل البلجيكي ثلاثة أهداف (اثنين منهم من ضربات جزائية)، وصنع هدفين آخرين، خلال ثماني مباريات خاضها مع نابولي حتى الآن في مختلف البطولات.

  • طريق ميسي الحل الوحيد!

    بقدر سعادة كيفين دي بروينه بالحياة في نابولي رفقة زوجته وأبنائه، وبالهالة الموضوعة حوله بفضل ابتكارات الشعب لإبهاره والترحيب به إلا أن مسيرته داخل الملعب من شأنها أن تعكر كل تلك الحياة.

    من اعتراضه الأخير على كونتي وتصريحه علنًا أنه لا يزال يريد اللعب أكبر قدر ممكن من الدقائق، يبدو أن الحياة الملكية خارج الملعب لن تغنيه حقًا عما قد يتعرض له داخله، في ظل بعض نقاط الضعف في التشكيل بوجوده.

    لكن استباطًا من مسيرة نجم آخر، فالحل الوحيد ربما هو تقبل دي بروينه وضعه الجديد، والنظر للحياة الخاصة كأولوية فوق المسيرة الكروية.

    هذا ما فعله تحديدًا الأرجنتيني ليونيل ميسي بقرار الرحيل عن أوروبا والانتقال لإنتر ميامي الأمريكي .. هناك لا يوجد تلك البطولة الكبرى التي تحقق زخمًا كبيرًا ولا ذاك الرتم الذي اعتاد عليه في برشلونة وباريس سان جيرمان، لكنه تقبل ذلك بصراحة وأعلن أنه في ميامي من أجل حياة هادئة أكثر لأسرته، وليس للمنافسة الكروية في المقام الأول.

    ما يساعد ميسي على اتخاذ هذا المسلك ربما هو تحقيق كل شيء ممكن في كرة القدم على المستوى الفردي والجماعي مع الأندية وتحديدًا برشلونة وكذلك في السنوات الأخيرة من الأرجنتين.

    لكن يبقى الفارق أن دي بروينه لم يصل لكم الإنجازات التي وصل لها ميسي .. لذا ربما ليس من السهل عليه أن يتقبل ما قد يفرضه عليه كونتي في نابولي، وإن كان من المبكر الحديث بهذه اللهجة اليائسة، خاصةً وأن المدرب الإيطالي بإمكانه أن يجد حلًا ما لإرضاء الجميع في الفريق والاستفادة من خدمات دي بروينه ومكتوميناي معًا!