حصاد الليجا ..كوستا ومارسيلو ومن خيبوا الآمال في الموسم الحالي

بصم المشاكس على واحد من أسوأ مواسمه على الإطلاق، إن لم يكن الأسوأ طوال مسيرته، أولا لم يظهر بالمستوى المعروف عنه، كمهاجم قادر على بث الرعب في نفس أي مدافع في العالم، وما ضاعف مشاكله سلسلة الإصابات التي تعرض لها، قبل أن يقع في المحظور، بخروجه عن النص في أهم مباراة في الموسم ضد برشلونة، ليحصل على بطاقة حمراء، أجبرت فريقه على استكمال المباراة، التي خسرها وخسر معها ما تبقى من بصيص من الأمل للمنافسة على لقب لليجا.

وضعه لا يختلف كثيرا عن كوستا، هو الآخر أعاده الأتليتي إلى الليجا بعد هبوط مستواه مع تشيلسي، لكنه اكتفى بتسجيل 6 أهداف فقط في 15 مباراة، أكثر من كوستا بأربعة أهداف في 16 مباراة، وما أثر على انسجامه مع زملاءه الجدد، تعرضه لأكثر من إصابة منها ما تسبب في ابتعاده عن مباريات والبعض الآخر كان يجبره على الخروج، بوجه عام، محصلة أرقامه وأدائه داخل المستطيل الأخضر، لم تعكس تأثير حقيقي، أو على الأقل التأثير الذي انتظره التشولو.

علقت جماهير برشلونة آمالا عريضة على صامويل أوميتيتي هذا الموسم، خاصة بعد مساهمته في فوز منتخب بلاده بكأس العالم، لكنهم استفاقوا على كابوس لعنة الإصابة التي أبعدته أشهر طويلة عن الملاعب، وحتى بعد تعافيه، لم يحظ بثقة المدرب ارنستو فالفيردي، والآن ينظر إليه باعتباره لاعب زجاجي بعدما كان يصنف على أنه خليفة جيرار بيكيه المنتظر، وربما لن نشاهده مرة أخرى بألوان البلو جرانا بعد مباراة نهائي كأس ملك إسبانيا.

بالنسبة لجماهير برشلونة، فالقادم من ليفربول في شتاء 2018 ليس اللاعب الأسوأ هذا الموسم، بل الأسوأ في تاريخ ناديهم، تحسرا على المبلغ الضخم الذي أنفقه الرئيس بارتوميو لضمه للكتيبة الكاتلونية مقابل رسوم تخطت حاجز الـ100 مليون جنيه إسترليني، ليجسد المقولة الشهيرة "تمخض الجبل فولد فأرا"، فقط مبالغ كبيرة أهدرها الكتلان في الهواء، بفشل كوتينيو في الانسجام مع اللاعبين بعد عام ونصف من قدومه من "أنفيلد روود"، والمفارقة الغريبة، أن مستواه يسير من أسوأ لأسوأ كلما حصل على فرصته، وهو ما جعل جماهير النادي تنتقده بشدة في الأسابيع الأخيرة، خصوصا في سهرات "كامب نو".

في برشلونة أيضا، لم ينجح القادم من بوردو مقابل 40 مليون يورو في التعبير عن نفسها، ربما لإفراط فالفيردي في إجلاسه على مقاعد البدلاء في بداية الموسم، وربما لعدم قدرة اللاعب على تحمل الضغط، لكن في النهاية، لم يظهر بقميص النادي سوى في 14 مباراة على مستوى الليجا، أغلبها كبديل، فقط شارك 5 مباريات بصفة أساسية، وعلى مدار 535 دقيقة لعب، لم يسجل ولو هدف يتيم في الدوري المحلي.

الوجه الآخر لصفقة مالكوم في معقل الكتلان، هو الآخر أعاده فلورنتينو بيريز من ليون الفرنسي، ليدخل في دوامة إصابات، جعلته يخرج من حسابات المدربين الثلاثة الذين تعاقبوا على تدريب الفريق لوبيتيجي، سولاري وزيدان، وذلك رغم أن رئيس النادي كان يعتقد أن الشاب الدومينيكي سيلعب دور كريستيانو رونالدو، بيد أنه في النهاية لم يسجل سوى مرة واحدة في ثماني مشاركات في الدوري الإسباني.

تحول صانع ألعاب جيل "لا ديسما"، لشبح غير قادر على الوقوف على قدميه، هذا بجانب معاناته مع لعنة الإصابات، وأيضا تعنت المدرب السابق سولاري، الذي لم يكن يعتمد عليه، وحتى بعد عودة زيدان، لم يستعد إيسكو الصورة المبهرة التي كان عليها في السنوات الثلاث الماضية، لدرجة أن الصحف الإسبانية دائما ما تدرج اسمه ضمن قائمة المرشحين لدخول مذبحة النجوم المنتظرة في الصيف.

بدا وكأن الدولي البرازيلي فقد نصف الآخر بعد رحيل صديقه الصدوق كريستيانو رونالدو، صحيح بداية مارسيلو كانت مقنعة نوعا ما على المستوى الفردي، لكن بمجرد أن تعرض للإصابة التي ألمت به في مباراة فضيحة خماسية برشلونة في الدور الأول، غاب عن المشهد تماما، وحتى بعد عودته، تحول للاعب كابوسي بالنسبة للجماهير، التي كانت دوما تربط بين مشاركته وبين أي هزيمة يتعرض لها الفريق، ما تسبب في جلوسه فترات طويلة على مقاعد البدلاء، وذلك للمرة الأولى منذ انضمامه للميرينجي لخلافة مواطنه الأسطوري روبرتو كارلوس، وهذا في حد ذاته، يعكس مأساة مارسيلو وموسمه المحبط.

العدو الأول لجماهير ريال مدريد، جاريث بيل، الذي خيب آمال مشجعي النادي وقبلهم المدربين الثلاثة، بأداء لا يعكس جديته في أخذ لقب "الجالاكتيكوس" بعد رحيل كريستيانو رونالدو، رغم أن شريحة كبيرة من الجماهير، كانت تنتظر توهجه أكثر من أي وقت مضى في عصر ما بعد صاروخ ماديرا، إلا أنه على أرض الواقع، قدم موسمه الأسوأ على الإطلاق، دون أن يقدم يد العون للفريق في اللحظات الصعبة، ليتحول للاعب منبوذ بدرجة لا تصدق، كما أثبتت الجماهير أكثر من مرة، بالمبالغة في مهاجمته بصيحات الاستهجان، كرسائل واضحة أنه غير مرحب به في النادي.