حركية بنزيما وشجاعة سولاري - أسباب صحوة ريال مدريد الأخيرة

في مباراة جيرونا بذهاب ربع نهائي كأس ملك إسبانيا حقق ريال مدريد الفوز برباعية لهدفين رغم أنّ الفريق الكتالوني هو من سجل الهدف الأول.

المميز في هذه المباراة هو أنّ ريال مدريد حقق أول انتصار بعد التأخر في النتيجة مع سولاري، ففي كل مرة يستقبل هدفًا كانت المباراة إما تنتهي بهزيمة أو تعادل في أفضل الأحوال.

حدث ذلك في مباراة إيبار وسيسكا موسكو وكذلك ريال سوسيداد وليجانيس والتعادل مع فياريال، أما هذه المرة نجح الملكي في العودة وتقديم أداء كبير للغاية.

ربما الثقة عادت قبل ذلك وتحديدًا في ملعب "بينتو فيامارين" حينما عاني ريال مدريد من غيابات عديدة واضطر حتى لتغيير طريقة اللعب ومع ذلك انتصر الملكي بهدفين لهدف.

سانتياجو سولاري راهن على الشباب وفضّل منح فرصة لريجليون على حساب مارسيلو ومنح فالفيردي ويورنتي وغيرهم فرصًا أكبر.

جرأة سولاري في الاستفادة من العناصر الشابة تحسب له للغاية، فرغم عدم التعاقد مع صفقات كبيرة بعد رحيل كريستيانو رونالدو والإصرار على فلسفة ضم المواهب الشابة لكن بحصولهم على فرصة شاهدنا مستوى جيد.

خافي سانشيز تالق في الدفاع وكذلك ألفارو أودريوزولا عوّض بصورة كبيرة غياب داني كارفاخال وهذا بجانب تفوق فينيسيوس على حساب بيل 

فينيسيوس لاعب مهاري ويستطيع تقديم الإضافة الهجومية ويحب اللعب على طريقة نيمار بأن يبدأ من الطرف الأيسر وينهي في العمق.

لأقصى استفادة من فينيسيوس يجب أن يتواجد ظهير أيسر يتفوق دفاعيًا بصورة أكبر من هجوميًا وبالتالي فإن مارسيلو لن يساعد مواطنه الشاب بل سيؤدي إلى تداخل المهام.

وجود لوكاس فاسكيز أيضًا في الجهة الأخرى على اليمين ساهم بصورة كبيرة في منح التوازن والحرية لفينيسيوس مما جعله يظهر بمستوى أفضل.

الآن ريال مدريد - بعد عودة ماركو أسينسيو - يمتلك جبهة قوية قد يلعب فيها ريجيليون وفينيسيوس أو مارسيليو وأسينسيو المتفاهمان أيضًا مما يمنح سولاري خيارات تكتيكية متنوعة.

بنزيما ليس مهاجمًا من النوع التقليدي على غرار ماورو إيكاردي مثلا ولكنّه يتألق خارج وداخل منطقة الجزاء.

بعد إصابته في الشوط الثاني أمام ريال بيتيس، عاني الملكي كثيرًا في بناء الهجمات المرتدة وحتى لم يسجل سوى من ركلة حرة وهذا يدل على قيمة اللاعب.

بنزيما يتحرك كثيرًا خارج منطقة الجزاء ويتواجد كمحطة للسماح لانطلاقات فينيسيوس أو بيل بجانب فاسكيز، كما أنّه أصبح أكثر حسمًا داخل منطقة الجزاء.

اللاعب الفرنسي ذو الأصول الجزائرية سجل 17 هدفًا في الموسم الجاري وصنع 6، الموسم الماضي بالكامل سجل 12 وصنع 11 مما يبرهن على قيمة اللاعب في الآونة الأخيرة.

مع كبر سن لوكا مودريتش وعودته من المشاركة في كأس العالم صار اللاعب يعاني بدنيًا بصورة ملحوظة.

مودريتش لم يعد قادرًا على القيام بذات الأدوار السابقة وبالتالي صار لزامًا منحه دورًا مختلفًا كما فعل زيدان مع كريستيانو رونالدو.

لوكا أصبح بمثابة صانع ألعاب الفريق والأقرب إلى الثلث الهجومي من ذي قبل ومع المجهود الذي يبذله بنزيما ولوكاس في الشق الدفاعي بجانب كاسيميرو أصبح الكرواتي أكثر حرية وأكثر إبداعًا.

الواقعية هنا ليس المقصود بها اللعب بطريقة دفاعية ولكن التعامل مع كل مباراة على حدة بحسب معطياتها.

أمام ريال بيتيس مثلًا فريق يميل إلى السيطرة والاستحواذ قرر سولاري أن يغلق المساحات الدفاعية ويعتمد على المرتدات وبالأخص بعد تسجيل هدف مبكر.

أما حينما لعب ضد إشبيلية والأخير فضّل التراجع إلى الخلف، قرر سولاري محاصرة الأندلسيين ومطالبة الفريق بالتسديد من خارج منطقة الجزاء.

المدرب الأرجنتيني لم يكرر خطأ لوبيتيجي والذي كلفه هزيمة ثقيلة في الكلاسيكو بمنح برشلونة المساحة التي يعشقها لاعبو الفريق الكتالوني، ولكن حينما يحتاج للعب دور الفريق الضعيف يتقنه بصورة كبيرة.

لن تكون مفاجأة لو كرر سولاري الطريقة ذاتها ضد برشلونة في مباراة كأس الملك ويحاول ألا يستقبل أهدافًا وحرمان ميسي ورفاقه من المساحات مع ضربهم بالمرتدات.

عودة المعد البدني أنطونيو بينتوس في ديسمبر الماضي ليصبح المسئول الأول عن التدريبات البدنية للفريق ساهم بصورة ملحوظة في تطور ريال مدريد.

بينتوس كان موجودًا في الفريق ولكن في منصب ثانوي مع إصرار جولين لوبيتيجي على الاعتماد أكثر على أوسكار كارو وظهرت العديد من العيوب في مجاراة الرتم وبالأخص للوكا مودريتيش وتوني كروس.

مع عودة أنطونيو والاعتماد على تغييرات كبيرة فيما يتعلق بتدريبات اللياقة البدنية وخاصة وأن اللاعبين في الفريق يثقون فيه بصورة واضحة مما ساهم في تطور الحالة العامة للفريق.

بينتوس أحد الجنود المجهولين في كتيبة زين الدين زيدان والذي ساهم دائمًا في أن يصل الملكي إلى النصف الثاني من الموسم في أتم حالة بدينة.