Arsenal sign Gyokeres GFXGetty/GOAL

54 هدفًا في الموسم ولكن .. 3 أسباب تُبعد جيوكيريس عن كبار أوروبا!

تخيل أن تكون لاعبًا ساهم في 67 هدفًا الموسم الماضي (سجل 54 وصنع 13 بكل المسابقات)، بمعدل هدف كل 79 دقيقة، ومحافظ على ذلك السجل التهديفي لثلاث سنوات الآن تقريبًا، ولكن في سن السابعة والعشرين، أي قمة النضوج الكروي، لا تزال تلعب في سبورتنج لشبونة بالدوري البرتغالي؟!

هذا اللغز يخص فيكتور يوكيريش، أو كما يعرف جيوكيريس، المهاجم السويدي الذي أصبح حديث العالم في الموسمين الأخيرين بسبب كونه التعريف المثالي لمصطلح "ماكينة تهديفية"، إذ لم تتوقف أهدافه ومساهماته مع العملاق البرتغالي، وبفضله عاد لمنصات التتويج، ومرة أخرى أثبت العين الثاقبة لكشافي الفريق الذي ضموه في 2023 من كوفنتري، أي نعم مقابل 24 مليون يورو وهو مبلغ ليس بقليل، ولكن الآن هو محط اهتمام القارة العجوز، بل أندية دوري روشن حتى.

ولكن رغم كل الشائعات والربط بكل كبار القارة العجوز والسعودية، وآخرهم آرسنال ومن قبلهم الاتحاد ونابولي ومانشستر يونايتد ويوفنتوس وبرشلونة وغيرهم، ولكن لم يبد أي ناد اهتمامًا جادًا بضم السويدي رغم أرقامه المميزة وتألقه في الدوري البرتغالي ودوري أبطال أوروبا، ما يثير الحيرة حقًا.

3 أسباب رئيسية قد تكون العامل الرئيسي وراء تخوف الأندية الكبرى من ضم يوكيريش من صفوف سبورتنج رغم تألقه اللافت، وتجعله مستمرًا في صفوف النادي البرتغالي، وهو ما نناقشه في السطور المقبلة.

  • Gyokeres Getty/Instagram Gyokeres

    سبورتنج وصعوبة التفاوض مع النادي البرتغالي

    في الأيام الماضية، انفجرت أزمة بين جيوكيريس وسبورتنج بحسب المصادر الصحفية، إذ قالت وسائل إعلام إن اللاعب يقاطع ناديه ومستعد للإضراب بسبب رفض النادي رحيله. تفاصيل الأزمة أن اللاعب يطالب سبورتنج بالتفاوض مع الأندية المهتمة بتفعيل الشرط الجزائي في عقده، والذي تتراوح قيمته بحسب التقارير بين 75 و90 مليون يورو.

    وبحسب "أبولا"، يملك اللاعب الحق في 10% من قيمة أي عرض لضمه يوافق عليه سبورتنج تتخطى قيمته 55 مليونًا إذا سبق ورفض النادي عرضًا بقيمة تقل عن ذلك الرقم، وذلك بموجب بند في عقد اللاعب مع النادي البرتغالي، الأمر الذي رغم سابق الاتفاق عليه ولكن أغضب بطل البرتغال بسبب نية اللاعب ووكيله تفعيله.

    اللاعب بحسب التقارير ينوي الإضراب وعدم العودة عند استئناف التدريبات من أجل الضغط على سبورتنج لبيعه هذا الصيف لأحد الأندية المهتمة، الوضع المعقد هذا قد لا يكون مشجعًا لأي من الأندية المهتمة، لأن الأمر ببساطة لا يشير إلى مجرد دفع قيمة شرط جزائي أو تفاوض مع النادي البرتغالي المعروف عنه صعوبة التفاوض معه، بل الدخول في صراع محتدم بين لاعب وناديه قد يمتد لمحاكم وسنوات من المشاكل لا يريد أي فريق مهما كانت قيمة اللاعب أن يجر نفسه لها.

  • إعلان
  • Viktor Gyokeres Brighton Getty Images

    سجل سابق في البريميرليج مقلق

    سبق لجيوكيريس خوض 3 تجارب في إنجلترا، إذ لعب بقمصان برايتون، كوفنتري، وسوانسي، بالإضافة لتجربة في ألمانيا بقميص سان باولي.

    أرقام السويدي مع تلك الفرق متباينة، في برايتون لعب 8 مباريات وسجل مرة وحيدة ولكن مع فريقه الرديف سجل 14 هدفًا في 31 مباراة، بينما في سوانسي سجل مرة في 12 مباراة، وأفضل فتراته في إنجلترا كانت بقميص كوفنتري بتسجيله 43 هدفًا في 116 مباراة، بينما في ألمانيا سجل 7 ب27 مباراة.

    فكرة أن اللاعب سبق وتواجد في البريميرليج بسن صغيرة، ومع فريق مثل برايتون يعرف عنه تطوير المواهب ولم ينجح في إثبات نفسه قد تكون عامل غير مشجع لعديد من الأندية عند مناقشة فكرة دفع مبلغًا يقارب 80 مليون يورو لضم لاعب في السابعة والعشرين.

    تجارب داروين نونيز مع ليفربول ومهدي طاريمي في إنتر أمثلة على لاعبين كانوا نجومًا في البرتغال وهدافين بدرجة ممتازة ولكن عند الانتقال لدوري أقوى فشلوا في التألق وتقديم نفس المستوى، الدوري البرتغالي الفارق بينه وبين البريميرليج والدوريات الخمس الكبرى شاسع، ورغم قدرة الثلاثي بنفيكا، بورتو، وسبورتنج على اكتشاف وتطوير المواهب، ولكن ليس دائمًا ضم لاعب من هناك يكون مضمون نجاحه.

  • أسلوب لعب قد لا يناسب البعض

    تحدثنا عن عناصر خارجية وحتى الآن لم نتحدث عن إمكانيات جيوكيريس الفنية، لا خلاف أن اللاعب مهاجم يملك حاسة تهديفية مميزة ولكن أسلوب لعبه قد يقلق البعض. جيوكيريس يبدو لمن يشاهد أهدافه أنه مهاجم شامل، يسجل باليمين والشمال والرأس ويجيد ركلات الجزاء وتنفيذ الركلات الحرة، إذًا ما المشكلة؟

    انتشرت في الآونة الأخيرة عدة فيديوهات تحلل أسلوب لعب المهاجم السويدي وتظهر نقاط ضعفه، من الواضح أن اللاعب يملك مشكلة في استلام الكرة تحت الضغط، ويعاني عند مواجهة قلب دفاع بدني يستهدف التعامل معه جسديًا مثلما حدث في مواجهة أتالانتا بدوري الأبطال مع مواطنه إسحاق هيين كمثال.

    أيضًا، تكمن خطورة جيوكيريس داخل الصندوق، وكلما أبعدته عن مناطق الخطر، كلما أصبح لاعبًا عاديًا ولا يشكل إضافة للفريق بل عبء لأنه لا يجيد التمرير الإيجابي وبناء اللعب، الأمر الذي قد لا يتناسب مع أسلوب لعب العديد من الفرق مثل آرسنال، برشلونة، أو نابولي مثلًا.

    جيوكيريس أشبه بالمهاجمين الكلاسيكيين من نوعية كريستيان فييري كمثال، قوي للغاية داخل الصندوق ولكن خارجه لن يكون مفيدًا، وبالتالي قد لا يتماشى كثيرًا مع الكرة الحديثة، أو يحتاج أسلوب لعب معين بقلبي هجوم أو فريق كامل يعمل على خدمته وتمويله بالكرات، مما يجعل فكرة ضمه مع كل العناصر سابقة الذكر مقامرة كبيرة لأي من المهتمين، وقد يفسر التردد حتى الآن من أي منهم لحسم الصفقة.