نار اقتربت من الوقود .. جورج جيسوس والنصر إما اكتمال المشروع أو صدامات آخرها لا شيء!

من يعرف جيسوس جيدًا، يعلم أن حضوره لا يقتصر على الخطط والتكتيك، بل يتعداه إلى فرض شخصية صارمة داخل النادي ككل، من أبسط التفاصيل في التدريبات إلى طريقة التعامل مع اللاعبين والإداريين وحتى الطاقم الطبي.

حين جاء إلى الهلال في تجربته الأولى، اشتعلت الأجواء منذ الأيام الأولى، النجم البرازيلي السابق كارلوس إدواردو صرح علنًا بأن "في كل يوم كان هناك شجار لجورج داخل النادي، لأن جيسوس لم يكن يعجبه أي شيء تقريبًا"، وأضاف: "جيسوس قام بعمل أشبه بالانقلاب في التحول الفكري بالسعودية، حيث قامت الأندية الأخرى بتقليد الهلال".

هنا يجب أن نتوقف؛ فالنصر لا يُعرف بالهدوء الإداري خلال السنوات الأخيرة، بل على العكس تمامًا، سلسلة طويلة من الإقالات والتعاقدات الفوضوية، وتغييرات متكررة في الجهازين الإداري والفني، ومدربون كبار أتوا ورحلوا، مثل رودي جارسيا ولويس كاسترو، دون أن تكتمل معهم الرؤية أو تُبنى هوية ثابتة للفريق.

فما الذي قد يحدث إذا وُضع جيسوس، صاحب الشخصية النارية، في وسط هذا التيار الإداري المتقلب؟ الجواب المحتمل: انفجار إداري وفني، ما لم تكن الإدارة مستعدة تمامًا لمنحه السلطة الكاملة وتحمل صداماته، وهو أمر يبدو مستبعدًا بالنظر إلى سابقة تعامل النصر مع مدربيه.

ولكن الحديث عن النصر لا يكتمل دون ذكر كريستيانو رونالدو، نجم الفريق الأول وقائده وصاحب الكلمة الأعلى داخل غرفة الملابس، ورغم أن جيسوس سبق أن عبّر عن احترامه الكبير لرونالدو وأكد أنه يرتبط بعلاقة صداقة به من قبل، إلا أن الواقع الميداني قد يفرض مواجهة صامتة أو حتى علنية بين الاثنين، خاصة إذا حاول المدرب البرتغالي فرض قرارات لا تلقى قبولاً لدى النجم البرتغالي أو زملائه.

فجيسوس لا يعترف بالنجوم ولا يُجامل الأسماء، وهو معروف برفع صوته ضد الجميع، حتى لو كانوا قادة الفرق، مثلهما فعل من قبل مع النجم البرازيلي نيمار، الذي لم ينجح في التعامل معه، فكيف سيتعامل مع "الدون" إذا ما اختلفت وجهات النظر أو ارتفعت نبرة النقاش؟ هل يُقبل جيسوس بتدخلات في اختياراته أو بتوجيه رسائل فنية من داخل غرفة الملابس؟ الأرجح أن ذلك لن يمر بسلام.

القلق المشروع لدى جماهير النصر هو أن يتكرر سيناريو الإقالات المبكرة، خاصة وأن تاريخ النادي مؤخرًا يشهد على ذلك.

وإذا لم يتم تمهيد الطريق أمام جيسوس لإرساء قواعد مشروعه الفني، ومنحه الصلاحيات الكاملة، فقد تنفجر الأوضاع خلال أسابيع فقط، ويجد الفريق نفسه مجددًا في دوامة البحث عن مدرب جديد.

قدوم جورج جيسوس إلى النصر ليس مجرد صفقة تدريبية عادية، بل هو تغيير في منظومة القوة داخل النادي، وربما يعيد رسم ملامح العلاقة بين اللاعبين، الإدارة، والجماهير.

فإما أن ينجح الرجل في فرض سيطرته، ويخلق منظومة منضبطة تنعكس على أداء الفريق، أو ينفجر كل شيء في وجه الجميع، ويكون جيسوس نفسه أول من يُطاح به، رغم كل ما يحمله من خبرة.