GOAL ONLY Bellingham  gfxGoal AR

"أرجوكم دعوني ألعب": ظل جود يلاحق جوب بيلينجهام.. بين معركة الأهل ومعضلة دورتموند!

قد يبدو هذا الأسبوع هو الأفضل لجوب بيلينجهام في موسمه مع بوروسيا دورتموند، بمشاركته في حوالي 100 دقيقة من اللعب التنافسي، لكن خلف هذا التحسن الظاهري في الملعب، كانت مدرجات كبار الزوار في المباراة الماضية تحكي قصة خلاف عائلي يهدد بنسف كل شيء.

 صراع معقد يتردد صداه داخل اللاعب الشاب في أمنية واحدة بسيطة وموجعة تلخص كل شيء: "أرجوكم دعوني ألعب".

 فبينما يركض زملاؤه، يخوض هو حربه الخاصة على ثلاث جبهات: ظل شقيق أسطوري يلاحقه كقدر محتوم، معركة أهلية صامتة تدور رحاها في المدرجات، ومعضلة فنية وإدارية جعلت من مدربه حارسًا على قفصه الذهبي.

هذا الأسبوع، الذي بدا ظاهريًا كخطوة للأمام، لم يكن سوى فصل جديد كشف عمق المأساة.

  • GFX Jobe Jude BellinghamGetty/GOAL

    الظل الذي يطارد كل خطوة

    تبدأ قصة جوب قبل أن يلمس الكرة، تبدأ باسم بيلينجهام، الاسم الذي تحول بفضل شقيقه الأكبر جود إلى ماركة مسجلة للنجاح الخارق والموهبة الفذة. لكن ما كان مصدر فخر ودعم، أصبح ظلًا كثيفًا يلاحق جوب في كل مكان، كل تمريرة، كل تحرك، وكل قرار يُقارن حتمًا بما كان سيفعله جود.

    هذا الضغط الهائل هو المحرك الأول للأزمة، وهو ما يفسر سعي عائلته لاستنساخ وصفة نجاح جود وتطبيقها بالقوة على الابن الأصغر، متناسين أن لكل موهبة مسارها الخاص. 

    هذا الإصرار على تكرار المجد تحول من دافع إلى عبء، ومن طموح إلى لعنة تطارد خطوات شاب كل جريمته أنه شقيق للاعب آخر أكثر نجاحًا.

  • إعلان
  • Jobe BellinghamIMAGO / Gribaudi/ImagePhoto

    معركة الأهل: عندما يتحول الدعم إلى بركان خامد

    هذا الطموح العائلي الجامح انفجر للمرة الأولى في أغسطس الماضي، في أول فصول المعركة العلنية، عندما قرر المدرب استبدال جوب، لم يتقبل والده، مارك، القرار بصمت.

    بل دخل في مواجهة عاطفية مع إدارة النادي، في تدخل مباشر وصريح للمطالبة بحق ابنه في اللعب، كانت تلك اللحظة هي التي سممت الأجواء، وحولت العلاقة بين العائلة والنادي من شراكة إلى صراع سلطة.

    لكن ما هو أخطر، أن هذه المعركة الخارجية يبدو أنها امتدت لتصبح انقسامًا داخليًا، المشهد الذي رصدته صحيفة "ديلي ميل" في مباراة دوري الأبطال هذا الأسبوع كان سرياليًا ومؤلمًا: الأب والأم يجلسان بعيدًا عن بعضهما، في تجسيد حي للأجواء المتوترة التي تحدثت عنها التقارير. 

    لم يعد الدعم جبهة موحدة، بل تحول إلى معسكرين، ربما أحدهما يفضل التصعيد والآخر يميل للهدوء، وفي المنتصف، يقف جوب، لا يتلقى دعمًا صافيًا، بل صدى لمعركة تدور فوق رأسه، تزيد من شعوره بانعدام الأمان وتجعله وحيدًا أكثر من أي وقت مضى.

  • Niko KovacGetty

    معضلة دورتموند: المدرب حائرًا أمام القفص

    هذه المعركة العائلية لم تترك للمدرب نيكو كوفاتش أي خيارات سهلة، بل وضعته في قلب معضلة إدارية وفنية. 

    أصبح كل قرار يتخذه بشأن جوب محفوفًا بالمخاطر، إن أشركه، قد يُتهم بالرضوخ لضغط العائلة، مما يهز صورته أمام الفريق.

    وإن استبعده، يُتهم بتدمير موهبة شابة بسبب خلاف شخصي، والدقائق الثلاث عشرة التي كان يمنحها له في السابق كانت على الأغلب رسالة بأنه هو صاحب القرار، أما منحه قرابة 100 دقيقة هذا الأسبوع، فكانت بمثابة اختبار أخير أو بادرة لحل وسط. 

    لكن في كل الأحوال، المدرب لا يدير لاعبًا فقط، بل يدير أزمة معقدة أطرافها من خارج الملعب.

  • Borussia Dortmund v RB Leipzig - BundesligaGetty Images Sport

    الصرخة الأخيرة في 25 دقيقة

    وسط كل هذا الضجيج، أتت فرصة جوب لـ 25 دقيقة في مباراة لايبزيج الهامة، وعندما نزل إلى الملعب، بدا وكأنه لا يركض فقط لتنفيذ تعليمات فنية، بل لينفّس عن كل هذا الكبت. 

    كان يقاتل على كل كرة، وفاز بـ 3 من 4 التحامات أرضية، وفي الدقيقة 82، ترجم كل إحباطه ورغبته في تسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء. 

    كانت تلك هي صرخته ومحاولته ليقول للجميع أنا هنا، أستطيع أن أفعلها، فقط دعوني ألعب!. لكن القدر، كما في قصته كلها، كان له رأي آخر، حيث ارتطمت التسديدة بأقدام المدافع، لتموت المحاولة عند خط المرمى، تمامًا كما تموت الكثير من آماله تحت وطأة الضغوط.

  • Borussia Dortmund v 1. FC Union Berlin - BundesligaGetty Images Sport

    بيت القصيد

    بيت القصيد في قصة جوب بيلينجهام ليس عدد الدقائق التي يلعبها، ولا تكتيك مدربه، ولا حتى الخلافات العائلية التي تظهر في المدرجات، هذه كلها أعراض لمشكلة أعمق بكثير، بيت القصيد هو قصة شاب صودرت هويته من قبل طموحات من هم أقرب الناس إليه.

    لم يعد لاعبًا يتطور بوتيرته الخاصة، بل أصبح مشروعًا يُطلب منه النجاح قسرًا، ومرآةً تريد عائلته أن ترى فيها انعكاس شقيقه الأكبر، وملفًا معقدًا على طاولة مدربه، بدلاً من كونه موهبة تحتاج للصقل بهدوء.

    ولهذا، فإن صرخته الصامتة "أرجوكم دعوني ألعب"، ليست مجرد طلب لفرصة على العشب الأخضر، بل هي استغاثة أعمق وأشمل بكثير مفاداها: "أرجوكم، دعوني أكون أنا".