Grealish Pep GFXGoal AR

لا تظلموا جوارديولا.. جريليش يُنذر عرش هنري ويحُرج صفقة الـ 125 مليونًا!

في مباراة مثيرة حبست الأنفاس على ملعب "مولينيو"، خطف نادي إيفرتون فوزاً ثميناً خارج أرضه على حساب وولفرهامبتون بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، في لقاء كان بطله الأوحد ورجله الأول هو النجم الإنجليزي جاك جريليش. 

في ليلة لن ينساها عشاق "التوفيز"، لم يكن جريليش مجرد لاعب في الملعب، بل كان المايسترو الذي عزف سيمفونية الفوز، حيث صنع هدفين بشكل مباشر وكان العقل المدبر وراء الهدف الثالث، ليثبت أن انتقاله إلى إيفرتون لم يكن مجرد صفقة، بل كان موعداً مع القدر لإعادة اكتشاف واحدة من أروع المواهب الإنجليزية.

  • Liverpool v Bournemouth - Premier LeagueGetty Images Sport

    أرقام للتاريخ.. جريليش يهدد عرش هنري ويحرج صفقة الـ125 مليون!

    الأرقام لا تكذب، وفي حالة جريليش، هي ترسم لوحة من الإعجاز، شبكة أوبتا للإحصائيات وثقت الحدث برقم تاريخي:

    "جاك جريليش هو أول لاعب في تاريخ إيفرتون يصنع هدفين أو أكثر في مباراتين متتاليتين في الدوري الإنجليزي".

    هذه البداية الخارقة تضعه على طريق تحطيم رقم أسطورة أرسنال تييري هنري كأكثر من صنع أهدافاً في موسم واحد (20 هدفاً). 

    والأكثر إثارة، أن جريليش الذي جاء لإيفرتون بصفقة شبه مجانية، صنع بمفرده (4 أهداف) أكثر مما قدمه نجم ليفربول الجديد فلوريان فيرتس (0)، الذي كلف خزائن النادي 125 مليون يورو!

  • إعلان
  • Everton v Brighton & Hove Albion - Premier LeagueGetty Images Sport

    أبرز لمسات جريليش الحاسمة بالدقائق

    الدقيقة 7: يقدم تمريرة حاسمة بالرأس لزميله بيتو، مسجلاً الهدف الأول لإيفرتون.

    الدقيقة 26: يخترق منطقة الجزاء ويسدد كرة قوية يتصدى لها الدفاع ببراعة.

    الدقيقة 33: بعد لمسة فنية رائعة، يسدد كرة منخفضة يتألق الحارس في إبعادها، وكان هو من بدأ الهجمة التي أسفرت عن الهدف الثاني بعدها بثوانٍ.

    الدقيقة 55: يقدم تمريرته الحاسمة الثانية في المباراة إلى كيرنان ديوسبري-هول الذي سجل الهدف الثالث.

  • Everton v Brighton & Hove Albion - Premier LeagueGetty Images Sport

    أرقام تتناسب مع الحدث

    أرقام جريليش التفصيلية في المباراة تكشف عن أداء متكامل وهيمنة واضحة في كل جانب من جوانب اللعب خلال الـ 88 دقيقة التي شارك فيها:

    صناعة اللعب: صنع هدفين، وقدم 3 تمريرات مفتاحية، وخلق فرصة تهديف محققة.

    التحكم والمراوغة: لمس الكرة 60 مرة، وبلغت دقة تمريراته 91%، كما نجح في 5 مراوغات من أصل 8 محاولات.

    القوة البدنية: كان صلباً بشكل استثنائي، حيث فاز بـ 13 صراعاً أرضياً من أصل 17، وتحصل على 7 أخطاء من لاعبي الخصم لصعوبة إيقافه.

    المساهمة الدفاعية: أدى واجباته الدفاعية بقطعه للكرة مرتين وقيامه بتدخل واحد ناجح.

  • Everton v Brighton & Hove Albion - Premier LeagueGetty Images Sport

    صدى مواقع التواصل: احتفاء بجريليش وغضب على جوارديولا

    أشعل أداء جريليش الخارق نقاشات واسعة بين الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي انقسمت آراؤها بشكل واضح:

    "جاك تحرر": جماهير أستون فيلا، ناديه السابق، كانت الأكثر سعادة، حيث أشار أحدهم إلى أن مدرب إيفرتون منحه نفس الدور الحر الذي كان يملكه في فيلا، بالتحرك من اليسار إلى العمق، واختتم حديثه بغضب قائلاً: "لن أغفر لبيب ما فعله به أبداً"، مطلقاً وسماً بعنوان "#jackisfree" (جاك تحرر).

    نقاش تكتيكي: بينما أشار بعض الجماهير إلى أن السبب الرئيسي لتألقه هو أنه لم يعد يواجه دفاعات متكتلة بعشرة لاعبين في كل مباراة، معربين عن غضبهم من بيب جوارديولا.

    إعجاب عالمي: امتد الإعجاب بأداء جريليش ليشمل حتى جماهير الأندية المنافسة، حيث وصفه الكثيرون بكلمة واحدة: "ظاهرة".

  • GuardiolaGetty Images

    التحليل الفني: قصة عالمين مختلفين.. لا تظلموا جوارديولا

    إن التناقض الصارخ في أداء جريليش بين مانشستر سيتي وإيفرتون لا يعود لكونه لاعباً "فاشلاً" ثم أصبح "ناجحاً"، بل لأنه انتقل من عالم كروي إلى آخر يختلف عنه تماماً.

    عالم جاك جريليش المثالي هو عالم من الفوضى الخلاقة والمساحات المفتوحة، فهو فنان انفرادي تتجلى عبقريته في المواقف الفردية والمبادرات غير المتوقعة.

    على النقيض تماماً، يقع عالم بيب جوارديولا، وهو عالم من النظام الدقيق والسيطرة المطلقة، حيث كل لاعب هو ترس في آلة جماعية معقدة والنظام هو النجم الأول.

    في هذه الآلة، لم يكن يُطلب من جريليش أن يكون العازف المنفرد الذي يخطف الأضواء، بل كان عليه أداء دور تكتيكي منضبط كجناح مهمته الأساسية هي توسيع الملعب لخلق المساحات لزملائه في العمق مثل كيفين دي بروينه.

    قلة تمريراته الحاسمة لم تكن عيباً فيه، بل كانت دليلاً على نجاحه في تطبيق الدور الذي كُلف به ضمن منظومة جماعية صارمة حققت كل الألقاب الممكنة.

    أما في إيفرتون، فقد تم تسليمه مفاتيح اللعب ليقود هو الهجوم، منحه الفريق الحرية التي يحتاجها ليعود إلى طبيعته كفنان مبدع ومخاطر، فتم بناء النظام ليخدم قدراته الفردية، وليس العكس.

    ما نشهده اليوم ليس تمرداً من لاعب على مدربه السابق، بل هو انتصار لفكرة أن لكل فنان مسرحه المناسب، وقد وجد جريليش أخيراً المسرح الذي يسمح له بعزف موسيقاه الخاصة بحرية مطلقة.

  • Everton v Brighton & Hove Albion - Premier LeagueGetty Images Sport

    بيت القصيد

    في خضم سيل التحليلات وردود الفعل الغاضبة من الجماهير، قد يضيع المعنى الحقيقي لما حدث. 

    فبيت القصيد هنا ليس إثبات أن جوارديولا كان مخطئاً أو أن جريليش كان مظلوماً، بل هو تأكيد على أن جمال كرة القدم يكمن في تنوع أساليبها. 

    فطريقة جوارديولا الصارمة القائمة على النظام الجماعي هي طريق مشروع ومُثبت لتحقيق المجد، تماماً كما أن طريقة إيفرتون الحرة التي تعتمد على عبقرية جريليش الفردية هي طريق آخر للمتعة والانتصار.

    القصة الحقيقية ليست قصة انتقام لاعب، بل هي قصة ولادة جديدة لموهبة استثنائية.

    الفرحة الكبرى ليست في رؤية جوارديولا في موقف حرج، بل في رؤية جاك جريليش يلعب كرة القدم بابتسامة وحرية مرة أخرى، وقد تم إطلاق العنان له ليذكرنا لماذا عشقته الجماهير في المقام الأول.