قبل 127 سنة من الآن تقريبًا.. وُلِد في مدينة نيويورك الأمريكية، طفل لُقِب فيما بعد بأنه "أذكى شخص في تاريخ البشرية"؛ وهو عالم الرياضيات ويليام جيمس سيديس.
هذا العالِم تكلم في صغره بأحد عشر لغة، ودخل جامعة "هارفارد" في عمر 11 سنة فقط؛ كما قام بتأليف 4 أعمال في الرياضيات، دون أي مساعدة من أحد.
لكن.. رغم شهرته وعبقريته الخارقة، إلا أن سيديس لم يلق التقدير الكافي الذي يستحقه، واعتبره الناس شخصًا شاذًا يتظاهر بالذكاء فقط؛ ما أدى إلى تعرضه لانهيارٍ عصبي، وابتعاده عن أي مهنة تحتاج إلى مجهود ذهني عالي.
المُلخص هُنا.. أن بعض العباقرة "غرقوا في أفكارهم" واختفوا سريعًا؛ بعد أن كان الجميع يتوقع لهم النجاح، لسنواتٍ طويلة للغاية.
وإذا نظرنا إلى عالم الساحرة المستديرة، الذي يجذب اهتمام الملايين إليه؛ سنجد أن هذا الأمر ينطبق على ثنائي تدريبي شاب، وهما الإسبانيين تشابي ألونسو وتشافي هيرنانديز.
تشابي وتشافي صُنِفا على أنهما "عباقرة" في الأمور التكتيكية؛ نظرًا لأنهما كانا بمثابة مديرين فنيين فوق أرضية الملعب، قبل اعتزال لعب كرة القدم نهائيًا.
لذلك.. عندما دخل تشابي وتشافي عالم التدريب بعد الاعتزال، كان الكثيرون يتوقعون لهما النجاح الكبير؛ وهو ما أوصلهما في النهاية لقيادة ريال مدريد وبرشلونة، على التوالي.
مشروع تشافي مع برشلونة انهار سريعًا؛ بينما كل المؤشرات الحالية تؤكد أن مصير تشابي مع ريال مدريد، لن يختلف كثيرًا.
انهيار مشروع تشافي مع برشلونة، واقتراب حدوث نفس الأمر مع تشابي ألونسو في ريال مدريد؛ يقف وراؤه العديد من العوامل والظروف، بعضها هما السبب فيه والبعض الآخر دون إرادة منهما.
وسنركز في السطور التالية على بعضٍ من أخطاء تشافي وتشابي، في برشلونة وريال مدريد على التوالي؛ رغم التوقع الكبير بنجاحهما في البداية..









