FBL-WC-2026-SAMERICA-QUALIFIERS-BRA-PRESSERAFP

إنجلترا إريكسون البداية .. أنشيلوتي قائد ثورة "عولمة" تدريب المنتخبات الكبرى!

عندما ظهر مصطلح "العولمة"، تحول العالم بالفعل إلى قرية صغيرة على مستويات التبادل الاقتصادي والسياسي، لكن لم تكن هذه الظاهرة جديدة على الإطلاق في عالم كرة القدم، التي منذ ظهورها وهي وسيلة لتقارب المشجعين من مختلف أنحاء العالم.

فما بين بطولات دولية تجمع المنتخبات من شرق إلى غرب الكرة الأرضية، وانتقالات للاعبين والمدربين بجنسياتهم المختلفة، كانت كرة القدم هي اللغة الأكثر شيوعًا بين جميع من أحبوها، لا تقف أمامها أي حواجز أو تمنعها حدود.

ورغم أن لكرة القدم أعراف وتقاليد ومنها على سبيل المثال إسناد مهمة قيادة المنتخبات الوطنية إلى المدربين المحليين، خصوصًا في الدول ذات المنتخبات العظمى، إلا أن هذه القاعدة كسرتها الكثير من المنتخبات بحثًا عن مدرسة فنية مختلفة تقدم لها تجربة جديدة مع تطلعات للنجاح.

صحيح أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي، ليس أول مدرب أجنبي يتولى قيادة منتخب البرازيل صاحب السمعة الكبيرة في عالم كرة القدم، لكن هذا الانتقال تحديدًا كشف عن توجه واضح للمنتخبات الكبرى للبحث بحرية ودون أي قيود، عن المدرب الأنسب لظروفها وأهدافها المطلوب تحقيقها، أي كانت جنسيته.

وسواء حاليًا أو في الماضي، هناك الكثير من الأسماء التدريبية العظيمة التي نالت شرف قيادة منتخب آخر غير بلادها، ونرصد لكم في النسخة العربية من "GOAL" بعضٍ منها في السطور التالية..

  • Eriksson-EnglandGetty

    إريكسون وضربة البداية الحقيقية من إنجلترا

    التاريخ شاهد على كثير من تجارب إسناد مهمة تدريب المنتخبات الوطنية لمدربين أجانب، لكن البداية الحقيقية لهذه الظاهرة مع المنتخبات الكبرى كانت من خلال تعيين السويدي سفين إريكسون، لقيادة منتخب إنجلترا في الفترة بين 2001 و2006.

    هذه الخطوة كانت عادية لو أن القرار صادر من أي منتخب آخر غير إنجلترا مهد كرة القدم التي تفخر بامتلاكها كوادر تدريبية وأسماء رنانة، لكن قدرات إريكسون التدريبية كانت قادرة على إقناع الإنجليز بالتخلي عن هذه التقاليد واللجوء إليه لإعادة مجدهم في البطولات الكبرى.

    كما أن إريكسون كان معروفًا بأسلوبه التكتيكي وقدرته على إدارة النجوم، حيث درب لاعبين بارزين مثل ديفيد بيكهام، بول سكولز، فرانك لامبارد، وستيفن جيرارد.

    والحقيقة أن مسيرة إريكسون مع إنجلترا لم تكن مقنعة حيث اكتفى بقيادة الأسود الثلاثة إلى ربع نهائي كأس العالم 2002 و2006 فقط ولم يحقق أي إنجاز يذكر، ليتلقى انتقادات لاذعة ويرحل في النهاية، لكنها تبقى واحدة من أهم التجارب لمدرب أجنبي في قيادة منتخب كبير بحجم إنجلترا.

  • إعلان
  • FBL-ENG-SEN-FRIENDLYAFP

    إنجلترا لا تكل من التجربة

    لم تكتف إنجلترا بهذه التجربة، حيث أسندت إلى الإيطالي فابيو كابيلو مهمة تدريب منتخب إنجلترا خلال الفترة من 2008 وحتى 2012، لكنه أيضًا لم يختلف كثيرًا عن إريكسون واكتفى بالتأهل إلى البطولات الكبرى مثل كأس العالم 2010 والتي ودعها من دور الـ16 بهزيمة مذلة أمام ألمانيا (4-1).

    وتعرض كابيلو لانتقادات بسبب أسلوب لعب الفريق وعدم تحقيق إنجازات كبيرة، حتى قرر الاستقالة في 8 فبراير 2012، بعد خلاف مع الاتحاد الإنجليزي حول إزالة شارة القيادة من جون تيري.

    ورغم عودة إنجلترا إلى المدربين المحليين مرة أخرى وكان آخرهم جاريث ساوثجيت، الذي أعاد الأسود إلى الواجهة ببلوغ الدور النهائي لأمم أوروبا في آخر نسختين 2020 و2024، إلا أن ذلك لم يشفع له للاستمرار في منصبه ورحل، لأن الهدف واضح للجميع وهو حصد بطولة ترضي الإنجليز، خصوصًا مع امتلاكها جيلًا مميزًا من اللاعبين.

    وهنا قررت إنجلترا العودة مرة ثالثة إلى المدرب الأجنبي ولجأت إلى الألماني توماس توخيل، الذي تولى القيادة الفنية مطلع العام الجاري ومستمر في مهمته حتى الآن بخطوات ثابتة.

  • FBL-WC-2026-SAMERICA-QUALIFIERS-BRA-PRESSERAFP

    أنشيلوتي في البرازيل .. الورقة الأخيرة!

    على مدار تاريخ منتخب البرازيل، كان الاعتماد على المدربين المحليين هو السائد، لكن هناك بعض الاستثناءات القليلة التي شهدت تعيين مدربين أجانب لقيادة السيليساو، ومنهم الأوروجواياني رامون بلاتيرو والبرتغالي جورج جوميز دي ليما  والأرجنتيني فيلبو نونيز، لكن كل هذه التجارب كانت محدودة وفي ظروف خاصة للغاية وتوقفت منذ 50 عامًا.

    وبعد سنوات وسنوات من المعاناة على مستوى النتائج في البطولات الدولية الكبرى وضياع هيبة راقصي السامبا حتى داخل قارة أمريكا الجنوبية أمام الصعود الواضع للأرجنتين وكولومبيا وأوروجواي، قررت البرازيل أخيرًا أن تستجيب لنداء العقل وتستعين بمدرب أجنبي من العيار الثقيل لفرض اسمها بين المنتخبات الكبرى.

    فمنذ فوز البرازيل بكأس العالم 2002 تحت قيادة سولاري، لم ينجح أي مدرب في تحقيق إنجاز يذكر بالبطولة العالمية، جاء كارلوس ألبرتو باريرا، مانو مينيزيس، دونجا، تيتي ودوريفال جونيور ولا جديد يذكر، إخفاقات تلو الأخرى باستثناء الفوز بكوبا أمريكا 2007 وكأس القارات 2009 مع دونجا وكوبا أمريكا 2019 مع تيتي.

    لكن كل هذا لا يرضي البرازيليين فالهدف واضح وهو استعادة كرامتهم أمام العالم والفوز بكأس العالم للمرة السادسة في تاريخهم، والفرصة المقبلة ستكون في الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك كان قرار الاستعانة بأنشيلوتي.

    الإيطالي المخضرم بالأرقام والبطولات هو واحد من أنجح مدربي كرة القدم، إن لم يكن أنجحهم ووجوده في البرازيل مع جيل مميز يضم رافينيا، فينيسيوس جونيور، رودريجو، إندريك، إستيفاو سيجعل الحلم برفع كأس العالم 2026 ممكنًا.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Cristiano Ronaldo Roberto MartinezGetty

    مارتينيز يجدد دماء البرتغال

    منتخب البرتغال ليس من المنتخبات المعروفة بالاستعانة بالمدربين الأجانب في القيادة الفنية واعتادت في إنجازاتها على أبناء البلد، لكن هناك بعض الاستثناءات القليلة، مثل البرازيلي المدرب أوتو جلوريا، الذي قادهم إلى المركز الثالث في كأس العالم 1966، وهو أحد أبرز الإنجازات في تاريخ البرتغال.

    لكن مع الفكر المتجدد في عالم كرة القدم، قررت البرتغال توجيه الشكر إلى فرناندو سانتوس، المدرب التاريخي الذي قادهم لتحقيق لقب يورو 2016 ودوري الأمم الأوروبية 2019، بعد 8 سنوات من العمل والنجاحات والبحث عن تجربة جديدة.

    وكان اختيار الإسباني روبرتو مارتينيز، هو البديل حيث استهدف الاتحاد البرتغالي تجديد دماء المنتخب مع مدرب شاب ونجح في صناع جيل مميز لمنتخب بلجيكا، والاستعاضة به عن سانتوس الذي تلقى انتقادات واضحة في كأس العالم الأخيرة.

    وبداية مارتينيز كانت مثالية مع البرتغال، حيث قاد المنتخب الذي يضم الأسطورة كريستيانو رونالدو إلى تحقيق لقبه الثاني في دوري الأمم الأوروبية قبل أسبوعين فقط، وأثبت أن لديه الكثير ليقدمه إلى البرتغال أكثر من أبنائها.

  • Gattuso 2-1GOAL

    منتخبات قالت لا في وجه العولمة.. ولكن!

    بصرف النظر عن نجاح هذه التجارب أو فشلها، فهناك منتخبات لا زالت تحافظ على تقاليدها وأعرافها وتقول لا بوضوح في وجه "عولمة تدريب كرة القدم"، مثل الأرجنتين، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، لكن من يدري ماذا تحمل السنوات المقبلة.

    قد يكون السبب في صمود هذه المنتخبات هي امتلاكها وفرة في المدربين المميزين القادرين على تحقيق النجاحات وهو أمر منطقي، لكن على سبيل المثال منتخب إيطاليا العريق الذي لم يتول تدريبه سوى الطليان على مدار تاريخه، باستثناء المجري لايوس كيزلر الذي تولى تدريب "الآتزوري" خلال كأس العالم 1954.

    فالاتحاد الإيطالي بالفعل كان قريبًا خلال الأيام ماضية من كسر هذه القاعدة بعد ترشيح الإسباني المخضرم رافائيل بينيتيز، لخلافة لوتشيانو سباليتي في قيادة المنتخب الأول، لكن في النهاية استقر الرأي على المحارب جينارو جاتوزو.

0