تحطيم الحافلة وثأر ليفربول .. أبرز مواجهات مانشستر سيتي والريدز

بدأ التنافس الفعلي بين مانشستر سيتي وليفربول في موسم 2013-2014، وكانت هذه المواجهة حاسمة على قمة الترتيب في آنفيلد وتجمع الآلاف من المشجعين لاستقبال حافلة ليفربول قبل المباراة.

وحقق فريق الريدز تسع انتصارات متتالية، وتمكن من تحقيق الفوز العاشر على التوالي في ظروف مثيرة، وتقدم 2-0، لكنه استسلم بعد ذلك واستعاد فيليب كوتينيو، تقدمه في وقت متأخر وشعر ليفربول أنهم في طريقهم إلى اللقب الأول منذ 24 عامًا، وقال ستيفن جيرارد لزملائه على أرض الملعب: "هذا لا ينزلق".

ولكن تخلى ليفربول عن حلمه بعد الخسارة أمام تشيلسي بعد أسبوعين ثم استسلم للتعادل 3-3 مع كريستال بالاس، مما منح اللقب بسهولة إلى السيتي.

اشتعل التنافس أكثر عندما تعاقد السيتي مع رحيم ستيرلينج من ليفربول مقابل 49 مليون جنيه إسترليني، وأثارت تصريحات ستيرلينج، مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) جدلًا كبيرًا بسبب إصراره أن رحيله عن الريدز لم بكن بسبب المال بل للفوز بالألقاب فقط.

وقد حقق ستيرلينج، الكثير من الألقاب مع السيتي، بما في ذلك أربعة ألقاب في الدوري الإنجليزي، واثنين منهما على حساب ليفربول.

واجه كلوب مانشستر سيتي، للمرة الأولى في موسم 2014-2015، بعد توليه تدريب ليفربول منذ شهر فقط ولكن في نهاية المباراة كان من الواضح أن المدير الفني الجديد للريدز يبني شيئًا خاصًا.

تقدم ليفربول بنتيجة مذهلة 3-0 على ملعب الاتحاد بهدف إلياكيم مانجالا، بالخطأ في مرماه في الدقيقة السابعة فقط، ثم أضاف الثنائي البرازيلي روبرتو فيرمينو وكوتينيو، هدفين آخرين وقلص أجويرو الفارق لأصحاب الأرض قبل نهاية الشوط الأول، لكن صمد ليفربول وسجل هدقًا رابعًا.

لقد كشفت طريقة الفوز عن البداية المقلقة للسيتي لهذا الموسم وانتهى بهم الأمر بعيدًا عن طريق البطل المفاجئ ليستر سيتي، وكان موسم ليفربول سيئًا لكن وضع كلوب بصمة له.

احتاج جوارديولا إلى موسم ثانٍ ليجعل فريقه في حالة تناغم حقيقي، وحققوا 20 انتصارًا في أول 22 مباراة في الدوري الإنجليزي، وكانوا يقتربون من إنجاز آرسنال بانهاء الموسم دون هزيمة.

لكنهم التقوا بليفربول الذي ثأر لهزيمته 5-0 في وقت سابق من الموسم وألحق هزيمة بالسيتي في مباراة مثيرة بنتيجة 4-3 على ملعب أنفيلد.

وسرعان ما تعافى فريق جوارديولا من هذه الهزيمة وعاد سريعًا وتوج باللقب.

كان السيتي هو المرشح للفوز بهذه المواجهة الإنجليزية الخالصة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن حدث عكس ذلك، وكان ليفربول صاحب الأرض متحمس بقوة، وبدأت الدراما عندما وصلت حافلة الفريقين إلى الملعب وتم الترحيب بمدرب ليفربول واللاعبين بينما قوبل فريق السيتي بالزجاجات التي حطمت الحافلة.

وهاجم ليفربول فريق جوارديولا، وسجل كل من محمد صلاح وأليكس أوكسليد تشامبرلين وساديو ماني بعد مرور نصف ساعة تقريبًا، ليحققوا الفوز 3-0 وفازوا أيضًا بملعب الاتحاد بنتيجة 2-1، وعلى الرغم من هيمنة السيتي المحلية، خرجوا من دوري أبطال أوروبا التي أصبحت تحت سيطرة ليفربول.

وقال جيمي كاراجر: "كان السيتي متفوقًا على الجميع في الدوري، لكنهم يأتون إلى أنفيلد ولم يتمكنوا من التعامل مع الأمر، أعتقد أن هذا شيء مميز في ليفربول إنها العقلية ويمكن أن يكون كابوسًا، حتى بالنسبة لأفضل الفرق".

تنافس السيتي وليفربول مرة أخرى في موسم 2018-19 وتغلبوا على الجميع في سباق مذهل على اللقب، حيث حقق فريق جوارديولا لقب البطولة برصيد 98 نقطة وبفارق نقطة واحدة عن ليفربول.

خسر ليفربول مباراة واحدة فقط طوال الموسم، وكانت أمام السيتي على ملعب الاتحاد بنتيجة 2-1، ويدين السيتي بالفضل لنجمه جون ستونز، الذي أبعد هدفًا محققًا لصلاح، من على خط المرمى.

في هذه المرحلة كان التنافس شديدًا لدرجة أنه امتد إلى معسكر منتخب إنجلترا وكان ليفربول قد تغلب على السيتي 3-1 قبل أيام قليلة من مباراة الأسود الثلاثة في تصفيات بطولة أوروبا، وكان التوتر لا يزال مشتعلًا وواجه ستيرلينج، جوميز وجهاً لوجه مجددًا.

ووقعت مشاجرة بين اللاعبين في نهاية المباراة ودفع ستيرلينج جوميز، مما أدى إلى إصابته بخدش بسيط في الوجه، وطرد مدرب إنجلترا ستيرلينج نتيجة تصرفه وأبعده عن المباراتين التاليتين حتى اعتذر.

وأظهر هذا الاشتباك مستوى سوء العلاقة بين الفريقين وأكد أن التوتر بين الخصوم لا ينتهى بأرض الملعب، بل ينتقل أحيانًا للصعيد الدولى.

للمرة الثانية خلال أربع سنوات، يتنافس ليفربول وسيتي في سباق آخر على اللقب وتم وصف المواجهة التي أقيمت على ملعب الاتحاد بأنها حسم محتمل لللقب ولكن تعادل الفريقان 2-2.

ولم تحسم المباراة السباق على اللقب ولم يفصل بين الفريقين سوى نقطة واحدة فقط قبل اليوم الأخير من الموسم، وفاز السيتي مرة أخرى بلقب الدوري الإنجليزي بعد انتصاره على أستون فيلا.

أي شعور بالهدنة الودية بين الفريقين قد انتهى بالتأكيد عندما تقابلوا في موسم 2022 في مباراة متوترة على ملعب أنفيلد، وقبل المباراة، أزعج كلوب السيتي بتصريحاته في المؤتمر الصحفي أنهم من بين ثلاثة أندية "يمكنها فعل ما تريد" ماليًا بسبب دعمها من دولة أبو ظبي.

وشهدت المباراة التي فاز بها ليفربول بنتيجة 1-0 بفضل هدف متأخر لمحمد صلاح، إلقاء عملات معدنية على جوارديولا من قبل بعض مشجعي الفريق، بالإضافة لتعرض حافلة السيتي للهجوم أثناء مغادرتها ملعب أنفيلد، كما سخر بعض مشجعي السيتي من ليفربول وكتبوا على الجدران وغنوا أغانى تسخر من مآسي هيلزبورو وهيسيل.

ظهر فريق ليفربول منهكًا بسبب السباق على اللقب الموسم الماضي، وتراجع للمركز الخامس، وفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 6 سنوات، بينما السيتي كان قويًا واكتسح الريدز بنتيجة 4-1 في طريقه نحو الثلاثية التاريخية.

منح محمد صلاح التقدم لليفربول لكن السيتي الذي كان يفتقد هالاند، عاد بسرعة للمباراة بفضل تألق ستونز وجاك جريليش، وبدون آلة الأهداف الخاصة بهم، تمكنوا من إزاحة ليفربول والتفوق عليهم ولكن هل سينجحوا في ذلك اليوم السبت؟.