تجنب سيناريو بيدري.. استبعاد نجم برشلونة من قائمة منتخب إسبانيا للشباب

نفس اليوم الذي شهد الاستدعاء والاستبعاد المربك للامين يامال نجم برشلونة الشاب من المنتخب الإسباني الأول، والذي انتهى ببيان طبي يفيد بغيابه لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بسبب آلام في العانة، أصبح مارك برنال المفاجأة الرئيسية في قائمة المدرب دافيد جوردو للمباراة الودية ضد النرويج ومباراة تصفيات اليورو أمام فنلندا.

لكن، بعد يوم واحد فقط، تم استبعاد لاعب الأكاديمية من القائمة، كما كانت قد توقعت صحيفة "موندو ديبورتيفو"، التي رأت أن استدعاءه دوليًا يعتبر متسرعًا للغاية وهو عائد للتو من إصابة طويلة الأمد.

انضمامه إلى القائمة، التي تأثرت ببعض الغيابات بسبب مشاركة اللاعبين في كأس العالم تحت 20 عامًا، أثار الدهشة لأن لاعب خط الوسط عائد من إصابة أبعدته لأكثر من عام، ومنذ عودته، منحه المدرب هانز فليك دقائق لعب بشكل دقيق ومدروس للغاية. وقد اشتكى المدرب علنًا من استدعائه في اليوم السابق للسفر لمواجهة إشبيلية.

كان هانز فليك قد أوضح الأمر بشكل قاطع في المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة الفريق الكتالوني أمام إشبيلية في الدوري الإسباني: "إنه وضع صعب. ليس مستعدًا للعب دقائق كثيرة. في الوقت الحالي، هو ليس جاهزًا للعب دقائق طويلة. إنه عائد من إصابة خطيرة استمرت لأكثر من عام. ليس جاهزًا بنسبة مئة بالمئة. وليس في نفس مستواه البدني الذي كان عليه قبل الإصابة. يجب على الاتحاد أن يكون حذرًا وأن يعتني به".

أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم في بيان رسمي، استبعاد مارك برنال بسبب "آلام بدنية طفيفة"، مشيرًا إلى أن فير لوبيز لاعب وولفرهامبتون الإنجليزي سيحل محله.

ولفتت "موندو ديبورتيفو" أن المشكلة تكمن في أن بيان الاتحاد تحدث عن أن سبب الاستبعاد "آلام بدنية"، وهو ما ينفيه نادي برشلونة الذي يؤكد أن اللاعب سيسافر مع الفريق إلى إشبيلية لخوض مباراة الليجا.

نادي برشلونة أجرى محادثات مع الاتحاد الإسباني في الساعات الأخيرة من الليلة الماضية، قبل أن يتم الإعلان في النهاية عن استبعاده من القائمة، علمًا بأن الاتحاد الإسباني واللاعب قد تحدثا أيضًا، وتوصلت الأطراف الثلاثة (النادي والاتحاد واللاعب) لاتفاق على عدم انضمامه للمنتخب، على أن يكون من الأفضل أن يواصل خطة العمل وزيادة دقائق اللعب تدريجيًا في برشلونة.

يبقى لاعب خط الوسط المحوري في برشلونة في دائرة الاهتمام الثانوي حاليًا. يقبل مارك برنال جميع القرارات لأنه يرغب أيضًا في اللعب مع المنتخب الوطني في المستقبل.

في برشلونة، كان فليك يراقب دقائق لعبه عن كثب: 9 دقائق أمام فالنسيا، دقيقة واحدة أمام أوفييدو، و11 دقيقة أمام باريس سان جيرمان.

يمكن القول إن مارك برنال تجنب بهذا الاستبعاد السيناريو المدمر الذي ضرب زميله في برشلونة بيدري، الذي بدأت مأساته في موسم 2020-2021 الذي كان استثنائياً في ظهوره الأول، لكنه تحول إلى لعنة بدنية تلاحقه.

ففي عمر الثامنة عشرة، خاض بيدري موسماً ماراثونياً لا يصدق، حيث شارك في 73 مباراة، وهو رقم قياسي للاعب في أوروبا ذلك العام.

لم يقتصر الأمر على مشاركته في 52 مباراة مع برشلونة في كل البطولات، بل امتد ليشمل تمثيل منتخب إسبانيا الأول في بطولة أمم أوروبا "يورو 2020"، ومن ثم المشاركة مع المنتخب الأولمبي في أولمبياد طوكيو في نفس الصيف، في قرار أثار انتقادات واسعة لإدارة جسد اللاعب الشاب.

هذا الإرهاق الهائل ألقى بظلاله القاتمة على مسيرته. فمنذ ذلك الصيف، تحول بيدري إلى زائر دائم للعيادات الطبية، حيث عانى من سلسلة من الإصابات العضلية المتكررة، خاصة في أوتار الركبة والفخذ، التي حرمته من اللعب في عشرات المباريات على مدار المواسم التالية. ما كان يُفترض أن يكون انطلاقة أسطورية تحول إلى كفاح مستمر ضد جسده المنهك، الذي دفع ثمن موسم واحد من الإجهاد غير المسبوق".

تعافى بيدري أخيرًا، وها هو يقدم أفضل مستوياته على الإطلاق في الوقت الحالي، حيث احتل المركز رقم 11 في ترتيب الكرة الذهبية لأفضل لاعبي العالم، لكن تلك الضربة دفعت برشلونة لمراعاة الجانب البدني وتفعيل عمليات تدوير دائمة لحماية اللاعبين.