بين صلاح وبوجبا.. مدرب يطفئ اللاعب وآخر ينيره

كان أنطوان جريزمان أحد أهم المهاجمين في العالم مع أتلتيكو مدريد، ولا يزال من أبرز لاعبي منتخب فرنسا، كان ذلك سببًا منطقيًا لتقوم إدارة برشلونة بدفع 125 مليون يورو من أجل التعاقد معه في صيف 2019.

لكن مع برشلونة انقلبت أوضاع جريزمان 180 درجة، بدايةً من فشل إرنستو فالفيردي في التعامل معه وتوظيفه الصحيح، مرورًا بكيكي سيتيين وحاليًا رونالد كومان.

شتان ما بين جريزمان مع دييجو سيميوني، المدرب الذي كان سببًا في ازدهار مسيرته، وكذلك مع ديديه ديشان، من يُجيد توظيفه والتعامل معه، وبين جريزمان مع فالفيردي ومن خلفه في كامب نو.

رغم أن أجويرو ربما هو اللاعب الأهم في تاريخ مانشستر سيتي، لكن ظلت العلاقة بينه وبين بيب جوارديولا ليست على ما يرام، ما كان له تأثير السحر على مستوى الدولي الأرجنتيني.

فشل جوارديولا في احتواء أجويرو وبدا واضحًا أن الأرجنتيني لا يناسب أفكار الفيلسوف الإسباني، ومع تقدم اللاعب في العمر وكثرة إصاباته ازدادت الأزمات بينه وبين بيب حتى وإن كانت تُحل في النهاية.

أجويرو مع جوارديولا ورغم أنه نجح بشكل جزئي لكنه ليس كأجويرو الذي كان يحمل سيتي على كتفيه في العقد الماضي كاملًا.

قبل أن ينضم إلى إنتر، كان كريستيان إريكسن أحد أبرز اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز، فيمكن القول أن ماوريسيو بوتشيتينو استطاع أن يفجر موهبته مع توتنهام، وجعله حديث العالم كله في فترة من الفترات.

في يناير الماضي أقدم إريكسن على خطوة جديدة في مسيرته وانضم إلى إنتر، والنتيجة؟ فشل أنطونيو كونتي في التعامل معه تمامًا، انطفأت موهبة الدنماركي وبدلًا من أن يأخذ خطوة إلى الأمام في مسيرته تراجع خطوات هائلة إلى الخلف.

إريكسن يوضح دور المدرب، فمع بوتشيتينو كان استثنائيًا، وبمجرد أن فشل كونتي ما بين توظيفه والعمل نفسيًا معه، كانت النتيجة مآسوية كما يُلاحظ الآن.

على عكس الأسماء السابقة، هيجوايين نجح نجاحًا لا يوصف مع ماوريتسيو ساري سواءً في نابولي أو يوفنتوس، لكنه فشل في إثبات ذاته إلى حد كبير مع الأسماء الأخرى التي تولت تدريب البيانكونيري وميلان مثلًا.

ساري كان يجيد توظيف الدولي الأرجنتيني ويمنحه المساحات اللازمة لإحراز الأهداف، معه كان هدافًا لإيطاليا ومن أبرز مهاجمي العالم، وبمجرد أن رحل عن اليوفي قرر بيرلو الاستغناء عنه، وفي تجربتيه بميلان وتشيلسي لم يكن مقنعًا بأي حال من الأحوال.

ساري كان كلمة السر في نجاح هيجوايين، أما أغلب من تعامل معهم المهاجم الفذّ في مسيرته فلم ينجحوا في إخراج كل ما لدى البيبيتا أبدًا بنفس القدر الذي فعله الفيلسوف الإيطالي.

ربما أن اختيار باولو ديبالا كأفضل لاعب في الكالتشيو 2019-20 رغم وجود كريستيانو رونالدو في يوفنتوس، كفيل بأن يوضح كيف أن الأرجنتيني كان مؤثرًا وحاسمًا في حفاظ البيانكونيري على لقبه.

العامل الأساسي في ذلك كان المدرب ساري، الذي استغل قدرات ديبالا بصورة مثالية وأنقذه بدوره في أغلب الأحيان، إلا أن ما قدمه القصير الأرجنتيني اختلف كليًا منذ وصول أندريا بيرلو.

ما بين فشل ذريع من بيرلو في توظيف ديبالا، وبين عدم قدرته على التعامل نفسيًا بالصورة المثالية، والنتيجة الطبيعية هي تراجع لا يصدق في مستويات اللاعب.

قبل انتقال فابريجاس إلى برشلونة كان نجمًا ساطعًا في البريميرليج مع آرسنال، يرجع جزء كبير من ذلك الأمر إلى آرسين فينجر، عكس بيب جوارديولا الذي كثرت الأزمات بينه وبين نجم منتصف الميدان الإسباني.

يحكي دائمًا فابريجاس أن تجربته مع جوارديولا لم تكن جيدة وأنه لا يحبذ الحديث عنها، كما يؤكد على أنه لا تربطه علاقة بالفيلسوف الإسباني على الإطلاق، عكس حديثه عن تجربته التالية في تشيلسي.

فابريجاس يقول دومًا أن جوزيه مورينيو أعاد إحياء مسيرته وأنه أفضل مدرب دربه وكيف نجح في التعامل معه نفسيًا وتكتيكيًا عكس بيب، الأمر الذي انعكس بالطبع على مردوده بأرض الملعب.

رغم أن مورينيو أشاد كثيرًا بديلي آلي قبل أن يصبح مدربًا لتوتنهام، لكن فشل ذريع من الطرفين في التعامل سويًا أدى إلى انهيار واضح في مسيرة الدولي الإنجليزي.

مع بوتشيتينو، كان آلي لاعبًا مختلفًا وضلعًا أساسيًا في السبيرز ولاعبًا دوليًا باستمرار مع منتخب إنجلترا، لكن مع السبيشال وان كثرت الأزمات بينهما وبات حبيسًا لدكة البدلاء ويبحث الآن عن مخرج.

لا ينسى عشاق محمد صلاح كيف كانت فترته عصيبة في تشيلسي وكيف كان حبيسًا لدكة البدلاء بصورة دائمة مع مورينيو، الذي نعته أنه شاب صغير تائه في لندن.

رغم دفاع مورينيو عن نفسه في هذه النقطة، لكن يظل السبيشال وان ممن فشلوا في التعامل مع الملك المصري سواء تكتيكيًا بالإصرار على اللعب به كجناح تقليدي، أو نفسيًا في تجربته الأولى بإنجلترا.

الفارق بين مورينيو وكلوب في التعامل مع صلاح شاسع، فالألماني جعل المصري أحد أهم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، في مقابل أن المو كاد أن يُدمر مسيرة أسطورة الفراعنة.

لا جدال على الموهبة التي يمتلكها خاميس رودريجيز، ربما لا يُشكك أحد فيها إلا شخص واحد وهو زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد.

ظل زيدان ينبذ خاميس، وحتى إذا منحه الفرصة لم يفلح الكولومبي في تقديم نفسه بالشكل المناسب، والنتيجة المنطقية كانت رحيله مجانًا باتجاه إيفرتون.

شتان ما بين طريقة زيدان وطريقة كارلو أنشيلوتي، الإيطالي كان سبب جلب خاميس للملكي، ثم ذهب معه إلى بايرن والآن سويًا في إيفرتون، وفي كل مرة يظهر بوجه مغاير عمّا يكون عليه مع زيزو.

لم يتوقف السلطان عن الهجوم الضاري يومًا تلو الآخر على بيب جوارديولا، بعدما عمل معه لمدة عام وحيد في برشلونة ربما كان الأفشل لإبرا في مسيرته الكروية.

ليس برجل ويفعل ما يريد ميسي فقط وأمور أخرى نعت إبرا بها جوارديولا، ورغم أن الأرقام تقلل من فشل التجربة، لكن بالطبع لم يكن زلاتان في إسبانيا نفسه من كان في إيطاليا أو فرنسا أو حتى إنجلترا.

جعل مورينيو بوجبا أغلى لاعب في التاريخ عندما ضمه نظير 100 مليون جنيه استرليني من يوفنتوس باتجاه مانشستر يونايتد وهو النجم الأول في الكالتشيو، لكن سرعان ما نشبت الخلافات بينهم والنتيجة كانت انهيار ضخم في أولد ترافورد.

مورينيو وجه إلى بوجبا عباراة قاسية "أنت فيروس، أنت لا تلعب، أنت تقتل عقلية اللاعبين المخلصين الجيدين من حولك" والفرنسي بدوره لم يتوقف عن انتقاد المدرب في كل مناسبة ممكنة.

بوجبا قبل الانضمام إلى المانيو كانت النظرة إليه أنه قد يحقق الكرة الذهبية، مورينيو والخلافات بدأوا انهيار الفرنسي، فلم يعد أبدًا كما كان ولو بنصف القدرات والإمكانيات التي كُنّا نراها منه في يوفنتوس.