بعد خطف أنظار الجميع بموسم رائع مع سندرلاند.. هل يعود أماد ديالو لمانشستر يونايتد؟

كان قرار مانشستر يونايتد بالتعاقد مع أماد ديالو، أحد أكثر التحركات إثارة للاهتمام في فترة الانتقالات الصيفية لعام 2020، فكيف اقتنع الشياطين الحمر بهذا اللاعب، الذي لعب 59 دقيقة فقط من كرة القدم للفريق الأول؟

الحقيقة أن أتالانتا كانت لديه واحدة من أفضل أكاديميات الشباب في أوروبا، ديان كولوسيفسكي هو مجرد واحد من النجوم المتعددة الذين ظهروا في صفوفهم، وكان أماد يلفت الأنظار منذ انضمامه إلى النادي في سن 13.

بدأ مانشستر يونايتد في تتبع الجناح قبل خمس سنوات من توقيعه معه، وسمع عنه لأول مرة عندما كان في فريق أتالانتا تحت 15 عامًا، وبعد لعبه بفرق الشباب الأكبر عمرًا، قدم أحد أفضل عروضه أمام مانشستر سيتي في مباراة بالدوري الأوروبي للشباب في أكتوبر 2019، والتي فاز بها أتالانتا 3-1.

وبعد أسابيع، ظهر لأول مرة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، حينما كان يبلغ 17 عامًا، وخرج من مقاعد البدلاء ليسجل هدفًا في الفوز 7-1 على أودينيزي، لكنه لم يحصل على المزيد من الفرص من قبل المدرب جيان بييرو جاسبريني، حيث شارك في أربع مباريات فقط في الدوري مع الفريق الأول، قبل انتقاله إلى مانشستر يونايتد، دون أن يبدأ أي مباراة مع أتالانتا.

كان مانشستر يونايتد سعيدًا بضم لاعبه أماد، ووصفه أولي جونار سولشاير، مدرب الفريق حينها، بأنه "أحد أكثر اللاعبين الشباب إثارة في اللعبة، ويتمتع بجميع الصفات الأساسية ليكون لاعبًا مهمًا للشياطين الحمر".

لكن لم يتلق المراهق الكثير من الفرص، وفي ظهوره الثالث فقط مع الشياطين الحمر، سجل هدفًا من رأسية ضد ميلان في الدوري الأوروبي، على ملعب أولد ترافورد، ولم يكن هناك مشجعون في الملعب بسبب قيود جائحة كورونا، لكنه سجل الهدف باحتفال مؤثر، ووضع يده على أذنه والأخرى فوق عيناه، وكان تكريمًا لزميله السابق في فريق أتالانتا ويلي براسيانو تا بي، الذي توفي بسبب السرطان، عن عمر يناهز 21 عامًا، قبل شهر واحد فقط.

كان الهدف شيئًا يوضح جودة اللاعب الشاب وثقته، لكنه خاض 12 مباراة فقط تحت قيادة سولشاير، ثلاث منها كانت منذ بداية المباراة، قبل إعارته إلى رينجرز في يناير 2022.

بدت خطوة الانتقال إلى صفوف أبطال اسكتلندا جيدة لأماد، لكنها كانت كارثة بالنسبة له، حيث شارك في 13 مباراة فقط بجميع المسابقات، وبدأ أربعة فقط في الدوري الاسكتلندي الممتاز، كما فشل في الخروج من مقاعد البدلاء خلال موسم الدوري الأوروبي المثير لرينجرز، حيث وصلوا إلى النهائي قبل أن يخسروا بركلات الترجيح أمام آينتراخت فرانكفورت.

فمدرب رينجرز، فان برونكهورست، الذي اتضح أنه لا يثق بالمواهب الشابة، قال عن أماد:" أعتقد أنه يمتلك موهبة، لقد جاء في العطلة الشتوية، وكان لديه بعض اللحظات الجيدة، وأخرى لم تكن كذلك، يمكنه تطوير ذلك".

في النهاية، لا يبدو أن عالم كرة القدم الاسكتلندية الذي لا يرحم، يناسب لاعبًا اكتسب سمعته من خلال السيطرة على كرة القدم للشباب.

من الطبيعي أن يقلق مانشستر يونايتد من فكرة أن اللاعب المميز لديه، لم تتح له فرصة المشاركة كثير من الدقائق باسكتلندا، لكن تجربة أماد بمدينة جلاسكو مان الهدف الأساسي منها هو بناء الشخصية.

وانتقاله إلى سندرلاند على سبيل الإعارة، كان مشابهًا في البداية لتجربة اسكتلندا، لكن سريعًا عاد أماد للحياة، ضد بيرنلي في أكتوبر، وسجل هدفه الأول للفريق، وكانت بداية سلسلة من خمسة أهداف في سبع مباريات، حيث بدأ حقًا في التكيف مع فريق جديد ودورٍ جديد، ومنذ ذلك الوقت تصدر عناوين الأخبار، في كل مباراة يلعبها تقريبًا.

فهدفه القاتل ضد لوتون كان الـ14 هذا الموسم، أكثر من أي لاعب في سندرلاند، في الأسبوع السابق قام بلعبة لإنهاء التعادل ضد بريستون، وضرب الكرة للمرة الأولى ولم يسجل، لكنه في النهاية أحرز هدفًا ضمن ثلاثية فريقه.

بجانب تألقه في ويجان، وأدائه المثير ضد برمنجهام، عندما صنع هدفًا لإيليس سيمز بعد أن تخطى أربعة مدافعين، ثم سجل آخر بقطع الكرة من الجهة اليسرى وتسديدها في الزاوية السفلية، وأثناء التعادل 4-4 مع هال سيتي، سجل هدفين وصنع واحدًا.

ويبدو أن مدرب سندرلاند موبراي مغرم به، ويحلم بموسم آخر معه، حيث قال:" سيكون من الرائع أن نقول أنه باقٍ، دعونا نستمر في هذه القصة، الطفل يفعل ذلك باستمرار، إنه يلعب كل أسبوع، وكل مرة يسجل، المشجعون يحبونه".

يريد مشجعو مانشستر يونايتد عودة أماد، منذ الموسم الماضي والمشاركة أساسيًا، لكن على النادي التفكير في الأمر حول قدرة الفريق على منحه العديد من الدقائق.

رغم تفوقه مع سندرلاند، لكن هذه هي المرة الأولى التي يلعب فيها أماد بعيدًا عن فرق الشباب، في هذه المرحلة من حياته المهنية، ومع بلوغه 21 عامًا في يوليو المقبل، فلن يكون من السهل وصوله لأولد ترافود والبقاء على مقاعد البدلاء، حيث أنه في حال قدومه، سيتنافس مع أربعة لاعبين على الأقل في مركزه.

فهناك ماركوس راشفورد، معشوق الجماهير الذي قدم موسمًا مميزًا مع مانشستر يونايتد، وأنتوني أغلى صفقة بالفريق، والذي يفضله تين هاج، ورغم تسجيله أربعة أهداف فقط في الدوري الإنجليزي، وصناعة هدفين، إلا أنه كلف النادي كثيرًا ومن الصعب التخلص منه، ونفس الأمر ينطبق على سانشو، الذي انضم للشياطين الحمر مقابل 73 مليون جنيه استرليني.

بجانب المراهق أليخاندرو جارناتشو، الذي عاد بشكل مؤكد من الإصابة، بعد تسجيله هدفًا ضد وولفرهامبتون يوم السبت، ووقع للتو عقدًا جديدًا، وأيضًا إيلانجا، وبيليستري، لكن من المحتمل مغادرة هذا الثنائي الصيف المقبل.

يجب أن يقاوم مانشستر يونايتد إغراء بيع أماد، حيث دفع النادي 19 مليون جنية استرليني عام 2021، مع احتمال إضافة 17 مليون آخرين كمكافأة، والتي تتوقف على نجاحه في نهاية المطاف بالفريق، بالنطر لجودته وسنه الصغير، سيتقدم الكثير من أجل التعاقد معه، لكنه بأقل من 100 مليون، قد يندم الشياطين الحمر في المستقبل، عند رؤيته يتألق بعيدًا عن أولد ترافورد.

الأفضل للطرفين الإعارة موسم آخر، والأكثر احتمالية البقاء بسندرلاند، لتحقيق المزيد، وفي حال صعود الفريق للدوري الإنجليزي الممتاز، الاستمرار بملعب ذا لايت سيكون مثاليًا، بدلًا من البحث عن نادٍ جديد.

لكن في حال بقاء الفريق في الدرجة الأولى، عليه الانتقال للدوري الممتاز، وهناك حديث عن عودته لإيطاليا، وقد يناسب أحد أندية إسبانيا، مثل إشبيلية، وريال وسوسييداد وغيرهم، لكن إذا كانت وجهته الأخيرة مانشستر يونايتد، فالأفضل اللعب بالدوري الإنجليزي الممتاز استعدادًا للمشاركة بأولد ترافورد، حيث واجه النادي مشكلات مع اللاعبين من حيث التأقلم بإنجلترا.

بعد لعب ديالو في الدرجة الأولى، عليه التقدم إلى الدوري الممتاز من خلال فريق واعد حديثًا، وقد يكون بيرنلي، أو فولهام، نقطة انطلاق جيدة له.

موسم آخر فقط، وقد يعود بعده ديالو إلى مانشستر يونايتد في 2024-25، وهو مجهز بالكامل، لكن اتخاذ قرار متسرع بإعادته يخاطر بخسارة كل التقدم الذي حققه.