برشلونة وفالنسيا | رهانات تشافي الرابحة وسوء طالع ريال مدريد

منذ إصابة عثمان ديمبيلي توقع البعض أن رافينيا لن يمنح الفريق نفس الإضافة التي يعطيها الفرنسي وهو أمر صحيح ولم يحدث.

لكن البرازيلي يقدم مستويات أفضل بكثير مما كان متوقعًا له خلال تلك الفترة، ويمنح برشلونة أفضلية واضحة في كل مرة يتواجد فيها داخل الملعب.

رافينيا في مواجهة اليوم كانت بداية الخطورة عنده في غالبية الأوقات، وكل مرة كانت تصل له الكرة كانت الجماهير تتطلع إلى الأمر الذي سيقوم به.

وبهدف مثيل لذلك الذي سجله في الوقت القاتل أمام أوساسونا في مباراة طرد روبرت ليفاندوفسكي قبل كأس العالم منح برشلونة التقدم المبكر والراحة المطلوبة في المباراة.

لم ينل أي لاعب في صفوف برشلونة هذا الكم من الهجوم الذي عانى منه سيرجيو بوسكيتس طوال الأعوام القليلة الماضية.

برشلونة خسر؟ فلنهاجم بوسكيتس، برشلونة تعادل، فلننل من ذلك الرجل، برشلونة فاز لكن الأداء لم يكن مثاليًا، ما المانع فلنهاجمه من جديد.

دع دوره المركب في وسط الملعب جانبًا ولنتحدث قليلًا عن القيمة التي يضيفها بلمسة واحدة فقط إلى هجوم برشلونة.

هل شاهدت هدف رافينيا الأول في المباراة؟ بلمسة واحدة نجح بوسكيتس في أن يضعه أمام المرمى في حالة هو يعلم إنه يستطيع التسجيل منه كما فعل من قبل، وتلك هي القيمة الخفية لقائد برشلونة في وقت يعاني فيه الفريق من غيابات عديدة ونقص في الحلول للوصول للمرمى.

في المباراة الماضية أمام ريال مدريد في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا لعب برشلونة بطريقة عجيبة وغير معتادة على جماهيره.

برشلونة انكمش واستقبل اللعب من ريال مدريد كما فعل مايوركا وفالنسيا وغيرهم من الفرق التي تدخل المباراة وهي تعرف أنها ليست الطرف الأقوى.

وفي ذلك حقيقة واضحة، فبرشلونة لم يكن الطرف الأقوى أمام ريال مدريد في لقاء الكأس في غياب الرباعي روبرت ليفاندوفسكي وبيدري جونزاليس و أندرياس كريستنسن وعثمان ديمبيلي.

لم يكن برشلونة ليأخذ زمام الأمور أمام ريال مدريد بكل تلك الغيابات التي استمرت في مواجهة فالنسيا، لكن الخفافيش ليسوا هم نجوم الملكي، والدوري الإسباني الذي يأتي الفوز بلقاء فيه بثلاث نقاط ليس مثل نصف نهائي كأس ملك إسبانيا الذي سيكون إيابه بعد حوالي شهرين، لذلك كان من المنطقي محاولة حسم اللقاء أمام فالنسيا من البداية.

وبعد طرد أراوخو تأقلم الفريق سريعًا، ونجح في تكرار سيناريو ريال مدريد ودافع عن مرماه ببسالة ولم يتلق إلا تسديدة واحدة في نهاية اللقاء.

كل هذا يخبرنا أن تشافي هو رجل يعرف كيف يتخلى عن أسلوبه ولا يتشبث به حتى لو لم يمتلك الأدوات لتطبيقه، ويعرف أيضًا كيف يطبقه بشكل مناسب أمام خصوم بعينهم، وفي حالات وبطولات محددة.

بين الشوطين قرر تشافي هيرنانديز أن يخرج فرينكي دي يونج وبحسب ما ذكرت تقارير عديدة فذلك التبديل كان بغرض فني، ربما كان لراحة اللاعب.

لكن هناك سؤالًا هامًا، هل راحة دي يونج تستوجب خروجه بين الشوطين وأخذ تلك المغامرة التي كادت أن تكلف برشلونة الثلاثة نقاط؟! هذا أمر يحدده تشافي وحده.

برشلونة أهدر ركلة جزاء جديدة في مواجهة اليوم بالدوري الإسباني وهي الركلة الثالثة التي يحصل عليها هذا الموسم.

المذهل أن النادي الكتالوني حصل على ركلتين في الدوري الإسباني أهدر كلاهما، أمام ألميريا وأمام فالنسيا اليوم، وكلاهما كان على ملعب كامب نو، فعلى ماذا يدرب تشافي نجوم الفريق حقًا عندما يأتي ذكر ركلات الجزاء؟!

برشلونة حقق فوزًا مستحقًا نجح فيه منذ اللحظة الأولى في أن يسيطر على مجريات المباراة واستطاع أن يحقق المطلوب قبل مواجهة أتلتيك بيلباو الصعبة.

كل ذلك حدث بفضل ذكاء تشافي هيرنانديز وخطورة رافينيا وظهور القيمة الحقيقية لسيرجيو بوسكيتس الذي قدم مثالًا لكيفية كسر الخطوط بتمريرة واحدة فقط.