barcelona gfx

برشلونة وأوساسونا | أحرج أبو تريكة وتجاوز هنري وأفسد احتفال يامال.. رافينيا "القائد" و"المقاتل" و"الطبيب النفسي"!

وفي ليلة تأخر فيها الحسم، تقمص النجم البرازيلي رافينيا دور البطولة المطلقة بتسجيله هدفي اللقاء في الدقائق الأخيرة، مؤمناً الانتصار الخامس توالياً لكتيبة هانز فليك.

بهذا الفوز، رفع البلوجرانا رصيده إلى 43 نقطة، موسعاً الفارق إلى 7 نقاط كاملة مع ملاحقه ريال مدريد (الذي لعب مباراة أقل)، ليؤكد النادي الكتالوني جديته في استعادة اللقب مستغلاً تعثرات غريمه التقليدي، ومحولاً الضغط بالكامل إلى العاصمة مدريد.

  • لا انتصار دون حصار

    يمكن القول إن اللقاء كان بمثابة "مباراتين في واحدة"؛ شوط أول عنوانه العجز رغم السيطرة، وشوط ثانٍ أظهر فيه رافينيا الفاعلية وفك شفرة التكتل الدفاعي بفضل السحر البرازيلي.

    دخل فليك اللقاء بتشكيل هجومي كاسح يضم الرباعي "يامال ورافينيا وفيران وراشفورد"، على أمل إنهاء المهمة مبكرًا أمام سوسيداد "المتكتل"، بالفعل سيطر البارسا باستحواذ كاسح (81%) في الشوط الأول ووابل من التسديدات (13 تسديدة)، لكنها افتقرت للدقة (3 فقط على المرمى). عانى الفريق من "متلازمة اللمسة الأخيرة"، حيث أهدر فيران توريس فرصة محققة، وأُلغي له هدف، بينما كان رافينيا غائباً عن مناطق الخطورة الحقيقية.

    في الشوط الثاني، ورغم استمرار الاستحواذ (وصل الإجمالي إلى 80%)، إلا أن برشلونة أصبح أكثر شراسة وتركيزاً. ارتفع معدل الأهداف المتوقعة (xG) للفريق ليصل إلى 2.61 بنهاية اللقاء. كلمة السر كانت في الدقيقة 70 حين كسر رافينيا الصمود، ثم عاد ليطلق رصاصة الرحمة في الدقيقة 86، محولاً السيطرة السلبية إلى فوز صريح.

    الأزمة الكبرى في برشلونة، أن الفريق اعتمد بشكل مبالغ فيه على العرضيات التي تحطمت جميعها على صخرة دفاع أوساسونا، حيث نجحت عرضية واحدة فقط من أصل 22 محاولة (نسبة نجاح 5%)، وجاء الحل من العمق، وتحديدًا من طرف رافينيا.

    برشلونة فليك أثبت أنه يمتلك "الصبر" اللازم لكسر التكتلات. رغم العقم التهديفي لأكثر من ساعة، وفشل سلاح العرضيات، إلا أن الفريق وجد الحل في "جودة الأفراد" وقدرة رافينيا وبيدري (الذي صنع الهدف الأول) على صناعة الفارق في اللحظات المهمة.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-OSASUNAAFP

    رافينيا يحرج أبو تريكة

    جسّد البرازيلي رافينيا مقولة "العبرة بالخواتيم" في مواجهة أوساسونا، مقدمًا أداءً انقسم إلى فصلين متناقضين تمامًا. فبعد شوط أول لم يسدد فيه أي كرة على المرمى، انتفض الساحر البرازيلي في الشوط الثاني ليصحح مساره بدقة مرعبة، منهيًا المباراة بـ 7 تسديدات إجمالاً، كانت اثنتان منها فقط بين القائمين والعارضة، وكلتاهما سكنت الشباك، ليحقق العلامة الكاملة في الفاعلية.

    ورغم أنه فقد الاستحواذ 14 مرة طوال الـ 88 دقيقة التي شارك فيها، إلا أن جرأته الهجومية كانت العملة الحاسمة، حيث أضاف تمريرة مفتاحية واحدة في الشوط الثاني، ورفع عدد لمساته إلى 61 لمسة، كانت كافية ليغادر الملعب تحت تصفيق الجماهير.

    أحرج رافينيا النجم المصري محمد أبو تريكة محلل قنوات بي إن سبورتس، الذي قال في تحليل ما بين الشوطين إنه لا يجيد اللعب في العمق (مركز رقم 10)، ناصحًا فليك بأن يضعه على الطرف، مع نقل لامين إلى قلب الملعب، كونه أكثر قدرة على التعامل مع التكتلات والضغط.

    لكن رافينيا أثبت خطأ وجهة نظر النجم المصري في الشوط الثاني، وأكد في الوقت ذاته على استحقاقه المديح الهائل الذي تلقاه في وقت سابق من دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد حين قال: "رافينيا يلعب كل الأدوار (يفعل كل شيء). يسجل الأهداف، ويضغط... لا أعرف كيف لم يفز بالكرة الذهبية".

  • FC Barcelona v CA Osasuna - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    .. ويتجاوز أرقام هنري!

    بهذه الثنائية، رفع النجم البرازيلي رصيده التهديفي في الدوري الإسباني إلى 37 هدفًا في 110 مباريات، مغردًا بعيدًا عن رقمي الأسطورتين تيري هنري وأندريس إنييستا (35 هدفًا لكل منهما).

    ولم يتوقف إبداع رافينيا عند هذا الحد، بل واصل تعزيز أرقامه المرعبة التي حققها منذ بداية الموسم الماضي، حيث وصل لهدفه الأربعين (ومساهمته رقم 65) في آخر 70 مباراة، رافعًا إجمالي أهدافه بقميص البلوجرانا تاريخيًا إلى 60 هدفًا، ومثبتًا أن السحر البرازيلي لا يزال العملة الأكثر تداولًا وتأثيرًا وحسمًا في كتالونيا.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • FC Barcelona v CA Osasuna - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    .. ويفسد احتفال يامال!

    في ليلة بدأت باحتفال النجم الصاعد لامين يامال بجائزة "أفضل لاعب في الليجا" لشهر نوفمبر وسط أضواء الكاميرات وصخب منصات التواصل، انتهت المباراة بحقيقة واحدة: يامال يستحوذ على "التريند"، لكن رافينيا يستحوذ على "النقاط". بينما اكتفى الجوهرة الإسبانية باللقطات المهارية والتسديدات "الجميلة" دون تسجيل أو صناعة، ارتدى رافينيا ثوب "القائد الحقيقي" والمنقذ، مهدياً برشلونة الفوز بثنائية حاسمة، ومثبتاً أن الفاعلية أهم من الاستعراض.

    تجاوزت أدوار رافينيا مجرد هز الشباك؛ فهو "المقاتل" الأول في الضغط والالتحامات والمحامي عن زملائه في المشاحنات، بل و"الطبيب النفسي" لمدربه هانز فليك -كما ظهر في اللقطة الشهيرة- ليعيد الهدوء والاتزان للفريق.

    ورغم الأقاويل التي حاصرت البرازيلي حول "غيرته" من تفوق يامال عليه في سباق الكرة الذهبية، جاء الرد في الملعب بليغاً: صم آذانه عن الضجيج، ورد بالعمل والأهداف. ففي الوقت الذي قد يرهق فيه يامال مدربه وجماهيره بكثرة "الحوارات الجانبية"، يواصل رافينيا تقديم الحلول بصمت واستدامة.

0