يمكن القول إن اللقاء كان بمثابة "مباراتين في واحدة"؛ شوط أول عنوانه العجز رغم السيطرة، وشوط ثانٍ أظهر فيه رافينيا الفاعلية وفك شفرة التكتل الدفاعي بفضل السحر البرازيلي.
دخل فليك اللقاء بتشكيل هجومي كاسح يضم الرباعي "يامال ورافينيا وفيران وراشفورد"، على أمل إنهاء المهمة مبكرًا أمام سوسيداد "المتكتل"، بالفعل سيطر البارسا باستحواذ كاسح (81%) في الشوط الأول ووابل من التسديدات (13 تسديدة)، لكنها افتقرت للدقة (3 فقط على المرمى). عانى الفريق من "متلازمة اللمسة الأخيرة"، حيث أهدر فيران توريس فرصة محققة، وأُلغي له هدف، بينما كان رافينيا غائباً عن مناطق الخطورة الحقيقية.
في الشوط الثاني، ورغم استمرار الاستحواذ (وصل الإجمالي إلى 80%)، إلا أن برشلونة أصبح أكثر شراسة وتركيزاً. ارتفع معدل الأهداف المتوقعة (xG) للفريق ليصل إلى 2.61 بنهاية اللقاء. كلمة السر كانت في الدقيقة 70 حين كسر رافينيا الصمود، ثم عاد ليطلق رصاصة الرحمة في الدقيقة 86، محولاً السيطرة السلبية إلى فوز صريح.
الأزمة الكبرى في برشلونة، أن الفريق اعتمد بشكل مبالغ فيه على العرضيات التي تحطمت جميعها على صخرة دفاع أوساسونا، حيث نجحت عرضية واحدة فقط من أصل 22 محاولة (نسبة نجاح 5%)، وجاء الحل من العمق، وتحديدًا من طرف رافينيا.
برشلونة فليك أثبت أنه يمتلك "الصبر" اللازم لكسر التكتلات. رغم العقم التهديفي لأكثر من ساعة، وفشل سلاح العرضيات، إلا أن الفريق وجد الحل في "جودة الأفراد" وقدرة رافينيا وبيدري (الذي صنع الهدف الأول) على صناعة الفارق في اللحظات المهمة.