دخل برشلونة المباراة بعقلية اتسمت بالتهاون المفرط، وهو ما انعكس بوضوح على أداء كافة اللاعبين داخل أرض الملعب.
على غير المتوقع، لم يكن هذا التراخي رد فعل على خصم متكتل دفاعيًا، فرايو فاييكانو لم يسعَ لإغلاق المساحات أو بناء جدار دفاعي أمام مرماه.
بالعكس تمامًا، أتاح أسلوب لعب رايو المنفتح مساحات شاسعة استغلها برشلونة في بناء هجمات متعددة والوصول بسهولة إلى مناطق الخطورة.
إلا أن هذه الفرص الثمينة تم إهدارها تباعًا بسذاجة غريبة، حيث غابت الجدية والتركيز عن اللمسة الأخيرة، وتعامل اللاعبون مع الهجمات الواعدة إما بأنانية مفرطة، من خلال محاولة التسديد في مواقف كان التمرير فيها هو الحل الأنسب، أو برعونة واضحة في اتخاذ القرار والتنفيذ، مما أضاع فرصة حسم المباراة مبكرًا رغم الظروف المواتية التي قدمها المنافس.
لم يكن الحديث عن الفرص المهدرة مجرد انطباع عام، بل كان حقيقة وثقتها مجريات المباراة بوضوح، وبدأت سلسلة الرعونة الهجومية مبكرًا، ففي الدقيقة السابعة أطلق رافينيا تسديدة طائشة من مسافة متوسطة انحرفت بعيدًا عن المرمى لدرجة أنها كادت أن تصيب الراية الركنية.
ومع أن الفريق كان ينجح في الوصول لمناطق الخصم، كما حدث في تسديدة داني أولمو الجيدة التي تصدى لها الحارس ببراعة في الدقيقة 26، إلا أن اللمسة الأخيرة ظلت المشكلة الأبرز، وهو ما تجلى في تمريرة رافينيا المبالغ في قوتها بالدقيقة 29 والتي أفسدت هجمة واعدة.
الفرصة الأوضح والأكثر غرابة جاءت في الوقت المحتسب بدل الضائع من الشوط الأول، ففي الدقيقة 45+4، تهيأت كرة مرتدة أمام داني أولمو داخل منطقة الجزاء ليجد نفسه في مواجهة شبه مباشرة مع المرمى، لكنه أطاح بالكرة بغرابة شديدة فوق العارضة في فرصة لا يمكن تصديق إهدارها.
هذه اللقطات الموثقة تؤكد أن برشلونة كان يملك كل مفاتيح المباراة لحسمها بسهولة، لكنه فشل مرارًا وتكرارًا بسبب غياب التركيز والدقة أمام المرمى، مما يفتح الباب حول إذا ما كان هانز فليك قد فقد أهم أسلحته كما حدث معه في موسمه الثاني مع بايرن ميونخ، وهو القدرة على تحفيز اللاعبين ومنحهم الدوافع وجعلهم في حالة التزام قصوى.