برشلونة ومايوركا .. "الفن المكروه" الذي يعشقه يامال وريال مدريد سيرشدكم نحو طريق "النهاية الحزينة"!

نعرف جميعًا أن من يضيع الفرص يستقبل في كرة القدم، ولكن ليس مع ريال مايوركا، فريق المدرب جاجوبا أراساتي أضعف بكثير من معاقبة برشلونة.

إحصائيات الشوط الأول كانت مرعبة، برشلونة سدد 5 كرات على المرمى و10 خارجه، مقابل 0 لمايوركا، أي أن الضيوف فشلوا في الاقتراب حتى من الحارس فويتشيك شتشيسني باستثناء الهدف الملغي.

ووسط هذه المحاولات كان الاستحواذ بشكل كاسح لصالح برشلونة، ولكن دون هز الشباك، حيث أتيحت للفريق العديد من الفرص وتفنن اللاعبون في إهدارها فرصة تلو الأخرى.

الهدية الأولى أتيحت لرونالد أراوخو في الدقيقة 29، من كرة سانحة أمام المرمى ولكنه أهدرها بغرابة شديدة للغاية، ولولا التسلل لكان دفع ثمن هذه اللقطة غاليًا عندما سجل مايوركا الهدف الملغي في الدقيقة 45.

وفي الشوط الثاني توالت الفرص، انفراد صريح من لامين يامال حاول الاستعراض فيه بشكل غريب للغاية، وأهدر على فريقه إمكانية قتل المباراة، وبعدها أتيحت له فرصة أخرى قبل تغييره في الدقائق الأخيرة.

يامال اعتاد على الاستمتاع بمراوغة الخصوم، ولكنه أصبح يجيد هذا "الفن المكروه" بالاستعراض أمام المرمى والتركيز على طريقة التسجيل أو إخراج الكرة من قدميه، بدلًا من مصلحة الفريق العامة.

هناك أيضًا تسديدة أخرى من بيدري ومحاولة من أولمو، هل كل ذلك سوء حظ؟ أم غياب ليفاندوفسكي ورافينيا جعل المباراة تنتهي بهدف واحد فقط؟

من المفهوم أن برشلونة حاول اليوم الفوز بأقل مجهود، وأن فليك اتجه للتدوير ومنح بعض العناصر الفرصة، وعلى رأسهم المُهمش أنسو فاتي الذي لعب كأساسي وظهر بصورة جيدة رغم عدم حصوله على الفرصة مع الألماني.

ولكن المشاكل التي شاهدناها اليوم ليست جديدة عن برشلونة، خاصة عدم فعالية يامال في الدوري الإسباني على وجه التحديد، واتجاهه للاستعراض والمراوغة في الوقت الذي يحتاج فيه فريقه إلى أبسط الحلول لضمان الفوز.

وبعيدًا عن ذلك، هناك أيضًا الدفاع، تحدثنا كثيرًا عنه، وبرشلونة يمنحنا الكثير من الأسباب للحديث عنه بصفة شبه أسبوعية، لأن تمركز اللاعبين في الخط الخلفي فتح الكثير من المساحات التي فشل الفريق الخصم في استغلالها.

أي فريق أشرس من مايوركا كان يمكنه الاستفادة من تلك المساحات، والحديث هنا عن ريال مدريد، الغريم اللدود الذي ينتظر بفارغ الصبر موقعة السبت القادم في نهائي كأس ملك إسبانيا، لتجاوز جراحه العميقة وحالة الشك المحيطة بالمدرب كارلو أنشيلوتي.

رؤية الطريقة التي لعب بها مايوركا واستسلامه الغريب أمام برشلونة، تجعلنا لا نفهم لماذا يتواجد الفريق في المركز السابع بجدول الليجا، ولكن ما نعرفه ونفهمه جيدًا، أن كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور وفيديريكو فالفيردي وجود بيلينجهام ورودريجو، كانوا يشاهدون هذه المباراة جيدًا ويعرفون ما يجب عليهم فعله في كلاسيكو السبت المقبل!

كل شيء يبدو مثاليًا في برشلونة، مدرب ألماني صاحب شخصية قوية فرض الانضباط سريعًا، يلعب كرة جميلة بمجموعة شابة وبعض النجوم الكبار، ولكن المهم الآن، كيف سيكون مشهد النهاية؟

نحن الآن في أواخر أبريل، لقد حان موعد الحسم في كل الجبهات، نهائي كأس إسبانيا، الدوري الإسباني ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا، الفريق خرج اليوم بأقل خسائر وقام بوظيفته على أكمل وجه.

ومع ذلك، يبدو أن هناك شيئًا ما ينقص هذه المجموعة .. هل هي الخبرة التي تجعل الفريق قادرًا على قتل المباريات؟ المزيد من الصلابة الدفاعية؟ الفريق استقبل أهدافًا أكثر من ريال مدريد هذا الموسم "32 مقابل 31" رغم الفارق بينهما من ناحية العناصر المتوفرة.

الأمر يدعو للقلق، ريال لن يستسلم بهذه السهولة، وخروجه أمام آرسنال في دوري أبطال أوروبا، سيجعله يقاتل على كل فرصة، البداية ستكون في نهائي الكأس، وكذلك الدوري، دعونا لا ننسى أن هناك كلاسيكو آخر في الليجا قد يقلب الأمور تمامًا.

برشلونة سيكون عليه اللعب أمام خصمه الكتالوني إسبانيول وفياريال وأتلتيك بيلباو، مهمات ليست سهلة على الإطلاق مع مواجهة ريال مدريد، لذلك يمكنه فقدان المزيد من النقاط مثلما حدث مؤخرًا.

الفريق الآن في المركز الأول بـ76 نقطة، مقابل 69 لريال الذي يلعب غدًا ضد خيتافي، ولو فاز سيعود الفارق إلى 4 نقاط، المهمة صعبة على الميرينجي ولكنها ليست مستحيلة.

وفي نصف نهائي الأبطال، هناك إنتر، خصم منظم دفاعيًا يمكنه مواجهة الشراسة الهجومية لبرشلونة، ولديه كافة الأسلحة لاستغلال المساحات التي لم يستغلها مايوركا، لذلك يجب على فليك الحذر من أجل النهاية السعيدة لهذا الموسم المُبهر.

لا تأمنوا لريال، فهو يعرف جيدًا طريقة قلب الأمور، وقد يكون الميرينجي مع إنتر ضمن أهم أسباب "النهاية الحزينة" التي لا يتمناها عشاق برشلونة للموسم الافتتاحي لفليك مع الفريق.