برشلونة ضد ريال أوفييدو | قطار فليك يتقدم تحت حماية الملك بيدري .. والخطيئة الأولى لا تغتفر يا جارسيا!

برشلونة بدأ المباراة وسط معاناة من غياب عناصر مهمة مثل فرينكي دي يونج، لامين يامال، كوندي وروبرت ليفاندوفسكي، واستغل المنافس ذلك بتحولات هجومية خطيرة وضغط عالٍ على دفاعات البارسا.

ثمار هذ الضغط ظهرت بعد مرور 33 دقيقة، عندما أخطأ الحارس جوان جارسيا بخروجه من مرماه والتمرير برعونة، ليهدي ألبرتو رينا تمريرة ذهبية أسكنها الأخير الشباك الخالية بتسديدة صاروخية من وسط الملعب.

صحيح أن جارسيا قدم مباراة جيدة إجمالًا، في استمرار لسلسلة الأداء الفردي المميز مع برشلونة خلال مباريات خيتافي، نيوكاسل وفالنسيا الأخيرة، لكن هذه الأخطاء ليست مقبولة على الإطلاق في الفرق الكبيرة، لأن فرصة التعويض لن تكون سهلة في كل مرة.

وإذا تكررت مثل هذه الأخطاء، سيجد جارسيا نفسه على دكة البدلاء يشاهد فويتشيك شتشيسني وهو يعود مرة أخرى إلى عرين برشلونة، ليلعب دوره المُفضل "المنقذ".

الأسباب الواضحة في عودة برشلونة للقاء وتحويل التأخر إلى فوز، يعود الفضل فيها إلى تغييرات هانز فليك الهجومية بالشوط الثاني، تقدم الثلاثي الدفاعي جارسيا، أراوخو وكوبارسي في الهجمات، وكذلك الدور الحاسم للبديل روبرت ليفاندوفسكي.

لكن السبب الأول والرئيسي قبل كل ذلك، هو امتلاك برشلونة لقائد أوركسترا خط الوسط بيدري، الذي قدم واحدة من مبارياته الكبيرة، وكان المحرك الأساسي لهجمات البارسا على مدار 90 دقيقة، دون كلل أو فقد للكرة أو بطئ في التمرير.

الرؤية التي يمتلكها بيدري في ملعب المنافس، تحوله إلى مملكة لبرشلونة يتحرر فيها من أي ضغوط بفضل لاعب يتميز عن الجميع ويصنع الفارق أينما وجد، وترجم ذلك بصناعة 4 فرص محققة و15 تمريرة مؤثرة في الثلث الأخير.

بيدري نجح بنسبة 100% في المرواغات وبلغت دقة تمريراته 95%، بواقع 106 تمريرات صحيحة، فكان المرسى الذي يلجأ إليه زملاؤه ليتصرف بالكرة ويخلق خطورة على مرمى المنافس ويكسر الخطوط الدفاعية الصلبة، حتى أن أداءه الليلة أجبر سانتي كازورلا، نجم ريال أوفييدو المخضرم أن يحييه داخل أرض الملعب بعد نهاية اللقاء ويشيد بقدراته.

برشلونة تحت قيادة فليك اكتسب شخصية قوية، جعلته يصل إلى 50 انتصارًا في أسرع وقت ممكنة، حيث احتاج إلى 67 مباراة فقط من أجل ذلك، متفوقًا على جميع مدربي برشلونة الذين سبقوه منذ عصر الأسطورة يوهان كرويف.

وكانت مباراة ريال أوفييدو هي المباراة رقم 43 على التوالي التي يسجل فيها برشلونة، حيث اعتاد على زيارة شباك منافسيه حتى لو لم تكن النتيجة لصالحه.

الأهم من ذلك أن برشلونة الذي لعب اليوم بنقص عددي واضح، امتلك الحلول بمنتهى السهولة لقلب النتيجة، وهذه هي سمة الكبار التي لولا هانز فليك لما انضم البارسا إليها بعد سنوات من التجارب اليائسة.

كان إريك جارسيا ورونالد أراوخو فرسا الرهان في هجوم برشلونة أمام ريال أوفييدو، فمع تراجع المنافس للدفاع ارتكب خطأ لا يغتفر وترك الحرية لدفاعات برشلونة بالمشاركة بحرية في الكرات الثابتة والهجمات بشكل عام.

هذ الأمر بالطبع يتم وفقًا لرسم تكتيكي ينفذه هانز فليك، حيث رأينا أراوخو في أكثر من مناسبة يتقدم للأمام من الجهة اليسرى، ليصنع عرضية جاء منها هدف التعادل عبر الظهير الأيمن جارسيا، بينما تكفل أراوخو بنفسه بتسجيل الهدف الثالث الذي قتل اللقاء من ضربة رأسية رائعة بعد عرضية دقيقة من راشفورد.

وختم أراوخو المباراة بلقطة أكثر من رائعة عندما أشار في احتفاله بالهدف إلى الرقم 6، في رسالة واضحة لدعم زميله جافي الذي تأكد غيابه عن الفريق لفترة طويلة بسبب الإصابة.