"درس مجاني لريال مدريد" .. عفوًا دورتموند! جيراسي ليس مانولاس ودفاع فليك سيهدم أحلام برشلونة بدوري الأبطال

المدرب نيكو كوفاتش يعرف هانز فليك جيدًا، لذلك حاول التركيز على أهم عيوب الألماني مع برشلونة، وهو الدفاع المتقدم والمساحات الشاسعة في خطوط الفريق الكتالوني.

لكل شيء ضريبة، النزعة الهجومية الشرسة والغزارة التهديفية لبرشلونة، من الطبيعي أحيانًا أن يقابلها بعض المساحات في الخلف، ولكن ليس بهذه الطريقة.

دفاع برشلونة كان من السهل للغاية اختراقه خاصة من الأطراف، وهو ما ظهر في ركلة الجزاء الذي سجل منها جيراسي الهدف الأول لأصحاب الأرض والجمهور، تمريرة واحدة فقط كافية لإسقاط الرباعية الدفاعية المُكونة من رونالد أراوخو وجول كوندي وباو كوبارسي وجيرارد مارتين.

الهدف الثاني كذلك كان من الممكن تفاديه، حيث ظهر دفاع برشلونة في حالة ضعف غريبة أمام الكرة العرضية التي سجل منها سيرهو في شباك شتشيسني من مسافة قريبة للغاية.

يجب منح دورتموند ما يستحقه من إشادة، لأنه لعب منذ الدقيقة الأولى بنية واضحة وهي الرغبة في العودة ورفع شعار "لا يوجد شيء مستحيل"، ولكن لو كان المنافس اليوم أي فريق آخر سوى الخصم الألماني، لاختلفت النتيجة وخرج برشلونة.

دورتموند لم يمتلك العناصر الهجومية الكافية للفوز بفارق أكثر من 4 أهداف، النتيجة كانت 2/0 والفريق بحاجة إلى هدفين وبرشلونة في حالة من الانهيار الدفاعي، ومع ذلك، الإمكانيات خانت كوفاتش، لأن ثلاثية سيرهو جيراسي وكريم أديمي وماكسميليان بيير ليست كافية أبدًا لإسقاط الضيوف، لأن جيراسي وحده هو الذي صنع الفارق لأصحاب الأرض والجمهور.

الجميع يدرك جيدًا قيمة بيدري، ولكن مباراة اليوم كانت نموذجًا على الفارق الكبير في وسط برشلونة معه ومن دونه، حيث اختلف أداء الفريق تمامًا بعد دخوله كبديل في الدقيقة 59.

يمكننا تفهم حقيقة أن فليك أراد إراحة بيدري بما أن المباراة "شبه مضمونة"، تجنبًا لتعرضه إلى أي إصابة تبعده عن المباريات الحاسمة القادمة في الدوري الإسباني، أو نهائي كأس الملك ضد ريال مدريد، وكذلك نصف نهائي الأبطال.

برشلونة عانى كثيرًا قبل نزول بيدري، وفقد السيطرة تمامًا على وسط الملعب بتواجد فيرمين لوبيز وجافي وفرينكي دي يونج، ومن أمامهم روبرت ليفاندوفسكي ولامين يامال ورافينيا.

من يتهم جماهير برشلونة بالمبالغة في مدح الدولي الإسباني عليهم مشاهدة مواجهة الليلة جيدًا، لأنها تظهر افتقاد الفريق لقدراته في الركض بالكورة والربط بين الخطوط والتحكم في مسار اللعب.

فليك اختار الوقت المناسب لإقحام فليك، وبالتحديد بعد تسجيل الهدف الأول لبضعة دقائق، لأنه علم جيدًا أن حماس دورتموند سينخفض كثيرًا، ووجود بيدري سيساهم في العبور بالمباراة إلى بر الأمان دون أي مفاجآت باستثناء الهدف الثالث لجيراسي الذي جاء من كارثة لرونالد أراوخو.

بكل تأكيد يجب علينا منح دورتموند كل الإشادة كل ما قدمه الفريق خلال هذه المباراة، ولكن يجب الالتفات إلى السبب الرئيسي وراء هذه النتيجة المُحرجة لبرشلونة.

وفقًا لموقع "سوفا سكور" سنجد أن هناك كارثة في تقييمات المستويات الفردية للاعبي برشلونة، باستثناء فويتشيك شتشيسني الحاصل على 8/10 وفيرمين لوبيز 7/10.

تقييمات لاعبي برشلونة كانت كالتالي : كوبارسي "6.4"، جيرارد مارتين "6.6"، رونالد أراوخو صاحب كارثة الهدف الثالث 5.9، جول كوندي 6.5.

جافي "6.7"، فرينكي دي يونج "6.8"، رافينيا "6.6"، لامين يامال "6.2" وأخيرًا روبرت ليفاندوفسكي 6.7/10.

أرقام تبدو كارثية للغاية وتؤكد حالة "الاسترخاء" التي لعب برشلونة، ومعاناة الضيوف في مجاراة طموح دورتموند في العودة.

وعلى الجانب الآخر سننظر إلى رجل المباراة بلا منازع وهو جيراسي "8.4/10"، المهاجم المتألق الذي سجل ثلاثية في شباك برشلونة في ربع نهائي الأبطال، ولكن للأسف ولسوء حظه، أنه لن يتذكره أحد، ولن يحصل على نفس الشهرة التي حصل عليها كوستاس مانولاس بسبب هدف واحد فقط سجله بالخصم الكتالوني في فوز روما 3/0 بإياب ربع نهائي 2018.

نتيجة اليوم لم تحرم برشلونة من التأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال، ولكنها أكدت لنا أن الفريق الكتالوني قد لا يفوز بالبطولة أو حتى يصل إلى المباراة النهائية.

نعم كل مشجع للبرسا يحلم باليوم الذي يرى فيه ناديه يحمل لقب الأبطال للمرة الأولى منذ 2015، ولكن للأسف كل المعطيات الحالية تؤكد عكس ذلك تمامًا.

كرة القدم ليست هجومًا فقط، حتى هجوم برشلونة كان عاجزًا ولم يقدم لنا رافينيا أو لامين يامال أي شيء، لأن المشاكل الدفاعية جعلت الفريق في وضعية صعبة وتحت ضغوط هو في غنى عنها.

رغم أن دورتموند لا يمتلك الإمكانيات الهجومية الشرسة التي تفتك بدفاعات برشلونة، إلا أنه سجل ثلاثية من جيراسي وأحرز الرابع ولكن الحكم ألغاه بداعي التسلل على يوليان براندت.

لو لعب برشلونة بهذه الطريقة أمام باريس سان جيرمان أو إنتر أو بايرن ميونخ أو آرسنال سيُعاقب وسيدفع الثمن غاليًا، ولا توجد أي مؤشرات لحل هذه المشكلة في وقت قريب، لأن فليك يعلم أن فريقه يعاني دفاعيًا، ولم يقم بإيجاد الحل حتى الآن، ومن غير المتوقع أن يجده في أسبوعين أو 3 أسابيع.

الريمونتادا كانت ممكنة لو امتلك دورتموند عنصرًا هجوميًا بنفس تأثير جيراسي، ولكن مباراة الليلة تثبت أن كل شيء ممكن .. الرسالة إلى آرسنال غدًا أمام ريال مدريد.. العودة ليست مستحيلة والدليل هو ما حدث للغريم الكتالوني!

كوفاتش منحكم الدرس الأمثل أمام برشلونة، كل ما تحتاجونه الجرأة والثقة والإيمان بأن الكرة لا تعرف المستحيل، نعم آرسنال خصم مختلف ودفاعه أقوى من برشلونة، ولكن ريال يمتلك كل ما يكفي لإسقاط نظيره الإنجليزي.