ريال مايوركا وبرشلونة .. لا تدع "الحفلة" تخدعك، فليك يلعب بالنار وسيدفع الثمن قريبًا!

في وقت مبكر من الشوط الأول قرر مايوركا منح برشلونة هدية سانحة، من أجل التمكن من الفوز والخروج بنتيجة تعيده مرة أخرى إلى حصد النقاط في الليجا، ولكن "سلاح" هانز فليك خذله وكشف عن السبب الرئيسي وراء تراجع الفريق مؤخرًا.

الفريق الكتالوني يعاني من أزمة دفاعية واضحة للغاية، وخط الدفاع المتقدم الذي يعتمد عليه المدرب الألماني تسبب في تلقيه هدف التعادل بطريقة ساذجة للغاية.

برشلونة دخل اللقاء برباعي دفاعي مكون من "جول كوندي، باو كوبارسي وإينيجو مارتينيز وأليخاندرو بالدي"، وهنا يأتي السؤال الأهم، هل لا يثق فليك في القدرات الدفاعية لهؤلاء في المواجهات المباشرة؟ لذلك قرر الهرب عن طريق فرض مصيدة التسلل بهذه الطريقة غير المسبوقة.

المصيدة الفاشلة أوقعت مايوركا في التسلل أكثر من مرة، ولكن هذا لا يبرر فتح مساحات شاسعة في دفاع برشلونة بأقل مجهود من أجل التسجيل، وهو ما حدث في لقطة هدف مايوركا.

اللقطة تكررت أكثر من مرة، بانفراد وتهديد تلو الآخر، ويبدو أن فليك لا يريد تغيير طريقته وليس مستعدًا للتخلي عنها، ومن حسن حظه أنه كان يلعب اليوم أمام خصم مثل مايوركا، وليس فريق آخر يمتلك الجودة الكافية لتهديده.

الألماني سيكون عليه الحذر في قادم المواعيد، أمام فرق أكبر في دوري أبطال أوروبا أو الليجا، لأن كل الفرق ليست مايوركا، وهناك عمالقة يمكنهم استغلال هذه المصيدة، لذلك عليه البحث عن طرق أخرى للدفاع ومقاومة محاولات المنافسين للوصول إلى مرماه، وإلا سيدفع الثمن غاليًا.

خرجت بعض التقارير الصحفية، اليوم، الثلاثاء، عن صرف برشلونة النظر عن فكرة التعاقد مع نيكو ويليامز لاعب أتلتيك بيلباو، بعدما كان هدف النادي على مدار الأشهر الماضية.

السبب الرئيسي وراء هذه الخطوة، هو المستوى المبهر لكل من رافينيا ولامين يامال خلال هذا الموسم، وحالة التفاهم التي يعيشها الثنائي تحت قيادة فليك، وهذا ما تجسد اليوم ضد مايوركا.

ربما غاب روبرت ليفاندوفسكي بسبب الحصول على راحة، لكن رافينيا تكفل بصناعة الفارق وظهر مرة أخرى كرجل المباراة الأول، ونجح في التسجيل في الدقيقة 56 من ركلة جزاء، قبل أن يضيف الثاني في الدقيقة 74 بأسيست عالمي من يامال.

رافينيا يعيش الفترة الأهم والأفضل في مسيرته، ووضع نفسه سريعًا ضمن صفوة نجوم العالم، بعدما كان على وشك الرحيل في الصيف الماضي، وبجانبه هناك يامال، الذي قدم العديد من اللمحات الفنية رغم عدم مشاركته بأفضل حالاته البدنية، وإهداره لفرصة محققة في الدقيقة 21 بتسديدة غريبة بجوار علامة الجزاء.

الجناح البرازيلي كان الأفضل على أرض الملعب اليوم، وحصل على تقييم 8.9 من موقع "سوفا سكور"، حيث لعب 4 تمريرات مفتاحية وصنع فرصة كبيرة وسدد 4 كرات على المرمى وفقد الكرة 8 مرات فقط.

لذلك ربما لا توجد حاجة لنيكو ويليامز، لأنه لن يلعب كأساسي على حساب أي منهما، وما حدث من رافينيا ويامال اليوم، ربما جاء كرسالة لطمأنة جماهير النادي الكتالوني، بأن التخلي عن ضم جناح أتلتيك بيلباو ليس قرارًا سيئًا أبدًا.

لو شاهدنا مباراة اليوم بين برشلونة ومايوركا، سنعتقد أن الضيوف كانوا يلعبون أمام متذيل ترتيب الليجا أو فريق درجة ثانية، وذلك بسبب العديد من اللقطات التي أظهرت ضعف الجودة الواضح لدى فريق المدرب جاجوبا أراساتي.

ولكن في الحقيقة، مايوركا يحتل المركز السادس بجدول الليجا بـ26 نقطة، بفارق نقطتين فقط عن كل من أتلتيك بيلباو وفياريال صاحبي المركزين الرابع والخامس، وهي مكانة لا يعكسها أداء اليوم بأي شكل من الأشكال.

لاعبو مايوركا أتيحت لهم العديد من الفرص لتهديد برشلونة، لكنهم اتسموا بالرعونة الشديدة في الثلث الأخير، وفشلوا في استغلال المساحات التي تم خلقها بفضل الدفاع المتقدم وعدم ضبط مصيدة التسلل.

لو كان يلعب برشلونة أمام أي خصم يمتلك جودة مناسبة وفعالية في مناطق الخطورة، لكان اختلف السيناريو تمامًا، لأنه بجانب هذه الرعونة قدم دفاع مايوركا العديد من الهدايا من أخطاء دفاعية ساذجة لا تليق بسادس الليجا.

ومن هنا يجب أن نقول، من أين لكم بهذا المركز؟ هل هي صدفة؟ أم ما حدث اليوم كان فقط بسبب الرهبة الناتجة عن اللعب أمام برشلونة؟ الوقت وحده سيجيب على هذا السؤال، إن كان مايوركا أحد المؤهلين حقًا لنيل لقب "الحصان الأسود" في الليجا هذا الموسم، أم ما حدث في الجولات الأولى مجرد فقاعة أوشكت على الانتهاء.